ماذا حدث يوم 23 مارس 1965؟

ماذا حدث يوم 23 مارس 1965؟

- ‎فيسياسة
419
0

 

كانت البداية بملعب ثانوية محمد الخامس بالدارالبيضاء. كان يوماً ربيعياً لم يكن أحد يتصور أن يكون يوماً دموياً بامتياز.

51 سنة مرّت ومازالت كثير من الحقائق عن أحداث 23 مارس 1965 لم تكشف بعد، أبرزها: كم هو عدد الضحايا؟

لكن الأكيد هو أن يوم 23 مارس 1965 أضحى محطة تاريخية ومرجعاً كرونولوجيا بالنسبة لتاريخ المغرب المعاصر، ومن المحطات الدموية التي طبعت مرحلة حكم الملك الحسن الثاني.

ولفهم ماذا حدث ذلك اليوم وجب الرجوع إلى بداية شهر مارس 1965، عندما أقدم وزير التعليم آنذاك، يوسف بلعباس، على إصدار مذكرة وزارية تقضي بمنع التلاميذ الذين بلغ سنهم 16 سنة من تكرار قسم البروفي (السنة الثالثة ثانوي آنذاك). وفي تلك المرحلة كانت الشبيبة المدرسية مسيسة حتى النخاع. وكان نشاطها مؤطرا من طرف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (أ.و.ط.م).

في منتصف شهر مارس 1965 اتصل وفد من أ.و.ط.م بالتلاميذ لتشجيعهم على التصدي للمذكرة الوزارية ومواجهتها. علما أنه آنذاك رغم الروابط بين حركة الشبيبة المدرسية والحركة الطلابية، فإن الأولى كانت عادة تتحرك باستقلالية في مسارها النضالي. وكانت الشبيبة المدرسية تتوقف على درجة كبيرة من التنظيم ودرجة مهمة من النضج السياسي عبر الوداديات أو تنظيمات النقابة الوطنية للتلاميذ.

وفي يوم 22 مارس 1965 تجمع التلاميذ بملعب ثانوية محمد الخامس. كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً وكان الملعب غاصاً بجماهير التلاميذ (ما يناهز 15 ألف تلميذ أتوا من جميع أنحاء المدينة ومؤسساتها حسب شهادات بعض شهود عيان)، للتنديد بالمذكرة الوزارية. ثم قرر التلاميذ الخروج في مسيرة في اتجاه مندوبية التعليم بالدارالبيضاء.

وكان هدفهم هو إثارة انتباه القائمين على الأمور إلى ما يعتبرونه انتهاكا لحق وطني أكيد: الحق في التعليم العمومي.

خرجت المسيرة وقبل وصولها إلى المركز الثقافي الفرنسي، تدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين. وكان تدخلها عنيفاً جداً، الشيء الذي دفع المتظاهرين إلى التوجه نحو الأحياء الشعبية لاستقطاب سكانها لدعم المظاهرة. في ذلك اليوم ثم الاتفاق بين التلاميذ وشباب الأحياء الشعبية وسكانها على الالتقاء بملعب ثانوية محمد الخامس صباح يوم غد.

وفي يوم 23 مارس 1965 كان التجمع بالثانوية وانطلق المتظاهرون في اتجاه درب السلطان، معقل الطبقة العاملة آنذاك بالدارالبيضاء، ثم إلى باب مراكش ومنه إلى المدينة القديمة. قبل أن يجد المتظاهرون أنفسهم وجهاً لوجه أمام الجيش والدبابات الآتية من مديونة والتي انتشرت في مختلف الشوارع الكبرى للمدينة التي ظلت تعرف فوراناً جماهيرياً.

وفي الساعة الثالثة ظهرا تلقى الجيش أوامر لإطلاق النار على المتظاهرين وبدأ بعضهم يتساقطون على الأرض.

عم عدد الضحايا؟ إلى حد الآن ظل مجهولا، بلغ العشرة حسب تصريح السلطات. في حين أعلن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب عن أكثر من 1000 قتيل، دفنوا بقبور جماعية بأمر من الجنرال محمد أفقير الذي قاد شخصياً عمليات قمع المتظاهرين.

وبعد هذه الأحداث أصدر الملك الحسن الثاني العفو عن كل من مومن الديوري والفقيه البصري اللذين أفرجا عنهما في أبريل. وفي الوقت ذاته، تم إعدام عناصر كومندو حاولوا التسلل إلى المغرب عبر الجزائر.

وبعد ذلك بعث الملك مبعوثه إلى المهدي بنبركة ليعرض عليه العودة إلى البلاد. آنذاك كان المهدي بنبركة منهمكاً في الإعداد لمؤتمر القارات الثلاث الذي كان مقرراً عقده بكوبا.

وفي يونيو 1965 كان الإعلان عن حالة الطوارئ، وفي 29 أكتوبر كان اختطاف المهدي بنبركة واغتياله بباريس.

عن الفيس بوك

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت