عاشت مدينة العيون المغربية يومي الرابع والخامس من شهر نونبر سنة 2017 على إيقاع مهرجان العيون للشعر العالمي في دورته الثانية تحت شعار ” دور الشعر في ترسيخ قيم السلم والتعايش” الذي نظمته جهة العيون الساقية الحمراء بقاعة قصر المؤتمرات بمدينة العيون تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
وقد افتتح البشير بلقاسم، رئيس لجنة الثقافة والتراث بالجهة المنظمة، بالتعريف بالمهرجان وتبيان أهميته، وقال بأن اختيار موضوع الشعر والسلم جاء نظرا “لما يعيشه العالم من خلافات وصراعات وهو ما حاولنا أن نبعث فيه رسالة إلى الجميع بأن التعايش دورنا ويجب أن نؤسس جميعا لأجله”، مصيفا “دورنا كأصحاب ثقافة هو نبذ الخلافات المذهبية والدينية والطائفية والعرقية وحتى الإقليمية والدولية”.
ثم فتح المجال لسيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة “العيون الساقية الحمراء”، الذي أوضح في معرض كلمته أن المهرجان الذي يتزامن مع احتفالات الذكرى 42 لـ”المسيرة الخضراء المغربية”؛ يأتي من أجل الانفتاح على كل الهويات واللغات العالمية وانسجاما مع ما للشعر من دور في ترسيخ القيم.مضيفا أن “الهدف هو جعل مدينة العيون عاصمة للشعر والشعراء والارتقاء بالمكون الثقافي والهوية الأدبية لمنطقة الصحراء وربط الموروث الثقافي المحلي بروافد الثقافة العالمية”.
أما والي ولاية جهة العيون الساقية الحمراء، يحظيه بوشعاب، فقال بافتتاح المهرجان، إن اعتبار الشعر في خدمة قيم التعايش هو محاولة متواضعة للمساهمة في بذر وبناء هذا التفاعل والتعايش السلمي بين مختلف مكونات المجتمع والمجتمع الدولي عامة.
وباسم اللجنة التنظيمية للمهرجان، قالت فاطمة الغالية الليلي، أن المهرجان الذي بدأ بحلم راود الذين يعشقون الشعر إلى واقع له شهادة ميلاد ، معبرة عن شكرها لجامعة ابن زهر التي شاركت بأساتذة أجلاء في المهرجان الثاني للشعر بالعيون .
وأضافت مديرة المهرجان، أن الهدف الأساسي للمنظمين هو تحويل هذا الملتقى الشعري العالمي إلى منصة حاضنة للشعراء من كل دول العالم من أجل ترسيخ قيم الحوار والسلم والتعايش بين الشعوب والأمم، مضيفة أن الشعر خير سفير لنشر القيم النبيلة والمبادئ الإنسانية السامية.
وعلى هامش المهرجان وقع كل من “اتحاد كتاب المغرب” في شخص رئسها عبد الرحيم العلام، و”اتحاد الكتاب والأدباء الموريتانيين”؛ في شخص رئيسه الشاعر محمد فآل سيدنا، اتفاقية شراكة لخدمة برنامج ثقافي مشترك بين البلدين.
وتنص الاتفاقية على أن ينظم الطرفان بالاشتراك ندوات دولية كل سنة، وتنظيم مهرجان مشترك، وإنشاء مكتبة إلكترونية لأدباء البلدين. كما تم تكريم واحتفاء بالشعراء المحليين، محمد عبد الله التهالي، محمد أمبيريك “الرويجل”، سيدي أحمد رحال، محمد السويح، إلى جانب زيارة رواق الإصدارات الوطنية والمحلية.
وعرف المهرجان تنظيم ندوتين علميتين ، الأولى حول ” قيم السلم والتعايش من منظور الشعراء” والثانية حول ” الأبعاد الفنية والجمالية لشعر السلم والتعايش ” شارك فيها ثلة من الأساتذة والباحثين والشعراء .
كما شارك في الأمسيات الشعرية مجموعة من الشعراء والشاعرات من المغرب ، الأردن ، لبنان ، الإمارات، السودان،السعودية، فلسطين، اسبانيا،الكويت، موريتانيا،السينغال، تونس، ومصر .
و قد عرفت هذه الدورة الثانية من مهرجان العيون للشعر العالمي مواكبة متابعة إعلامية واسعة توزعت بين الجرائد الورقية والإلكترونية وتغطية إذاعية و تلفزية. فعلى مستوى الورقي والإلكتروني نشر خبره بجريدة الأحداث المغربية والنهار الكويتية . أما على المستوى الالكتروني ، فقد تم نشر الخبر بمواقع إخبارية داخل وخارج المغرب، على سبيل المقال تم نشره على شبكة دروازة نيوز الاخبارية بالكويت،ً و بوكالة الأنباء الكويتية( كونا) وبمواقع شدو خبر ، كلامكم الإخباري ، أحداث أنفو، مراكش الآن، صدى الحوز، الصحراء زووم، إضافة الى وكالة المغرب العربي للأنباء ووكالة الأناضول التركية.
كما تمت إذاعة الخبر بإذاعة أصوات التي خصها السيد البشير بلقاسم بتصريح عبر الهاتف حول التظاهرة، كما أذاعت إذاعة راديو بلس وشذى افم خبر المهرجان، إلى جانب تغطية تلفزيون للقناة الاولى والقناة الثانية المغربيتين للحدث، إلى جانب تلفزيون الكويت والشارقة.
كما تم الإعلان في ختام الدورة الثانية لمهرجان الشعر العالمي بمدينة العيون ، مساء الأحد، عن تأسيس مركز عالمي يعنى بقضايا الشعر الحيوية المرتبطة بالإنسان وجوهر كينونته، بهدف ربط ثقافة المنطقة بالثقافة العالمية ، ولم يتطرق منظمو المهرجان إلى مزيد من التفاصيل حول مركز الشعر العالمي.
وختم المشاركون المهرجان بقراءة “إعلان العيون”، الذي نص على عقد اتفاقيات شراكة بين المؤسسات الأدبية والثقافية العربية والإفريقية والدولية، بهدف التأسيس لحوار ثقافي وإبداعي دائم بغية تحقيق قيم الانفتاح وقبول الاختلاف.
في هذا السياق، قال البشير بلقاسم، إن الهدف هو ربط التراث الحساني (تراث القبائل العربية المستوطنة لغرب الصحراء الكبرى بإفريقيا) بالثقافة العالمية وفق المبادئ والقيم التي تراعي الذاكرة المشتركة.
وتسلم شعراء من منطقة الصحراء جوائز في “الشعر الحساني” حيث فاز بجوائز المهرجان على التوالي كل من الشعراء عيني منيصير ، داري منيصير، وأحمد سالم الحميدي.
واتفق منظمو المهرجان على إطلاق جائزة للشعراء والأدباء بداية من الدورة المقبلة، وترسيخها كحدث ثقافي يحتفي بالإبداع الشعري، وبالمبدعين.
وأسدل الستار على الدورة الثانية من مهرجان العيون للشعر العالمي، بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة الى جلالة الملك محمد السادس ، تلاها سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء.
إعداد / محمد بوفتاس