اللهم “الفقيه العبدي”.. حكاية سؤال ورهان!

اللهم “الفقيه العبدي”.. حكاية سؤال ورهان!

- ‎فيرأي
145
6

بقلم: *حسن إدوعزيز

لم يكن المسكين ينتظر حجم الإحراج الذي سيسببه له سؤال المشرفين على البرنامج:
– “من حرر القدس في ست ساعات، بعملية حسابية بسيطة ودون تكنولوجيا..، هل هو:
– لسان الدين بن الخطيب، أم صلاح الدين الأيوبي، أم الفقيه محمد العبدي الكانوني..؟؟!
صمت صاحبنا “هنيهة” عن الكلام..، وتلعثم ببضع كلمات مبعثرة وغامضة، كعادته…: “ولايني إشكالية حقيقية هادي! “..
حيث ساد الصمت..والترقب ‘أرجاء المكان’.. قبل أن يضيف متوجسا.. :”واش يمكن، الله يزازيك، نحذف إجابة.. زعما واحد الاختيار.. ايلا زات على خاطركم؟”..فعم القلق والذهول “المتتبعين”.. قبل أن يجيب المشرف: “آ الله آودي.. آ أوستاذ..! هي اللي ما تعاود! “.. وليوجه السؤال للمعني مرة ثانية، بعد حذف اختيار، امام الحاضرين:
– “من حرر القدس في ست ساعات، بعملية حسابية بسيطة ودون تكنولوجيا..، هل: صلاح الدين الأيوبي، أم الفقيه محمد العبدي الكانوني..؟؟
استمرت سريرة المسكين عابسة، واستمرت دهشته وحيرته.. أمام اصرار المشرف، ‘صاحب الاقتراح’، على الاسراع في الاجابة.. قبل أن ينطق محرجا، مرة أخرى، وعرقه يتصبب: “الحقيقة… والله ما عرفت آش نگوليك.. هاد ‘صلاح الدين الأيوبي’ راجل مزيان.. ولكن حتى ‘الفقيه العبدي’ قاضي الغرض..!”..، مضيفا في نبرة ملؤها المسكنة والدروشة.. “واش ممكن نتاصل بصديق؟.. وما تديرهاش مني قلة صواب..نعاماس..؟”
لم يجد ‘المشرف على العملية’ حرجا في الاستجابة لمطلب صاحبنا، بعدما انفجر ضحكا وسط الحاضرين.. قائلا:
“الله آودي.. را گلنا ليك كلشي ديالك آ أوستاذ..ولكن گولينا.. شكون هاد الصديق؟ ووااش على بال بعدا.. ؟”
اطمأن صاحبنا المسكين، وبدأ حرجه يزول شيئا فشيئا، بعدما ضمن أخيرا إمكانية استعانته بصديقه و’عرابه’ المفضل كما يصفه دائما، وحين اطمأن لامكانية فوزه بالرهان.. فأجاب بنوع من التلقائية المشوبة بالغموض…: ” أش نگوليك آ سي المشرف.. هذا واحد الراجل دكالي.. من هنا من حدانا…ما فضلتو گدامك.. بحال الوالد الله يرحمو.. آش نگوليك.. را عليه حليت عينيا.. وراه هو أستاذي فكلشي تقريبا.. وديما كاندير بريو.. ”
وما كاد صاحبنا يكمل أزليته حول صديقه الدكالي… حتى بادر ‘المشرف على البرنامج’ إلى الاتصال به، ولتسمع رنة الهاتف، عبر مكبر الصوت، من الجهة الأخرى.. قبل أن يجيب الدكالي المعني بصوت محشرج منهك:
– “آلو..آلو.. سكون.. السلام عليكم.. سكون عمايا..؟
-“.. آلو.. سي الدكالي.. معاك.. عماك ‘الإدارة’.. ‘إدارة واحد البرنامح’..ومعنا…عمانا واحد صحيبك… راه حاصل..عمانا.. فواحد السؤال.. خصو يجاوب عليه باش يربح الرهان.. هاهو ندوزو ليك…ولكن بسرعة الله يخليك عندكم ثلاثين ثانية.. ”
وما إن أخذ صاحبنا زمام المبادرة.. حتى صاح..، كصبي مشتاق لأمه بعد طول انتظار..، طالبا النجدة:
– “آلو.. وااا الدكالي.. وكي داير آ خويي.. وتا عتق خوييك.. را خصو يجيب الربحة..! وحاصل.. وتا گول ليا.. شكون تگولي راه يحرر القدس فست سوايع.. بالعبار والحساب.. وبلا تكنولوجيا..؟ واش ‘صلاح الدين ليوبي’ ولا ‘الفقيه’ ديالنا.. ‘الكانوني’؟..”
فأجاب ‘الدكالي’ فورا، ودون عناء تفكير.. “وتا را هادي باينة آ الرعواني.. آش ساير تسولي.. را ‘ليوبي’!..”..
ولتنتهي المدة المخصصة للاستشارة والاتصال.. ويعود ‘المشرف’ بالسؤال نحو صديقنا المسكين.. ” ايوا آش ظهر ليك آ أوستاذنا.. و واش بان ليك فالبلان…”
فأغمض المسكين عينيه، كمن به مس.. من هول الموقف الذي وجد فيه نفسه.. وأجاب بعد تردد.. وخوف.. وبعدما أكد له شيطانه صحة توجساته حول احتمال غدر صديقهه ‘الدكالي’… “عرفتي آسي ‘المدير’.. خليني غي هنا !.. اللهم ‘الفقيه العبدي’ احسن ليا..!”
لينفجر ‘المشرف على البرنامج’ ضاحكا ملء فاه.. حتى دمعت عيناه…معقبا.. وقهقهات ‘المتتبعين’ تملأ ‘الأرجاء’.. “ايوا آش نگوليك آصحيبي.. والله ايلا فرجتينا هاد العام.. وا وجهك قاصح آ البالة.. گالس علينا حذف إجابة.. وحذفنا.. واتصال بصديق ما صديق.. وبحال الواليد.. ما الواليد! .. وتاصلنا.. وفاللخر.. درتي ما بغيتي… وا الله يرحمك آ الفقيييه الكانوني… لمن خليتينا..!”

*أستاذ تاريخ

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،