دورة السينما و قضية  الصحراء المغربية في الملتقى الدولي السينمائي بجامعة فاس : بلاغة الصورة السينمائية في الترافع الثقافي عن الهوية

دورة السينما و قضية  الصحراء المغربية في الملتقى الدولي السينمائي بجامعة فاس : بلاغة الصورة السينمائية في الترافع الثقافي عن الهوية

محمد دخاي:
ترسيخ جاذبية الوطن وبناء معاني دلالته الضاربة في اعماق  التاريخ وهوية الانسان المغربي عبر الانساق البصرية الدالة ومنها الصورة السينمائية  كوجود كينوني وكخطاب جمالي متلاحم مع الذاكرة والرِؤية الابداعية بكل معاني الخلق التعبيري المركب والمتداخل  ، كان مرجعية  لتفكيك  ادبيات الصورة السينمائية والخطاب الفيلمي  انطلاقا من  تفاعل مختبر  الخطاب والابداع والمجتمع بكلية الآداب  والعلوم الانسانية  فاس سايس  وبشراكة مع اتحاد المخرجين والمؤلفين المغاربة  من اجل رصد حضور قضية الصحراء المغربية  في الخطاب السينمائي الوطني حيث الجزم بالحضور الضعيف لها ، فكان اقتراح الخروج بها  من مستنقعات التجاهل والعبور  ومن بوابة البحث العلمي والاكاديمي  الى افاق بناء طقوس نقل القضية الى الشاشة التي تحتضن العالم  فكان من الضروري ان تقام دورة لها كمنطلق فني وابداعي من اجل استعراء استعاراتها وتقصي كناياتها  وبلاغاتها النابعة من  الافلام في دلالاتها وتداوليتها  وهي تعيد بعث الصحراء من موقعها الحضاري والانساني في صيغته وهويته المغربية التي لا تقبل التشظي ولا انصاف الحلول السهلة.
يومان من  اجل استجلاء الصورة البصرية  عبر المتخيل السينمائي وكيف يبني افق انتظاره  بحثا عن فرادة المجال الصحراوي كمركز لأحلام الجموع من المغاربة بكل امتداداته الجغرافية والتاريخية  والتوغل عبره  الى الانتماء الى الوطن  وكذلك من اجل استجلاء بوح الصورة السينمائية وعلاقتها بالهوية والثقافة والمجال الصحراوي الحساني بل وفرصة من اجل الاحتفاء بأحد رموزها البشير الدخيل اعترافا بالمثقف المغربي عموما  وكيف يكون انتماؤنا  الجغرافي  استمرارا لوحدة الوطن  لا قطيعة له  وعربونا له على مساهمته في انضاج فكر وثقافة تعني كل الناس كإحدى مراحل تجذير الهوية الثقافية اولا ، وثقافة لا ترفض الاخر ولا ترتد الى نفسها ثانيا بل واخيرا  .
خلخلة الخطاب السينمائي  المغربي  ومحاكمته بسؤال  مقلق : هل انصفت السينما قضية الصحراء المغربية ؟  سؤال ملتبس يفرض واقعيته ووجوديته من واقع رسالة ثقافية  بملامح الانتلجنسيا  الاكاديمية  التي ابدع الدكتور محمد القاسمي رئيس شعبة الاعلام والتواصل  مرة واخرى وكعادته في صياغة ونحت توهج اسئلتها انطلاقا من مشروعه العلمي عبر جر الابداع والكتابة في انساقها اللسانية والبصرية الى المكاشفة والبوح المعرفي  وهذه المرة من خلال دورة السينما و قضية  الصحراء المغربية في الملتقى الدولي السينمائي بجامعة فاس سايس ، في تداعيات جديدة تسعى الى التعبير بأشكال جديدة عن قضايا الوطن وببلورة وصياغة اساليب خاصة تعبر بعمق عن الانسان المغربي في امتداداته التاريخية والثقافية والحضارية المتنوعة .

 

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،