(بقلم فريد بن مصباح)
تأرجحت المشاركة المغربية في نهائيات كأس إفريقيا للأمم في كرة القدم ما بين التألق والتواضع والإنتصارات التي أعادت للكرة المغربية هيبتها وبريقها وأدخلت السرور والبهجة على القلوب وانكسارات أدمعت الجماهير وأثارت الأسى والحزن في النفوس.
كأس واحدة للأمم الإفريقية عام 1976 في إثيوبيا وميدالية فضية عام 2004 في تونس وميدالية نحاسية عام 1980 في نيجيريا تلك هي أفضل إنجازات المنتخب المغربي منذ دورة 1972 بالكاميرون.
واحتل أسود الأطلس المركز الرابع مرتين في دورتي مصر 1986 بعد انهزامهم في مباراة الترتيب أمام منتخب كوت ديفوار 3 -2 والمغرب 1988 أمام منتخب الجزائر بالضربات الترجيحية 4 -3 (1 -1 ).
وبلغ المنتخب المغربي دور ربع النهاية في دورة 1998 في بوركينافاسو وأقصي من طرف منتخب جنوب إفريقيا 2 -1 في حين لم يتجاوز عتبة الدور الأول تسع مرات في دورات 1972 في الكاميرون و1978 في غانا و1992 في السنغال و2000 في نيجيريا وغانا و2002 في مالي و2006 في مصر و2008 في غانا و2012 بالغابون وغينيا الإستوائية و2013 في جنوب إفريقيا.
وخلال مشاركته في 15 دورة خاض المنتخب المغربي 57 مقابلة فاز في 19 لقاء وتعادل في 22 ، وانهزم في 16 وسجل 66 هدفا ودخلت شباكه 54 هدفا.
ورغم أن تاريخ إنشاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم يعود إلى سنة 1956 وانخراطها في الإتحادين الإفريقي والدولي يرجع إلى سنة 1959 فقد جاءت المشاركة المغربية في نهائيات كأس إفريقيا للأمم متأخرة، ذلك أن أول مشاركة لأسود الأطلس في المونديال الإفريقي ترجع إلى سنة 1972 بالكاميرون.
وكان الفريق الوطني وقتها يتكون في معظمه من نجوم مونديال مكسيكو 70 كالعميد إدريس باموس والحارس الكبير علال بنقصو وبوجمعة بنخريف وعبد الله العمراني (باخا) ومحمد الفيلالي ومحمد المعروفي وعبد القادر والمهاجم المرعب أحمد فرس.
ولسوء حظ التشكيلة المغربية التي كان يقودها الإسباني سابينو باريناغا فقد خرجت من الدور الأول بعد الاحتكام إلى القرعة إثر تساويها في النقط مع منتخب الكونغو برازافيل بطل الدورة (ثلاث نقط لكل منهما).
وكان الفريق المغربي قد تعادل في مبارياته الثلاث مع منتخبات الكونغو برازافيل 1 -1 والسودان وزايير بنفس الحصة1 -1 وكان أحمد فرس هو فارس المشاركة الأولى بتوقيعه الأهداف الثلاثة.
وقاطع المغرب الدورة الموالية التي أقيمت بمصر عام 1974 ولم يشارك في تصفياتها احتجاجا على التحكيم الجائر للغاني الماجور لامبيتي الذي كان قد قاد مباراة الذهاب التي جمعت بين المنتخبين الزاييري والمغربي في كنشاسا عام 1973 ضمن تصفيات كأس العالم بألمانيا، والذي كانت له اليد الطولي في ترجيح كفة الزاييريين الذين كسبوا المباراة 3 -0 ورفض المنتخب المغربي إجراء مباراة الإياب بتطوان.
وكان العود أحمد في دورة 1976 على أرض الحبشة وسجل زملاء أحمد فرس إنجازا تاريخيا ظل يتيما إلى اليوم بتتويجهم أبطالا لإفريقيا. ففي ديرداوة كما في أديس أبابا أبان اللاعبون المغاربة عن علو كعبهم ومهاراتهم الفنية الهائلة وتشبعهم بالروح الوطنية العالية وانتزعوا التاج الإفريقي بعد تخطيهم لمنتخبات عتيدة كزايير ونيجيريا (مرتين) ومصر ليواجهوا في المباراة الأخيرة للدور الثاني منتخب غينيا بعمالقته الشريف سليمان وبتي سوري وبابا كمارا ويتعادلوا معه بهدف لمثله وقعه أحمد مكروح الملقب ب “بابا”، وهو التعادل الذي كان كافيا للظفر بالكأس.
وحمل الأسود الكأس القارية إلى المغرب حيث خصص لهم استقبال يليق بعظمة الإنجاز الذي كانت وراءه مجموعة من اللاعبين كالحارس حميد الهزاز ومصطفى الفتوي (الشريف) وأحمد مكروح (بابا) وعبد العالي الزهراوي وعبد المجيد الظلمي وأحمد فرس وعبد الله السماط وحسن أمشراط (عسيلة) ورضوان الكزار تحت إشراف المدرب الروماني جورج مارداريسكو.
وبعد نشوة الفوز وعبق التتويج حلت النكسة في دورة كوماسي. فبعد مباراة في غاية الإثارة بين المنتخبين المغربي حامل اللقب والتونسي ممثل القارة في مونديال الأرجنتين 1978 والتي انتهت بالتعادل1 -1 ( هدف اعسيلة) وفوز على منتخب الكونغو 1 -0 استهان اللاعبون المغاربة بخصمهم المغمور المنتخب الأوغندي واعتقدوا أنهم كسبوا المباراة قبل أن يلعبوها فهزموا هزيمة نكراء 3 -0 وخرجوا من الباب الضيق حاملين هذه المرة كأس الخيبة.
وبعد نكسة 9 دجنبر 1979 وهزيمة المنتخب المغربي القاسية أمام نظيره الجزائري بالدار البيضاء 5 -1 ضمن إقصائيات أولمبياد موسكو 1980، أعيد بناء المنتخب الوطني وضخت دماء جديدة في شرايينه وأقيل مدربه الفرنسي غي كليزو ليعوض بمواطنه جوست فونتين الهداف الخالد لكأس العالم (13 هدفا) بمساعدة حمادي حميدوش ومحمد جبران.
وخاض هذا الفريق الشاب الذي كان يتشكل بالخصوص من بادو الزاكي وأحمد ليمان ومحمد موح والمرحوم عزيز الدايدي ومحمد التيمومي وعبد اللطيف حمامة وخالد الأبيض وجمال جبران وعزيز بودربالة مباراة الإياب ضد المنتخب الجزائري وخسرها 3 -0 على عشب اصطناعي لم يكن له قبل به.
ولم يكن أمام الطاقم التقني الوطني متسع من الوقت لإعداد هذا الفريق الواعد لنهائيات كأس الأمم الإفريقية المقررة في مارس 1980 في نيجيريا لأنه كان يفتقر إلى التجربة والإحتكاك، لكنه يمتاز بآدائه الفني الرائع وعزفه لسمفونيات كروية على المستطيل الأخضر كان يعز نظيرتها في تلك الحقبة.
وشد “فريق الأحلام ” الرحال إلى عبدان وعلى عاتقه مسؤولية تمثيل الكرة المغربية تمثيلا مشرفا ينسي الجمهور المغربي نكستي كوماسي والدار البيضاء. وكان كوماندو حميدوش وجبران (فونتين لم يرحل مع الفريق إلى نيجيريا) في الموعد ونجح في رفع التحدي وكسب الرهان وحقق الأشبال ما لم يكن يخطر على البال بانتزاعهم الميدالية النحاسية إثر تفوقهم في مباراة الترتيب على منتخب الفراعنة بهدفين نظيفين من توقيع خالد الأبيض.
وتعادل الفريق الوطني في الدور الأول مع منتخب غينيا 1 -1 وخسر المباراة الثانية أمام منتخب الجزائر 0 -1 وفاز في الثالثة على منتخب غانا حامل اللقب 1 -0 (هدف المرحوم عزيز الدايدي). وفي نصف النهاية خلق الفريق المغربي الشاب متاعب جمة لمنتخب البلد المضيف نيجيريا الذي لم يفز عليه إلا بشق الأنفس 1 ـ 0.
وشكل هذا المنتخب الشاب العمود الفقري للفريق الوطني المغربي الفائز بذهبية دورة الألعاب المتوسطية بالدار البيضاء 1983 والذي شارك في أولمبياد لوس أنجلوس 1984 وفضية الألعاب العربية بالرباط 1985 ومونديال المكسيك 1986 الذي أبدع فيه أسود الأطلس وامتعوا وأقنعوا بتصدرهم لمجموعتهم وكانوا أول منتخب إفريقي يبلغ دور ثمن النهاية.
وقبل المونديال بحوالي ثلاثة أشهر شارك المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بمصر وتأهل للدور الثاني بعد تعادلين مع منتخبي الجزائر 0 -0 والكاميرون 1 -1 وفوز على المنتخب الزامبي 1 -0 ليجد في نصف النهاية أحد منافسيه الكلاسيكيين المنتخب المصري.
ووضعت الآلاف من الجماهير المصرية أيديها على قلوبها ولم تتنفس الصعداء إلا بعد تسجيل الفريق المصري لهدف الإمتياز بطريقة خادعة من طرف طاهر أبو زيد الذي حول ضربة خطأ غير مباشرة إلى مباشرة ليهزم الحارس العملاق بادو الزاكي الذي اختير تلك السنة أحسن لاعب إفريقي وأحرز الكرة الذهبية التي كانت تمنحها وقتئد مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية، ويقر حكم المباراة مشروعية الهدف ليقصى الفريق المغربي ويحل رابعا بعد خسارته مباراة التريتب أمام منتخب كوت ديفوار 2 -3.
وبعد اعتذار زامبيا أسندت الكونفدرالية الإفريقية للمغرب شرف تنظيم دورة 1988 لكن مجموعة المدرب البرازيلي المهدي فاريا فوتت فرصة العمر على أرضها وأمام جمهورها وعجزت حتى عن بلوغ المباراة النهائية بعد تعثرها 1 -0 في نصف النهاية أمام منتخب الكاميرون الذي أتى على الأخضر واليابس.
وكانت دورة الدار البيضاء دورة خيبة الأمل والإحباط بالنسبة للفريق الوطني المغربي الذي أثار إعجاب وتقدير عشاق كرة القدم في مونديال مكسيكو 1986. فقد تعادل مع منتخب زايير 1 -1 وتفوق على المنتخب الجزائري 1 -0 وتكافأ مع منتخب كوت ديفوار0 -0.
وبعدما خسر مباراة نصف النهاية أمام منتخب الكاميرون أخفق في الفوز بالميدالية النحاسية إثر هزيمته في مباراة الترتيب أمام المنتخب الجزائري 3-4 بالضربات الترجيحية (1 -1).
وبعد غيابه عن دورة الجزائر 1990 كان حضور الفريق الوطني باهتا في دورة السنغال 1992 وحزم حقائبه مبكرا بعد هزيمته أمام منتخب الكاميرون 0 -1 وتعادله مع منتخب زايير تحت إشراف المدرب الألماني أولك فيرنر.
وكانت دورة السنغال دورة أفول نجوم وسطوع أخرى كالحارس خليل عزمي ونور الدين النيبت ورشيد الداودي وخالد رغيب وعبد السلام الغريسي. وغاب المنتخب المغربي عن دورتي 1994 في تونس و1996 في جنوب إفريقيا. وكان المنتخب “أ” قد حقق حلم التأهل لمونديال الولايات المتحدة في حين أخفق المنتخب الرديف الذي أكمل مشوار الإقصائيات الإفريقية في حجز مقعده في دورة تونس.
وعاد المنتخب الوطني إلى الواجهة الإفريقية تحت إشراف المدرب الفرنسي هنري ميشيل الذي قاده إلى التأهل لمونديال فرنسا 1998. ولم تكن مشاركته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم في بوركينا فاسو موفقة وتوقف قطاره عند محطة ربع النهاية بخسارته أمام حامل اللقب منتخب جنوب إفريقيا 2 -1.
وتعادل المنتخب المغربي في مباراته الأولى مع منتخب زامبيا 1 -1 واكتسح منتخب الموزمبيق 3 -0 وتفوق على منتخب مصر1 -0 ( هدف مصطفى حجي) الذي توج في ما بعد بطلا للقارة. ولم تكن المشاركة المغربية في دورة نيجيريا وغانا 2000 أفضل من سابقتها التي كان هنري مشيل قد اعتبرها “مجرد محطة إعدادية لمونديال 1998 ” وخرج المنتخب المغربي هذه المرة من الدور الأول بعد تحقيقه لفوز على منتخب الكونغو 1 -0 وتعادل مع منتخب تونس 0 -0 وهزيمته أمام منتخب نيجيريا” النسور الممتازة”2 -0 .
وأثار هذا الإقصاء المبكر زوبعة في الأوساط الرياضية وطالبت الصحافة برأس المدرب هنري ميشيل الذي أجبر في الأخير على الإستقالة “بفعل الحملة الإعلامية الشرسة” التي استهدفته على حد قوله.
ولم ترق مشاركة المنتخب المغربي بقيادة المدرب البرتغالي هومبيرتو كويلهو إلى مستوى التطلعات وكان المئال الإقصاء المبكر في دورة مالي 2002 بعد تعادل سلبي مع منتخب غانا وفوز على منتخب بوركينا فاسو 2 -1 و خسارة أمام منتخب جنوب إفريقيا 3 -1. وهز هذا الإقصاء مشاعر الرأي العام الرياضي المغربي وأثار ردود فعل عنيفة، خاصة وأن المنتخب المغربي خرج خاوي الوفاض من تصفيات مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
وبما أن المدرب يعتبر في الغالب الأب الشرعي لكل فشل فقد اضطر كويلهو إلى فسخ العقد مع الجامعة ورحل ليحل محله مساعده بادو الزاكي الذي صنع من جديد ربيع الكرة المغربية وقاد الفريق بنجاح في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في دورة تونس 2004 وحقق معه ثاني أفضل إنجاز قاري.
وقبل بلوغه المباراة النهائية تفوق المنتخب المغربي في الدور الأول على منتخب نيجيريا 1 -0 وفاز بحصة عريضة على منتخب بنين 4 -0 قبل أن يتعادل مع منتخب جنوب إفريقيا 1 -1. وفي مباراة هيتشكوكية اكتسح المنتخب الوطني نظيره الجزائري في ربع النهاية 3 -1 بعدما كان منهزما حتى الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في الجولة الثانية حيث وقع مروان الشماخ هدف التعادل ليحتكم الفريقان للشوطين الإضافيين حيث أضاف خلالهما أسود الأطلس هدفين من الروعة بمكان بواسطة يوسف حجي (112 ) وجواد الزاييري (120 ).
ورقص الأسود رقصة الأطلس في نصف النهاية وتفننوا في تسجيل الأهداف حيث فازوا بحصة جارفة 4 -0 على منتخب مالي أحد المنتخبات التي سرقت الأضواء في دورة تونس تعاقب على تسجيلها كل من يوسف المختاري (د14 و57 ) ويوسف حجي (79 ) ونبيل باها (90 ).
وإذا كانت نسور قرطاج قد توشحت بالتاج بعد خسارتها لنهايتين عامي 1965 بتونس أمام غانا و1996 في جوهانسبورغ أمام منتخب” البافانا بافانا”، فإن أسود الأطلس رغم هزيمتهم 2 -1 فهم قد انتزعوا الإحترام والتقدير والتنويه وخرجوا مرفوعي الرأس في بطولة لم يكن أشد المغاربة تفاؤلا يتوقع أن يحقق فيها أصدقاء العميد نور الدين النيبت هذا الإنجاز.
فبأسلوب جماعي ممتع وجمالية في الآداء وروح قتالية نادرة عزف الفريق الوطني سمفونية رائعة وحقق إنجازا مبهرا عجزت عن تحقيقه منتخبات ما بعد ملحمة أديس أبابا 1976 بقيادة أحمد فرس ليتأجل التتويج بثاني لقب قاري إلى موعد لاحق.
ورغم المشاركات المتعثرة لأسود الأطلس في النسخ الأخيرة، التي تحكمت فيها جزئيات صغيرة، أرخت بظلالها على خروجهم المبكر من المنافسات، وغياب عن دورة 2015، التي كان مقررا أن يستضيفها المغرب لكنها آلت إلى غينيا الأستوائية بسبب رفض الكونفدرالية الافريقية طلب التأجيل الذي تقدم به المغرب، فإن المتتبعين، دائما ما يلبسون الأسود ثوب المنتخب القوي، نظرا للأسماء المتألقة التي تضمها التشكيلة، وحضورها اللافت في الدوريات الأوربية.
أسماء جديدة تتطلع إلى فك عقدة الاقصاء من الدور الأول، التي لازمت أسود الأطلس في المشاركات الأربع الأخيرة، في دورات مصر (2006)، وغانا (2008)، والغابون وغينيا الاستوائية (2012)، وجنوب افريقيا (2013)، فيما لم يتأهل إلى دورة أنغولا 2010، وكلها عزم من أجل الذهاب بعيدا في مسار (الكان)، والتوقيع على مشاركة متميزة تعود معها كرة القدم المغربية إلى سابق عهدها على الساحة الافريقية، حينما كانت تضرب لها منتخبات القارة ألف حساب.
وكانت دورة مصر الأسوء في المشاركات المغربية بقيادة الإطار الوطني امحمد فاخر الذي تقلد المهام 15 يوما قبل موعد المونديال الإفريقي الذي أقيم في بلاد الفراعنة، خلفا للفرنسي فليب تورسي، الذي تمت إقالته بعد أقل من شهرين على تعيينه، حيث خرج من الدور الأول مطأطا الرأس بدون أن يسجل أي هدف في ثلاث مباريات إذ تعادل سلبا في الأولى مع مستضيف الدورة منتخب مصر وانهزم في الثانية أمام كوت ديفوار بهدف دون رد وختم الدور الأول، الذي خرح منه بنقطتين فقط، تعادل أبيض مع منتخب ليبيا.
ومثل النسخة السابقة وضعت القرعة المغرب إلى جانب البلد المضيف منتخب غانا ومنتخبي غينيا وناميبيا، في أول مباراة ضرب أسود الأطلس بقوة وسحقوا منتخب ناميبيا 5ـ1 بعد توقيع نجمه سفيان العلودي “هاتريك”، لكن للأسف تعرض العلودي للإصابة التي حرمته من المشاركة مع المنتخب في المبارتين التاليتين.
ولم يسعد المنتخب المغربي كثيرا بهذا الفوز حيث خسر أمام غينيا 2-3 ثم أمام البلد المضيف غانا 0-2، ليخرج للمرة الثانية على التوالي من الدور الأول.
بعد ذلك شارك المغرب في التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا و العالم 2010. و قد تم تعيين المدرب الفرنسي روجيه لومير يوم 13 ماي 2008 لقيادة أسود الأطلس في التصفيات، حيث بدأ المنتخب المغربي المشوار بتحقيق 4 انتصارات وتعادل واحد في 2008 . لكن ابتداء من 2009 وبعد الهزيمة في الديار أمام الغابون يوم 28 مارس 2009، تواصلت الاخفاقات إذ تعادل مرتين تواليا أمام الكاميرون من دون أهداف خارج القواعد وأمام طوغو ب 0-0.
وفي 7 يوليوز 2009 تخلت الجامعة عن لومير وعينت مكانه حسن مومن. و رغم هذا التغيير تعادل المنتخب المغربي أيضا لكن هذه المرة خارج الديار وقبل وصوله إلى خط النهاية من التصفيات كانت النتائج كارثية بعد الخسارة أمام الغابون ب 1-3 و أمام الكاميرون ب 0-2 بفاس ، ليخرج الفريق المغربي خالي الوفاض دون أن يتأهل إلى أية منافسة.
وفي أواخر نونبر 2010 تم رسميا تعيين البلجيكي إيريك غيريتس ناخبا وطنيا واستطاع تأهيل المنتخب إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية لعام 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. وكما في النسخ الأخيرة لل”كان” أوقعت القرعة منتخب المغرب مرة أخرى إلى جانب البلد المضيف منتخب الغابون، بالإضافة إلى منتخبي تونس والنيجر.
وبدأ المنتخب المنافسات بنتيجة سيئة حيث خسر أمام تونس 2-1 ثم 3-2 أمام منتخب الغابون ليخرج من الدور الأول مرة أخرى قبل أن يفوز في المباراة الثالثة والأخيرة على منتخب النيجر بهدف نظيف.
وبعد ذلك دخل المغرب غمار تصفيات كأس الأمم الإفريقية 2013 حيث كان نظام التصفيات على شكل مبارتي ذهاب وإياب، وأوقعت القرعة المغرب أمام منتخب موزمبيق وكانت مباراة الذهاب على أرض الأخير يوم 9 شتنبر 2012 حيث انهزم الفريق المغربي 0-2 الشيء الذي عجل برحيل المدرب البلجيكي إريك غيريتس وتم تعيين رشيد الطاوسي محله حيث قاد أسود الأطلس إلى النهائيات بعد سحقه في مباراة الإياب لمنتخب مزمبيق ب 4-0.
وفي دورة 2013 وكما حدث في النسخ الأخير مرة أخرى أوقعت القرعة منتخب المغرب إلى جانب منتخب البلد المضيف جنوب أفريقيا بالإضافة إلى منتخبي أنغولا و الرأس الأخضر. وقد استهل المنتخب المغربي المنافسات أمام أنغولا وتعادل سلبا وفي المباراة الثانية تعادل مع الرأس الأخضر، في حين كان في المباراة الأخيرة بحاجة إلى الفوز لكنه اصطدم بصاحب الأرض والجمهور منتخب جنوب أفريقيا، ورغم أن المغرب افتتح النتيجة عن طريق عصام العدوة في الدقيقة 9 إلا أن منتخب البفانا بفانا عادل الكفتين ثم تقدم المغرب من جديد في الدقيقة 81 بهدف أحرزه عبد الإله الحافيظي بيد أن الحظ لم يحالف أسود الأطلس وتعادلوا مع جنوب أفريقيا ليخرجوا من الدور الأول بعد فوز الرأس الأخضر في الدقيقة الأخيرة على أنغولا 2-1.
وأمام النكسات و الإخفافات التي لازمت أسود الأطلس طيلة عشر سنوات منذ 2004 طالبت الجماهير المغربية بعودة المدرب بادو الزاكي صاحب آخر إنجاز في كأس الأمم الأفريقية 2004 خاصة وأنه كان من المقرر أن تجري نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2015 في المغرب، وبالفعل وبعد ترقب طويل تعاقدت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مع الزاكي يوم الجمعة 2 ماي 2014، وأخد الإطار الوطني على عاتقه مهمة الاستعداد للكأس القارية، لكن حدث ما لم يكن متوقعا إذ أن المغرب لم يتمكن من المشاركة في كأس الأمم الأفريقية 2015 بسبب استبعاده من قبل “الكاف” وكذلك من تنظيم الكأس بعد أن طالب بتأجيل الدورة إلى سنة 2016 خوفا من انتشار وباء إيبولا.
وخلافا لكل التوقعات قامت الجامعة المغربية بالإنفصال عن الزاكي بالتراضي وتم تعيين مكانه المدرب الفرنسي هيرفي رونار لقيادة أسود الأطلس في التصفيات الأفريقية المؤهلة للكأس القارية 2017 والتصفيات المؤهلة لمونديال 2018.