رأي في قضية “إعفاء الزاكي”.. “الخشيبات”..

رأي في قضية “إعفاء الزاكي”.. “الخشيبات”..

- ‎فيرأي, رياضة
325
0

يونس الخراشي

لم يقض أستاذنا إدريس مغاري سنوات طويلة وهو يبحث في مسألة الأخلاق في المنظومة الرياضية عبثا، مدللا “بالورقة وستيلو.. وحتى بالخشيبات” على أنه دون أخلاق لا يمكن الوصول إلى نتائج تسر في رياضتنا. وها نحن اليوم نحتاج إلى إعادة قراءة كل الأبحاث التي جاد بها هذا المتخصص المغربي، البارع، في علم الرياضة لعلنا نجد الطريق إلى مستقبل أفضل.
فأن تقول للناس مساء إن الزاكي “في مكانه يشتغل”، ويقول قبلك مسؤول آخر إنه “سيكون من الحماقة التفاوض مع مدرب آخر في حين ما زال الناخب الوطني يعمل”، ويقول بينكما مسؤول آخر “كفى من الإشاعة”، ثم يطل الصباح فيصدر عنك ومعاونيك بلاغ يقول النقيض تماما، ويقدم مبررات غامضة، و”حامضة”، فهذا لا يمكن وصفه سوى بشيء واحد لا غير، وهو الكذب.
لقد تعلمنا أن من يقول الشيء ونقيضه في آن واحد فهو بالقطع رجل سياسة، وأن من لا يقول شيئا، مع أنه يقول أشياء كثيرة، فهو داهية بالطبع، أما من يقول كلاما وهو “يبنضض”، ويبرز “صنطيحته”، ثم يقول النقيض، بعد ساعات، من وراء حجاب، ثم يبعث إلى الناس من يقول لهم إنه لم يكذب، بل أتى بالحق، فهذا يعني أن الرجل كسر جسر الثقة بينه وبين الناس، ويصعب عليه، إن لم يكن من باب المحال، أن يستعيده ليلتقي بهم، فينصتوا إليه بآذان وقلوب مصغية.
في قضية الزاكي بادو لم يكن الصادم هو الإعفاء نفسه، وإن كان في غير محله، وبدا مفاجئا للكثيرين، على أن الرجل حقق أهدافه المرسومة، وإن مع ملاحظات، ذلك أن الصادم حقا كان هو التصريحات التي صدرت من المسؤولين أثناء وبعد الجمع العام، ثم تلك التي صدرت في بلاغ رسمي من الجامعة الملكية، وكانت النقيض تماما مما قيل سابقا، بحيث احتار الناس في الأمر، فما عرفوا أي التصريحات يصدقون، أتلك التي جاءت تقول إن الرجل باق حيث هو، أم تلك التي قالت إنه “بعد نقاش مستفيض” تقرر الإعفاء، “وزادو عليها” أنه كان “بالتراضي”.. “غير خذونا على قد عقلنا، وقولو لينا وقتاش تراضيتو معه، واش بالليل، ولا بنهار، ولا فالاجتماع، ولا من بعد، حيت هذي راه صعيب نفهموها، باقي عاد نتيقوها”.
يا سادة يا كرام، ذاكرتنا ليست قصيرة مثلما يظن البعض، فما حدث اليوم مع الزاكي بادو هو نفسه ما حدث معه سنة 2006. ألم يقل لنا، مسؤول جامعي قوي، سنة 2003، إن الفرنسي إيمي جاكي عرض على الجامعة تعيين المدرب روجي لومير مجانا، على أن يؤدي له الاتحاد الفرنسي بدل الراتب؟ وما لبث الأسود أن نجحوا مع مدرب مؤقت حينها، هو الزاكي بادو، الذي عوض، إلى حين، البرتغالي أومبيرتو كويلهو، فإذا به يفلح، ويبقى “على مضض”. أولم يستخفوا به وهو في رحلته الأولى مع المنتخب الوطني إلى باريس ليواجه السينغال، ثم ما لبث أن كسب الرهان؟ ألم يحدثوا له مشاكل مع نور الدين النيبت وهو في طريقه إلى أبو ظبي ليواجه كينيا في تصفيات مونديال 2006؟ ألم يعفوه ويأتوا، ولو بعد حين، بالمدرب الذي عينوه، “وكانت عينيهم عليه من اللول”، وهو الفرنسي لومير؟
ثم خسر لومير في الدار البيضاء بهدفين لهدف، ورمي بالقارورات الفارغة.. وذهب إلى حال سبيله، ليترك مكانه للبلجيكي إيريك غيريتس، بعد حين، في حركة دائرية فارغة، تذكرنا بمن سبقه إلى القمرة ذاتها، ونذكر منهم هنري ميشال، وأمبيرتو كويلهو، وهنري كاسبيرزاك، وفيليب تروسيي، “مدرب ديال شهر واحد”.
“قالها فاخر.. إلى خسر الكار، أرى نبدلو الشيفور”..
قراءة ممتعة لأبحاث الأستاذ مغاري..
إلى اللقاء.
(ملاحظة لا بد منها: لا يفهمن أحد مما سبق أنني أدعو إلى الكمال، فلا كمال إلا لله، ولا عصمة إلا لنبي، وإنني لخطاء، ومذنب، ولكن أحب كل صاحب خلق، وأرجو لو أكون مثله).

من اخبار اليوم

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت