بقلم:محمد الغلوسي
لايحتاج المرء إلى كثير من الجهد أو الرجوع إلى التاريخ للتدليل على أهمية ودور الصحافة في المجتمعات ،فالصحافة لعبت ولازالت تلعب دورا مهمافي تنوير الرأي العام والمساهمة في نشر قيم حقوق الإنسان والديمقراطية وتعرية الوجه القبيح للسلطة والفساد ،ولذلك فأهل الحال لاينظر ون إليها بعين الرضا لكونهاسلطة مضادة ومزعجة
ويواجه الصحفيون والصحفيات معاناة جمة في سبيل البحث عن الخبر اليقين وعن الحقيقة فيصتدومون في سبيل ذلك بجدار من الإسمنت تارة بإسم السرية وتارة أخرى بإسم التعليمات وأحيانا كثيرة بعقليات تعتبر المسوؤلية العمومية إرثا ومكسبا شخصيا وكل انتقاد لها هو إنتقاد للشخص بذاته
وقد أتيحت لي فرص الإحتكاك بالصحفيين وشاهدت كم هي حجم الصعوبات والإكراهات التي يواجهونه في سبيل أداء رسالتهم، وشخصيا لا أترددفي خدمة كل الأصدقاء والصديقات الصحفيين الذين أكن لهم كامل التقدير والإحترام والذين أتجاوب معهم بدون تردد لأنني أحب هذه المهنة النبيلة ،وأشعر بفخر وأنا أمدهم ببعض المعلومات التي قد تكون وصلت إلى علمي بشكل يقيني بحكم نشاطي الحقوقي ولا أنسى كيف ساهمت الصحافة في فضح وتعرية الفساد والمفسدين وناهبي المال العام وكانت سندا للنضال الحقوقي في هذا المجال
وتزداد الصعوبات في هذه الظرفية الصعبةالتي تواجه فيه بلادنا كبقية بلدان العالم أزمة وباء غير مسبوقة ،ففي مثل هذه الظروف والتي تشبه ظروف حرب غير مرئية والعدو فيها عبارة عن شبح مخيف يضطر الصحفيون إلى مواجهة الموت بحثا عن الخبر والمعلومة والسبق الصحفي إنهم في الواجهة الأمامية للمعركة بمعية متدخلين آخرين
لقد حان الوقت لإنصاف أصحاب مهنة المتاعب وتحسين ظروف إشتغالهم والإعتناء بأوضاعهم الماد ية و الإجتماعية المزرية.