مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد.. آفاق المنقطعين عن الدراسة بجهة مراكش آسفي

مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد.. آفاق المنقطعين عن الدراسة بجهة مراكش آسفي

- ‎فيآخر ساعة
1824
6

سمية العابر

في الأيام الماضية من هذه السنة ،ترأس سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي بحضور كل من السيد السيد فليب بوانسو Philippe POINSOT، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنسق الأمم المتحدة المقيم بالمغرب والممثلة المقيمة لمنظمة اليونسيف بالمغرب، السيدة جيوفانا باربريس BARBERIS Giovanna وسفير المملكة المتحدة لدى المغرب، السيد توماس رايليTHOMAS Reilly ، اليوم، بمركز محمد الغزواني للإبداع الفني والأدبي بمراكش،  حفل إعطاء الانطلاقة الرسمية للمرحلة الثانية لبرنامج “فرصة للجميع” 2022-2019.
وتندرج هذه العملية في إطار تنزيل برنامج العمل الملتزم به أمام الملك محمد السادس بتاريخ 17 شتنبر 2018 ومقتضيات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين 2015-2030 وفي إطار مخطط عمل التعاون بين الوزارة ومنظمة “اليونسيف” بالمغرب.
وتطمح الوزارة من خلال تبنيها لهذا البرنامج، بمقاربة تشاركية مع قطاع التكوين المهني والمجتمع المدني والقطاع الخاص وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، وبمقاربة الإنصاف القائمة على الإدماج واحترام النوع واستهداف اليافعين والشباب الأكثر هشاشة، إلى رفع تحدي البطالة لدى الشباب واليافعين وحاملي شهادات التكوين المهني من خلال تطوير كفاياتهم ومعارفهم وفتح فرص أمامهم لأجل حياة اقتصادية واجتماعية نشطة، مما يساهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف  المبادرة العالمية  “جيل بلا حدود” التي أطلقها المنتظم الدولي والتي تسعى إلى استفادة جميع الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 و24 سنة من التعليم والتعلم أو التكوين المهني أو الاندماج في سوق الشغل.
ويرتكز برنامج “فرصة للجميع”، على ثلاثة مكونات أساسية هي: تعزيز جودة التربية في التعليم الثانوي الإعدادي عبر إدماج المهارات الحياتية والمواطنة في المناهج والأنشطة الموازية وكذا تعزيز نظام التوجيه المدرسي، ومحاربة الهدر والانقطاع الدراسي من خلال الرصد وتحسين نظام لتتبع التلاميذ المعرضين لخطر الهدر المدرسي وتطوير بيئة مدرسية واقية، وكذا من خلال عملية (من الطفل إلى الطفل)،كمقاربة تشاركية تمكن من انخراط التلاميذ والجماعات في التحسيس حول الحد من الهدر المدرسي،  إلى جانب تطوير نموذج مدرسة الفرصة الثانية الجيل الجديد ذي جودة لفائدة اليافعين والشباب قائم على نموذج تربوي، من شأنه أن يعزز لديهم فرص التعلم والتكوين والمكتسبات الأساسية والمهارات الحياتية، كما يرسخ لديهم قيم المواطنة ويؤهلهم للاندماج الاجتماعي والمهني، وذلك من خلال تعزيز  نطام التوجيه والشراكة مع القطاع الخاص.
 وتحظى المرحلة الثانية للبرنامج بدعم مالي من طرف حكومة المملكة المتحدة وستغطي أربع اكاديميات جهوية للتربية والتكوين هي: جهة سوس ماسة ومراكش آسفي والشرق وطنجة تطوان الحسيمة.
وفي هذا السياق، فقد أبرز “مولاي أحمد الكريمي” أن مبادرة إحداث مدارس الفرصة الثانية، تندرج ضمن برنامج وزارة التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وتنزيل الرؤية الاستراتيجية 2015/2030 التي تهدف إلى محاربة الهدر المدرسي، وتشجيع التربية غير النظامية، إعطاء المنقطعين عن الدراسة من الشباب والشابات فرصة ثانية للتحصيل والتكوين، بهدف إدماجهم في سوق الشغل، سواء بمبادرات ذاتية أو من خلال إيجاد فرص عمل لديهم بعد تلقيهم التكوينات الأساسية في مجموعة من المهن، واسترجاع أكبر عدد ممكن من المنقطعين عن الدراسة، وتأطيرهم وإعادة إدماجهم.

