ولد سلمة في حوار خاص لـ (كلامكم): الحكام الجزائريون ألفوا أن يفعلوا ما يريدون و إذا ضيق عليهم أحد فالدولارات موجودة لإسكاته

ولد سلمة في حوار خاص لـ (كلامكم): الحكام الجزائريون ألفوا أن يفعلوا ما يريدون و إذا ضيق عليهم أحد فالدولارات موجودة لإسكاته

- ‎فيفي الواجهة
1277
0

 

mustapha-salma

قال المبعد الصحراوي، مصطفى ولد سيدي مولود ولد سلمة، أن المغرب بلد يتجه صوب تكريس الديمقراطية و هو ما يزال في منتصف الطريق، كاشفا في هذا الحوار الخاص مع ( كلامكم)، أن الوضع في المخيمات الصحراوية وصل أعلى درجات الاحتقان خاصة مع اعتبار وضع الانسداد الذي وصلت إليه مفاوضات التسوية، و جمود سياسة البوليساريو الداخلية و هرم قيادتها مع تزايد إعداد الشباب المتعلمين البطالين. مضيفا أنه من المنتظر أن تشهد المخيمات موجات احتجاج كبيرة و قد تدفع أوضاع الاحتقان و اليأس والحصار و الفقر الشباب إلى العنف مما قد يشكل تهديدا على المنطقة ككل بما فيها الجزائر نفسها.

ماهي حقيقة الوضع في مخيمات الصحراويين بالبوليساريو؟

استسمحك ببعض التوضيحات أولا حتى يكون المتلقي على بينة من بعض الحقائق أراها ضرورية لفهم ما يجري في المخيمات أو ما قد يحدث مستقبلا فمنذ أيام قلائل زار رئيس مفوضية غوث اللاجئين بالجزائر المخيمات الصحراوية، و تصادفت زيارته مع اعتصام لشبان صحراويين أمام مكاتب المفوضية بالرابوني حيث المقرات الرسمية للبوليساريو. و قد لا تكون هذه زيارته الأولى للمخيمات، و لكنها المرة الأولى منذ إنشاء المخيمات في منتصف السبعينات التي يلتقي فيها رئيس المكتب المذكور مع صحراويين بصفتهم الشخصية، و كان هؤلاء معتصمين و منهم 2 مضربين عن الطعام يطالبون بوثائق تثبت وضعيتهم القانونية كلاجئين. المسئول المذكور أجاب الشبان بان اللاجئين الصحراويين غير محددين كأشخاص بل يصنفون كحالة لجوء جماعي غير معينة الأشخاص، وبالتالي لا تستطيع المفوضية منح وثائق لأشخاص غير مسجلين لديها.

 

mustaphaoueldsalmanew1

لماذا يطالب الصحراوين بوثائق تثبت وضعيتهم كلاجئين؟.

