*حسن إدوعزيز
مهما يطرحه موضوعه “الحريات الفردية” في مغرب اليوم من إشكالات كبيرة ومعقدة حول علاقته وحدوده بالقيم الكونية والانسانية من جهة، وبالقيم المرجعية للمجتمع (أو الأمة كما يحلو للبعض تسميته)…
ومهما حاولت بعض الجهات تحريف الموضوع عن طابعه الفلسفي الانساني بتوصيفات قدحية، تحاول استمالة العباد عبر التغريدات المغلفة بالدين والأخلاق والقيم والهوية، باختزاله في تفسيرات وتأويلات مقرفة.. لمواجهة التحرر والتحديث…
فإن الأمور ربما تسير في اتجاه الانتصار للانعتاق من الماضوية في التعامل مع هذا الموضوع الشائك، بشكل يخفف من ضغط تلك الجهات، ويحافظ على ماء وجهها.. ويلبي في نفس الوقت ما تفرضه مستجدات العصر. ولعل أولى الاشارات كانت الحسم في تداعيات الضجة التي أثارها حدث الاجهاض المعروف محليا واقليميا ودوليا..
فالعبرة من حادث الاجهاض المذكور ليست بخصوص سببه كما تتبع الجميع، وإنما بعموميته.. وبإيجاد السبل الكفيلة بشرعنة نقاش القضية كظاهرة مجتمعية عامة.. مؤرقة ومحرجة في الآن نفسه، بل والسير بمقتضياتها القانونية نحو التغيير والتطوير والتحديث.. شاء من شاء، وأبى من أبى.. وغرد من يغرد.. ! خصوصا وأن المعنية بخصوص السبب.. نفسها أقرت، في أول خروج إعلامي لها بعد الحسم، بأن المغرب يرفع شعار الحداثة، ويجب أن يصبح دولة حداثية بمعنى الكلمة.. بأن يرفع تجريم جميع الحريات الفردية.. وخصوصا العلاقات الجنسية التي أصبحت تستغل ضد المناضلين والحقوقيين..
فمن يدري.. فربما هي إشارة أساسية لمباشرة الجرأة في التغيير.. !
*أستاذ تاريخ