محمد تكناوي :
دخل الجانب الاجتماعي بقطاع التربية والتكوين مع بداية سنة 2018 منعطفا نوعيا جديدا بافتتاح المركب السياحي أو القرية السياحية بمراكش حسب التسمية الرسمية والذي ستليه حسب بلاغات مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية قرى أخرى في كل من مدن إفران والجديدة وأكادير؛ وهو مشروع وصف بالضخم والكبير من طرف الفعاليات التربوية والإعلامية التي حضرت تدشينه الرسمي والذي تفاعل معه المنتمون لمنظومة التربية والتكوين باهتمام شديد واعتبروه خطوة في مسار تدارك الغبن و الإهمال الذي صاحب وميز الأعمال الاجتماعية لهذا القطاع.
وفي مقال لنا سابق عن هذه المعلمة السياحية كنا قد أشرنا إلى الانتقائية والإقصاء الذين ميزا مراسيم افتتاحها رغم أنها شيدت بأموال رجال ونساء التعليم و كانت تروم الارتقاء بالمجال الاجتماعي لهم؛ ذهبت بعض التعقيبات حوله إلى اعتبار هذه القرية السياحية بنيت بتمويل عمومي وليس من انخراطات نساء و رجال التعليم ودون الخوض في متاهات معايير التفرقة والتخصيص نحيل المدافعين على هذا الطرح إلى مقتضيات القانون 73.00 والقانون 09.05 حيث تطرقا إلى مبالغ الاقتطاعات والاشتراكات للمنتمين لقطاع التربية والتكوين ” ما بين 20 درهم و 80 درهم ” و حتى إلى مقدار الانخراطات بالنسبة للمتقاعدين بحد السن أو المستفيدين من التقاعد النسبي ” أزيد من 230.000 موظف بالقطاع يتم الاقتطاع سنويا من أجرهم من المنبع”.
علما أن هناك نسبة مهمة من نساء ورجل تعليم لا يستفيدون من خدمات المؤسسة رغم الاقتطاع من رواتبهم ، كالنقل عبر القطار بالنسبة للعاملين في المناطق الجنوبية مثلا أو بسبب الغموض الذي يكتنف كيفية احتساب قروض السكن مع إضافة تكاليف التأمين وتكوين الملف وغيرها ،ويعتبر العديد من المتتبعين والفاعلين التربويين أن مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية تهتم فقط بفئات معينة داخل مناطق الجدب الحضري كالرباط والدار البيضاء وغيرها من الحواضر الكبرى بل والسعي إلى تحقيق الربح من خلال تحولها من مؤسسة اجتماعية إلى مؤسسة استثمارية ويستدلون على ذلك بالأثمنة المرتفعة الخاصة بهيأة التعليم التي أوردتها وثيقة صادرة عن الشركة المكلفة بالتدبير المفوض للقرية السياحية زيفير مثلا غرفة لشخصين ب 200 درهم لليلة الواحدة و 300 درهم في أوقات الذروة ، وغرفة بسريرين 300 درهم وفي أوقات الذروة ب 400 درهم ، والشقق الصغيرة ب 400 درهم لليلة الواحدة خارج أوقات الذروة و 500 درهم في العطل وبالنسبة لتسعيرة كراء قاعة المتعددة الاستعمالات – حفلات واجتماعات وندوات وغيرها فقد حددت في 10000درهم من الاثنين إلى الجمعة و 12500درهم من الجمعة إلى الأحد أما في العطل فالثمن ناهز 15000 درهم و 17500 من الجمعة إلى الأحد مع ضرورة الحجز المسبق ، والأكيد أن هذه الأثمنة بعيدة عن ذات يد نساء ورجال التعليم وموجهة لفئة بعينها ومن شأن ترسيمها أن تصيب المنتسبين لقطاع التربية والتكوين بالإحباط والتذمر خاصة بعد ركام الوعود التي تم تسويقها قبيل افتتاح هذا المركب السياحي والتي بشرت بانتهاء عهد التخييم في مراقد الداخليات ومراكز والتكوين والحجرات الدراسية والارتقاء إلى مصاف الخدمات الاجتماعية لقطاعات عمومية أخرى.
تمخض الجبل فولد فأرا.
تعليق واحد
سناء
عموما شكرا لك على هذا المقال الرائع الذي بالفعل مس جانبا خاصا بنا كأسرة التربية والتعليم وأشار الى التجاوزات التي تقوم بها مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الإجتماعية.
معك أختك سناء مدونة في موقع متنوع http://www.motanawi3.com. ويسرني التعليق على منشورك هذا وأنوه بالمجهودات التي تبدلها في سبيل تحسين الوضعية الاجتماعية للاطر التريوية