وفرضت مجموعة من المعطيات الموضوعية، خلال السنوات الأخيرة، التفكير في بلورة صيغة أخرى لتطوير برامج التربية غير النظامية استجابة للمتطلبات الميدانية الجديدةوتستهدف مدارس الفرصة الثانية، اليافعين واليافعات المنقطعين عن الدراسة والمتراوحة أعمارهم مابين 13 و 18 سنة، سيتلقون تكوينا في مهن المطعمة وتنظيم الحفلات، الهواتف النقالة، تمريض ومساعدة المسنين، حيث سيكون بإمكان الراغبين في الاستفادة من هذه العملية  لتسجيل ومتابعة دراستهم لمدرسة ادريس الأول بمقاطعة مراكش المدينة، ومدرسة الحسن واعزيز بآسفي، من بين هذه المعطيات:

  • انتقال إشكالية الانقطاع عن الدراسة من الفئة العمريـــة   9 – 13 إلى الفئة 15 فما فوق،

  • تضاؤل هدف الإدماج في المدرسة في أوساط المستفيدين من برامج التربية غير النظامية نتيجة تحول انتظاراتهم،

  • صعوبة اندماج المستفيدين من التربية غير النظامية في التكوين المهني لعدم التوفر على الكفايات التربوية الأساسية،

  • وجود حوالي مليون يافع(ة) وشاب(ة) خارج منظومـــة التربية والتكويـن بلا تأطير منظم يؤهلهم للاندماج في نسيج الحياة العملية،

  • توفر نسيج جمعوي منفتح على تجارب جديدة في تكوين وتأطير اليافعين والشباب،

  • ربط الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 للإصلاح بين التعليم العام والتكوين المهني لضمان تكافؤ الفرص والإسهام الجيد في معالجة مظاهر الهدر والانقطاع والتكرار في صفوف التلاميذ.

ثلاثة أهداف استراتيجية يكمل بعضها البعض

  • تيسير إعادة الإدماج للتمدرس أو للتكوين المهني للأطفال غير الممدرسين أو المنقطعين عن الدراسة

  • تمكين المستفيدين من دروس مركزة تخول لهم اجتياز امتحانات نهاية السلك التعليمي

  • تأهيل اليافعين والشباب من الفئة العمرية 13-18 سنة  للحياة المهنية عبر : تأهيل تربوي ومهني,

  • المبادئ الموجهة للإطار المنهاجي لمراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد:

  • مبادئ خاصة مرتبطة بخصوصية التكوين وأبعاده في مراكز الفرصة الثانية الجيل الجديد

  • مبادئ عامة مرتبطة بخصوصيات التربية غير النظامية ككل

  • المستوى المعرفي: التزود بالمعارف الأساسية للتواصل والاندماج في الحياة،

  • المستوى المهاراتي (المهني): الانفتاح على عالم المهن واكساب آليات الإعداد المهني،

  • المستوى العلائقي (العلاقات والتواصل): تعلم الانضباط وقواعد العيش المشترك،

  • الاتجاهات نحو الذات والآخر: الارتقاء بالمهارات الحياتية.

مراكز الفرصة الثانية هي مراكز تحضى بدعم الالدولة وتدبر من طرف جمعيات تتقدم لانتقاء بعد الاستجابة لطابات العروض المقدو في هذا الشأن ؛ وباعتبارها مركز دامجة، فإن استقبال المستفيدين يخضع لعملية تشخيص أولي للتفييء من أجل تحديد مسار التكوين الذي ستتم الاستفادة منه.

يروم هذا التشخيص تعيين ثلاث فئات يمكنها أن تستفيد من خدمات المركز:

  • فئة اليافعين والشباب في وضعية عادية والذين تسمح لهم ظروفهم السوسيوثقافية بالاستفادة من العدة الكاملة للتكوين، كم تمت صياغتها في الإطار المنهاج،

  • فئة اليافعين والشباب في وضعية استعجال لا تسمح لها ظروفها السوسيوثقافية بالمكوث في المركز طيلة المدة الزمنية المحددة في العدة الكاملة، وتستلزم تكوينا مختصرا يؤهلها بشكل سريع للاندماج المباشر في التكوين المهني أو الحياة العملية،

  • فئة اليافعين والشباب في وضعية عائق نفسي اجتماعي تتعذر معه الاستفادة من التكوين في المركز، مما يستوجب مواكبتها مواكبة نفسية اجتماعية لفترة معينة بغاية توجيهها إلى الجهة التي يمكن احتضانها (بما فيها مركز الجيل الجديد نفسه).

وللإشارة فسيتم تفعيل مدارس الفرصة الثانية بأكاديمية جهة مراكش -آسفي للتربية والتكوين، من خلال جيل جديد يهم توسيع شبكة هذه المدارس.
وسيتم الافتتاحي الرسمي، في مرحلة أولى، لمدرستين للفرصة الثانية بالجهة، الأولى بمدينة مراكش والثانية بآسفي، ابتداءا من الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر الجاري، حيث تم انتقاء الجمعيات المستفيدة وسيتم توقيع الشراكة معها بداية الشهر، حسب ما أفاد به “مولاي أحمد الكريمي” مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مراكش – آسفي، خلال ندوة صحافية عقدت يوم الإثنين الرابع من سبتمبر 2019 بمراكش.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،