بطاقة اللاجئ هي بمثابة وثيقة إثبات إقامة في بلد اللجوء و تمكن اللاجئ من التنقل و العمل و التملك في بلد اللجوء مثله مثل بقية الأجانب المقيمين بصفة نظامية في البلد، كما تنص على ذلك الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين. الوثائق الوحيدة التي لدى الصحراويين في المخيمات هي بطاقة التعريف الخاصة البوليساريو، والمخيمات موجودة بعيدا عن المدن الجزائرية، وتديرها البوليساريو من الداخل، و العمل الموجود فيها هو العمل في جهاز إدارة البوليساريو أو في جيش و أجهزة البوليساريو الأمنية. المخيمات عبارة عن أربع تجمعات سكانية كبيرة هي العيون و اوسرد و السمارة و الداخلة بالإضافة إلى مخيم بوجدور الأقل عددا. كان تنقل الأفراد بين هذه المخيمات إلى وقت قريب لا يتم إلا برخصة من الإدارة التي يتبع لها الفرد، أما المركبات فلا زالت إلى يومنا هذا لا يسمح بتنقلها من مخيم إلى آخر دون رخصة مرور. أما التنقل خارج المخيم إلى المدن الجزائرية فهو ممنوع عدى حالات الضرورة كالعلاج أو الدراسة أو زيارة الأقارب، و يحتاج إلى طلب من جهة العمل التي يتبع لها الشخص في البوليساريو يقدم إلى وزارة داخلية البوليساريو وهذه الأخيرة ترفعه إلى مديرية الاستخبارات العسكرية للبوليساريو وهذه بدورها ترفعه للأمن العسكري في الجزائري في مدينة تيندوف للموافقة و تمنح للشخص حينها رخصة محددة المدة إلى المدينة التي يقصد دون سواها من المدن الجزائرية. أما التنقل إلى الخارج فيحتاج جواز سفر جزائري الذي لا يحصل عليه إلا أصحاب المعارف بعد أشهر أو سنوات من تقديم الطلب. وإذا حصل الشخص على جواز سفر، فلا يستطيع الحصول على تأشيرة لأنه لا يستطيع استيفاء شروط الملف الذي تتطلبه التأشيرة وأولها العنوان فليس لدى أي صحراوي إثبات بأنه لاجئ في المخيمات و لذلك فللحصول على تأشيرة يجب أن تقدم طلبك لسفارة البوليساريو في الجزائر و هي تقدم الطلب نيابة عنك إذا كانت لديك معرفة طبعا و إلا فلن تحصل عليها. و حتى عندما تحصل على تأشيرة عليك أيضا أن تطلب رخصة من الأمن العسكري الجزائري للسماح لك بالخروج من الجزائر لأن الجزائريين يسألون عن وثيقة إثبات تمضية فترة الخدمة العسكرية أو الإعفاء منها، و الصحراوي حامل لجواز سفر جزائري. كان المتنفس الوحيد لسكان المخيمات هو عبر موريتانيا التي لا يحتاج التنقل إليها جواز سفر ولا تأشيرة، ولأن لديها حدود طويلة مع الصحراء و تمتد إلى قرب تيندوف بحوالي 50 كلم ، لذلك يطلب الصحراوي رخصة بأنه ذاهب إلى منطقة بير لحلو أو التفاريتي التي توجد بها إدارة البوليساريو و لما يتجاوز نقاط المراقبة يدخل الأراضي الموريتانية مباشرة. ومنذ وقف إطلاق النار استغل الصحراوين في المخيمات قرب الحدود المموريتانية ووجودها في طريق بير لحلو التي تصدر البوليساريو بياناتها منها (رمزيا) و بدأوا يمارسون التجارة مع موريتانيا، و لكن هذه الطريق تم غلقها بشكل شبه نهائي في الآونة الأخيرة.

سلمى

هناك حديث عن وجود تهديد بالجوع لسكان المخيمات بسبب استغلال المساعدات الغذائية التي تنعم بها المنظمات الإنسانية للصحراويين من طرف قيادة البوليساريو؟

يجب التذكير أن نصيب الفرد في المخيمات من مساعدات أو ما يصل منها شهريا هو: الدقيق (8كلغ) الزيت (1لتر) السكر (1كلغ) الأرز (1كلغ) العدس (1كلغ) هذا في أفضل الحالات، خيمة للعائلة كل 6 سنوات. بمعنى أن ما يقدم من مساعدات إنسانية لا يكفي لتغطية تغذية عائلة لمدة شهر، و ينقصه الكثير مما يستوجب على الإنسان أن يبحث عن مصادر أخرى لتامين بقية حاجياته. فالقادة ومن يدور في فلكهم يستغلون الفائض من المساعدات لسد حاجيات أسرهم و إغناء جيوبهم، أما غيرهم و هم الأكثرية فليس أمامهم من باب سوى المتاجرة مع موريتانيا أو تربية المواشي في المناطق البعيدة من المخيمات. كما أن أعلى الأجور هي أجور مقاتلي الجبهة تتراوح بين ما قيمته (300درهم مغربي) إلى (600درهم) للشهر و لا يتسلمها صاحبها إلا كل ثلاثة أشهر. أم أخر يجب الانتباه إليه، فلقد بدأت السلطات الجزائرية بالإضافة إلى التشديد الذي كان قائما إلى تسييج المخيمات بحزام رملي و تركت منفذا واحدا لسكان المخيمات نحو موريتانيا عرضه 8 أمتار تحرس المنفذ قوة عسكرية جزائرية و مركز للجمارك الجزائرية و فرق من درك البوليساريو، و خارج المنفذ و على طول الحزام الرملي دوريات من الجنود الجزائرية مسلحين بالذخائر الحية و لديهم أوامر بإطلاق الرصاص بشكل مباشر على كل من يحاول الخروج من غير المنفذ الوحيد المسموح به. بعد أن استكمل الحزام و نقاط المراقبة منع استيراد البضائع من موريتانيا، و أخيرا منع على سكان المخيمات شراء الدقيق و العجائن(سبقيتي و المعكرونة….) و زيت المائدة والسكر و الحليب المجفف من مدينة تيندوف وهي الممون الرئيس للمخيمات بحكم أنها المدينة الوحيدة التي تجاورهم.

إذا الشخص الذي تحيط به مثل هذه الظروف و يسد عليه المنفذ الذي تتعيش منه أسرته ماذا ننتظر منه؟.

الوضع وصل أعلى درجات الاحتقان خاصة مع اعتبار وضع الانسداد الذي وصلت إليه مفاوضات التسوية، و جمود سياسة البوليساريو الداخلية و هرم قيادتها مع تزايد إعداد الشباب المتعلمين البطالين. الجزائر ما زالت تراهن على الطفرة البترولية و الاحتياطات النقدية التي توفرها لها مما يسيل لعاب الكثير من الدول خاصة الغربية التي تعيش فترة أزمة مالية، و هو وضع ترى انه يمنحها أريحية من الضغوطات الدولية حول موضوع حقوق الإنسان و احترام الحريات،، و تستغل الصمت الدولي في المزيد من التشديد و القمع، و قد تعلمت قيادة البوليساريو نفس الدرس و تطبقه داخل المخيمات، فهم يعلمون بان المنظمات الدولية لن تدينهم و أحرى أن تتدخل للضغط عليهم. و من المنتظر أن تشهد المخيمات موجات احتجاج كبيرة و قد تدفع أوضاع الاحتقان و اليأس و الحصار و الفقر الشباب إلى العنف مما قد يشكل تهديدا على المنطقة ككل بما فيها الجزائر نفسها، و لعل التشديد على حدود المخيمات من قبل السلطات الجزائرية هو استباق لأي ردة فعل من هذا القبيل. المادة 26 حرية التنقل: تمنح كل من الدول المتعاقدة اللاجئين المقيمين بصورة نظامية في إقليمها حق اختيار محل إقامتهم والتنقل الحر ضمن أراضيها، علي أن يكون ذلك رهنا بأية أنظمة تنطبق علي الأجانب عامة في نفس الظروف. المادة 17 العمل المأجور: تمنح الدول المتعاقدة اللاجئين المقيمين بصورة نظامية في إقليمها أفضل معاملة ممكنة تمنح، في نفس الظروف، لمواطني بلد أجنبي في ما يتعلق بحق ممارسة عمل مأجور. المادة 13 ملكية الأموال المنقولة وغير المنقولة: تمنح الدول المتعاقدة كل لاجئ أفضل معاملة ممكنة، لا تكون في أي حال أدني رعاية من تلك الممنوحة، في نفس الظروف، للأجانب عامة، في ما يتعلق باحتياز الأموال المنقولة وغير المنقولة والحقوق الأخرى المرتبطة بها، وبالإيجار وغيره من العقود المتصلة بملكية الأموال المنقولة وغير المنقولة.

مخيمات

– كيف تفسر الصمت الرهيب للمفوضية السامية لغوث اللاجئين إزاء لما يتعرض له الصحراويون من انتهاك يومي لحقوقهم الإنسانية وصل حد استهدافهم بالقتل.؟

لقد قال لي مرة احد الرؤساء السابقين لمكتب المفوضية السامية لغوث اللاجئين بأنه لما عين في الجزائر ورأى الوضع المأساوي لسكان المخيمات و عرقلة السلطات الجزائرية لعمل المفوضية فوق أراضيها. قال بأنهم كتبوا إلى الأمين العام للأمم المتحدة يشعرونه بأنهم بدون عمل في الجزائر، لأن السلطات الجزائرية تقول لهم بان منطقة المخيمات هي دولة الجمهورية الصحراوية و الجزائر تعترف بها ولا سلطة لها عليها و من أراد أن يذهب إليها فليس إذن من سلطاتها و ليس من الجزائر و الأمم المتحدة لا تعترف بالجمهورية الصحراوية، فطلب منهم الأمين العام أن يبقوا في مكاتبهم و يتركوا الجزائر تفعل ما تشاء، لذلك يوجد المكتب الرئيس الخاص بالمخيمات في مدينة تيندوف و ليس في المخيمات وماهو موجود من مكاتب لمفوضية غوث اللاجئين في المخيمات هي مكاتب تابعة لبعثة المينورسو خاصة ببناء الثقة تبادل الزيارات).لمعنى أن هناك صمت دولي متعمد عن ممارسات الجزائر ضد الجزائريين و ضد سكان المخيمات الصحراوية بعد أن أقدم الجيش الجزائري،على قتل شخصين صحراويين بمنطقة تسمى “وديان تطرات ” الفاصلة بين الحدود الجزائرية والموريتانية. الآن هذا الجيش يستهدف المغاربة على الحدود الشرقية،

كيف تفسر هذه الاستفزازات للجيش الجزائري للمغرب؟

حسب علمي الحرب الباردة بين الجزائر و المغرب ليست وليدة اليوم بل تمتد جذورها إلى سنوات استقلال البلدين، و تباعد أنظمتها و اعتقد بان النظام في الجزائر يعيش من خلق وهم عدو خارجي اسمه المغرب كي يلهي شعبه و يضغط على معارضيه، و ما لم تنعم الجزائر بالديمقراطية الحقيقية فلن يتغير شيء، و هذه الحوادث هي لتذكير رأيها العام بان خطر المغرب مازال قائما كما يفعل الغرب بشعار الإرهاب لتمرير سياساته داخليا و خارجيا تفعل الجزائر مع المغرب، و هي سياسات لإرهاب المواطن و تبرير بقاء حكم العسكر كما يحدث في مصر حاليا. –

slma

الحملة الشرسة التي تقودها الجزائر على أبناء المخيمات الذين عانوا في الآونة الأخيرة من تزايد التضييق عليهم حد إعطاء الأوامر للجيش الجزائري باتفاق مع قيادة البوليساريو بعدم التهاون في إطلاق النار على أي شخص يحاول التسلل خارج المخيمات تحت ذريعة الدواعي الأمنية واستفحال الإرهاب والتهريب بالمنطقة، أليس هذا إجراء جزائريا لمنع عودة أبناء المخيمات إلى المغرب، والحد من الهجرة البشرية التي أصبحت تهدد المخيمات بالاندثار.؟

في هذه النقطة بالذات اختلف مع الكثيرين فبالنسبة لي المخيمات بقيت هي هي منذ تأسيسها و قد شهد الأسبوع الفائت رئيس مكتب المفوضية السامية لغوث اللاجئين بان حالة المخيمات الصحراوية تسمى حالة لجوء جماعي أشخاصها غير محددين، يعني بان المفوضية أعطت للجزائر كوطة من اللاجئين كانت في البداية 165000 و لما كثر الحديث عن موضوع اللاجئين قلصت هذا الرقم إلى90000 و بقي ثابتا لا يموت منه احد و لا يزداد فيه احد، و هذا هو الربح الذي ربحته الجزائر ولا زالت تقف عنده، رغم قرارات مجلس الأمن التي تطالبها بإحصاء المخيمات. لقد فرضت الجزائر منذ انطلاقة النزاع في سنة 1975 جبهة البوليساريو كممثل وحيد للصحراويين، و قضت على كل المرجعيات التي قبلها بما فيها مرجعية شيوخ القبائل و منعت تأسيس أي معارضة منظمة للبوليساريو و فرضت بالرشوة الاعتراف بالبوليساريو كمخاطب و مفاوض باسم الصحراويين. كل قرارات مجلس الأمن تحدد طرفي النزاع بالمملكة المغربية و جبهة البوليساريو. جبهة البوليساريو هي المخيمات، و إذا ذهب أي كان من المخيمات فستبقى جبهة البوليساريو هي هي لأنه لا احد لديه أسماء ولا أعداد من يعيش في المخيمات، و يمكن تعويض أي نقص عند الضرورة؟ الجزائر ربحت أن لديها الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي و هذا الممثل غير معين بالأسماء بل مجرد رقم كما أسلفت كان 165000 و صار 90000، و صارت تضيق على حياة سكان المخيمات من اجل التخلص من الحمولة الزائدة فهي لم تعد في حاجة لها، أي الصحراويين النازحين من الإقليم فهؤلاء يشكلون مصدر قلق للسلطات الجزائرية لأنهم أصحاب الشرعية الحقيقية و لم تستطع تحويلهم إلى مرتزقة عكس سكان المخيمات من صحراويي الجزائر و موريتانيا و شمال مالي الذين لا يستطيعون الخروج عن إرادة الجزائر. و هذه الفئة أي النازحين من الصحراء إلى المخيمات هم من قاموا بانتفاضة 1988 و أنا منهم و كل معارضي البوليساريو منهم و المحتجين في المخيمات حاليا منهم. صارت هذه الفئة مصدر إزعاج وإحراج للسلطات الجزائرية لذلك تلجأ لكل الوسائل للتخلص منهم و أولها التضييق عليهم حتى تربح جسم بوليساريو منسجم و متناغم مع ما تريده الجزائر.

سلمى احتجاج

– البوليساريو باحتفالها الأخير في منطقة “اغوينيت” الصحراوية المتاخمة للحدود الشمالية لموريتانيا، و بحضور كافة قيادييها بمن فيهم رئيسها قلت بأنها تريد أن تسوق صورة مزيفة عن حقيقة الوضع الذي يعيشه الصحراويين في هذا الظرف، و توجيه الأنظار بعيدا عن الاحتجاجات في المخيمات، كيف ذلك؟

الظروف في المخيمات هي كما أسلفت محتقنة ( وقفات اعتصامات إضرابات،،،) و عندما تخرج كل القيادة في رحلة استجمام إلى البوادي و تقيم الحفلات فرسالتها للرأي العام الخارجي هي انه لا توجد لدينا مشاكل و أحوالنا عادية، و في الآن ذاته محاولة اللعب على أعصاب المحتجين بان احتجاجاتهم ليس لها تأثير وإلا ما كان القادة تركوا المخيمات. و اتخذوا لذلك حجة حضور ملتقى الجالية الصحراوية في موريتانيا، و نعرف بان تتبنى السلطات الموريتانية موقف الحياد من قضية الصحراء، يحيد الجالية الصحراوية في هذا البلد، و بالتالي لم يكن الحدث ذي أهمية حتى تتنقل إليه قيادة البوليساريو بكل ثقلها.

– رئيس مفوضية غوث اللاجئين بالجزائر، نزل أخيرا إلى المخيمات الصحراوية، والتقى لأول مرة منذ قرابة 40 سنة بشبان صحراويين معتصمين أمام مكاتب مفوضية غوث اللاجئين بالرابوني، ألا تعتبر أن هذا الأمر يعد تواطئا بين رئيس المفوضية والنظام الجزائري؟

سبق و أن أجبت عن هذا السؤال في السابق – فيما يخص قضيتك التي تعتبر مأساة إنسانية، والتي تم بموجبها إخضاع الجزائر للمسائلة في جلسة عامة سابقة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف، كيف هو شعورك وأنت بعيد عن ملاقاة عائلتك بمخيمات تندوف؟. أظنك تعرف بأنه عندما يتأخر ابنك بدقائق فقط عن موعد عودته من المدرسة تقلق عليه، و عندما تضطرك الظروف للسفر و أنت تعرف بأنك ستعود إلى البيت قريبا تقلق على الأسرة و الأولاد، و أحرى أن تكون محروم منهم قسرا و لا تعرف كما لا يعرفون متى سيلتئم شملكم من جديد. و أصعب ما في الأمر هو جواب سؤال ابنك الصغير عن متى ستعود إلى المنزل، كيف ستفهمه بأنك ممنوع من رؤيته والاجتماع به. لن يتفهم لذلك عليك أن تكذب عليه. و سيعرف أجلا أو عاجلا بأنك تكذب عليه ولا يريد أي أب أن يصغر في عيون أطفاله بكذبه عليهم، هو وضع مركب و معقد ولا يمكن اختصاره في كلمة أو جملة.

– ألا ترى معي أن الجزائر بهذا التعنت وعدم الامتثال لمقتضيات الاتفاقية الدولية التي وقعتها تحول دون تمكينك من ممارسة حياتك الطبيعية وحرية التعبير وضمان عودة آمنة لك إلى مخيمات تندوف؟

يا أخي الجزائر قتل فيها مئات الآلاف و فقد مثلهم و لم يحرك احد ساكنا، فكيف بحالتي. لقد ألف حكام الجزائر أن يفعلوا ما يريدون و إذا ضيق عليهم احد فالدولارات موجودة لإسكاته. – ما هي قراءتك لمؤتمر الاتحاد الإفريقي الأخير في غياب المغرب المؤسس الحقيقي لهذا الاتحاد؟ وضع الاتحاد الإفريقي شاذ، وهذه ليست المرة الأولى التي تعقد فيها مؤتمرات افريقية في غياب أعضاء مؤسسين.

بوتفليقة

– ماهو رأيك في التحركات التي قام بها المبعوث الاممي كريستوفر إلى المغرب والجزائر والبوليساريو؟

كريستوفر روس يدير حوار طرشان، و يعرف الوضع الذي لا يحسد عليه الذي هو فيه، و لو كان لدى الامم المتحدة بدائل لكانت غيرته لما سحب المغرب ثقته منه، فبالنسبة للأمم المتحد المهم هو تسيير الوضع القائم بما لا يترك مجالا للعودة إلى التوتر، و ليس البحث عن حل أرضيته غير جاهزة و أطرافه متباعدون. فلان الصحراء المتنازع عليها ليست حيوية في معادلة الكبار ، و لان الكبار في حاجة لعلاقات مع كل من المغرب و الجزائر، فهم ليسوا في عجلة من أمرهم للضغط على هذا الطرف أو ذاك، و هذا الوضع يعلمه روس و من قبله و من سياتي بعده. و في النهاية ما لم تتفاهم الجزائر و المغرب لن تكون هناك فائدة من أية تحركات مهما كان نوعها.

– سؤال أخير، ماهي قراءتك الخلفية لما يجري من خرجات لبعض المتظاهرين بداخل مدن الأقاليم الجنوبية ؟

المغرب بلد يتجه صوب تكريس الديمقراطية و هو ما يزال في منتصف الطريق، و قد اثبت من خلال دستوره الجديد نيته في إحداث تغيير، وحق التظاهر حق مشروع، و القضاء هو الفيصل في الخروج عن القانون. وما يحدث في الأقاليم الصحراوية يفيد و سيفيد المغرب في التكيف مع كل الأوضاع و الاستفادة من الأخطاء، ولا اعتبره فرملة للإصلاحات الجارية بل أراه مساعد و مسرع لها، رغم وجود بعض التجاوزات، و لكن كما قلت لك المغرب حقق انجازات و ما يزال ينتظره الكثير و لن تتوقف المسيرة كما لن تخلو الطريق من معوقات.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت