رأي ” كلامكم ” .هل كان الشيخ المغراوي هو رجل “ضاحي خلفان ” في المغرب؟

رأي ” كلامكم ” .هل كان الشيخ المغراوي هو رجل “ضاحي خلفان ” في المغرب؟

- ‎فيآخر ساعة
600
0

 

يرى المتتبعون للشأن الديني بالمغرب لمسيرة جمعية “الدعوة إلى القرآن والسنة” – التي يرأسها الشيخ محمد بن عبد الرحمن المغراوي والتي تمثل التيار السلفي بمدينة مراكش- في علاقتها بمؤسسات الدولة، يرى أنها غير مستقرة ، خصوصا على مستوى انتمائها وغموض مواقفها.

ففي سنة 2003 بعد الغزو الأمريكي للعراق فقد الشيخ المغراوي أحد أقرب تلامذته الشيخ يوسف الصولي- (الذي كان مسؤولا عن دعوة الشيخ بحي سيدي يوسف بن علي)- عندما قرر الذهاب للجهاد ضد القوات الأمريكية بالعراق ، فقتل هناك كما أخبرت بذلك أسرته والشيخ، وفي نفس السنة أغلقت دور القرآن عقب أحداث 16 ماي الدامية.
في 12 غشت 2008 أفتى الشيخ المغراوي عبر موقعه بجواز زواج الصغيرة الفتوى رقم 371 مما استدعى تدخل وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط بفتح تحقيق في الفتوى ، فحلت فرقة من رجال الأمن ببيت المغراوي للتحقيق معه في النازلة ، لكنهم لم يعثروا عليه بعد مغادرته إلى الديار السعودية لأداء مناسك العمرة، فمكث هناك يتنقل بين السعودية والكويت ثلاث سنوات لجمع الأموال التي يمول بها أنشطة جمعيته رغم أنها كانت مغلقة وموقوفة العمل، فطرحت وقتئذ عدة تساؤلات ماذا يفعل بهذه الأموال؟ فجاء الجواب بعد ثمان سنوات من فم الشيخ، في شريطه المسجل قبل الانتخابات حين دعا أتباعه ومريديه للتصويت على حزب الأصالة والمعاصرة بقوله: إذا لم تصوتوا على هذا الحزب ستغلق دور القرآن وتتوقف حصص البيوت،- (والمراد في قاموس الشيخ بحصص البيوت هي الدروس التي تلقى داخل بيوت أتباعه مع طلبته دون ترخيص، وتدرس فيها متون خاصة ، حيث يتقاضى المدرسون بين 2000 و2500 درهم شهريا).
في سنة 2011 رجع الشيخ إلى أحضان بلده المغرب حيث استقبل من طرف مريديه و طلبته كالزعيم المنفي المضطهد الذي عاد إلى أرض الوطن، وذلك بمطار المنارة بمراكش ، وكان سبب مجيئه المشاركة في الاستفتاء على الدستور الجديد فكانت فرصة للشيخ ليبين ولاءه وانتماءه لهذا البلد، ففتحت دار القرآن المقر الرئيسي بالرويضات ليزاول نشاطه إلى حدود سنة 2013 حين راسلته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – ترى هل الشيخ حقا يحب ما يحبه المغاربة عندما صوت معهم بنعم للدستور الجديد ونشر ذلك بالصوت وصورة ،أم أنه يغرد خارج السرب -، فأمروه بالانصياع للقانون المنظم للتعليم العتيق رقم 13.01 وصدور الظهير الشريف رقم 1.02.09 بتنفيذه.حتى يضمن استمرار عمل الجمعية ويعمل تحت رداء ثوابت الأمة، فما كان من الشيخ إلا أن تمرد مرة أخرى بحجة أن دعوته متعارضة مع ما تدعو له وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وأن من أراد الوزارة فهو يعرفها وذلك على شريط مرئي ومسموع. وإن كان الأمر سيبقى راجع إلى الممول الرئيسي الذي سيقطع دعمه لأن ذلك ليس من ثوابت أمته. ففضل إغلاق دور القرآن والرجوع إلى الديار السعودية، فتم الإغلاق بحكم قانوني هذه المرة وإلى حين كتابة هذه السطور.
وفي سنة 2015 قام بمحاولات أخرى لإعادة فتح دور القرآن التابعة له وذلك بجمع التوقيعات باسم حملة سماها نداء لجمع 100 توقيع، إلا أن إغراء المال حال بينه وبين حملته، إذ قام أحد أبنائه بعقد صفقه العمر مع مقاول كان يبحث عن فتح مصحة بتقديم 1.5 مليار سنتيم من أجل شراء دار القرآن الكائنة بحي المحاميد، فما كان من الشيخ إلى الموافقة ونسيان ما كان يناضل من أجله، كما يقول في دروسه ومواعظه، فتم البيع دون استئذان المحسنين الذين اشتروا العقار أول الأمر بمبلغ 35 مليون سنتيم ، ولا إلى أقرب الناس إليه.
ولما هم المشتري بالإصلاحات وأزال اللافتة المكتوب عليها دار القرآن، ادعى الشيخ المغراوي أن السلطات المحلية قامت بهدم دار القرآن، وبعد البحث وبيان حقيقة الكيفية التي تمت بها الصفقة المشبوهة، ما كان للشيخ إلا المغادرة إلى الديار السعودية مرة أخرى.
وفي سنة 2016 عاد الشيخ مدعيا أنه جاء لعقد قران ابنته، لكن ذلك ناسب هذه المرة أن المغاربة يتهيؤون لإجراء الاستحقاقات الانتخابية، فشرع في عقد لقاءات مكثفة مع طلبته ومريديه لدعم حزب الأصالة والمعاصرة الحداثي ضد حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بحجة أن الأخير تنكر له ولم يساعده في فتح دور القرآن،- (مع علم أن الشيخ بنفسه من وقع على محضر الإغلاق لعدم قبوله العمل بالظهير الشريف المنظم للتعليم العتيق)-، وأن حزب الأصالة والمعاصرة هو من ساعده على فتح دور القرآن، مما راكم كثيرا من التساؤلات حول هذا السلوك، وفي هذه الظرفية الحساسة ، مع كثرة تناقضاته وإفتائه بوجوب دعم الحداثيين ضد الإسلاميين وأن ذلك من طاعة الله ورسوله وأن من لم يصوت على الأصالة والمعاصرة فقد خان القرآن وكل هذا مسجل من كلام الشيخ، مع ما عرف به من “زندقته ” وتبديعه لكل ماهو سياسي أو يشتغل بالسياسة في كثير من دروسه ومواعظه. وقد صدر بيان في 14 مارس 2014 ينهي اتباعه عن الممارسة السياسية لانها بدعة .
فهل كان تردده على السعودية، وبث تغريدة ” ضاحي خلفان ” السنة الماضية التي تنبأ فيها بسقوط حزب العدالة والتنمبة سقوطا مدويا ، ومجيء الشيخ في هذا التوقيت بأفكار ومواقف جديدة تشبه إلى حد ما سلوكيات حزب “النور السلفي “في مصر مجرد مصادفة؟ أم أنه هو رجل ضاحي خلفان ؟ أم رجل البترو دولار؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت