رجال الأمن يتجرعون مرارة صكوك الحقوق التي يستفيد منها الجانحون

رجال الأمن يتجرعون مرارة صكوك الحقوق التي يستفيد منها الجانحون

- ‎فيسياسة
1346
0
ارميل.
عبد الواحد الطالبي – مراكش -(كلامكم) – احيل على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بمدينة تطوان اليوم شرطي من فرقة الصقور بتهمة الضرب والجرح المفضي الى القتل دون نية إحداثه في حق مواطن كان يروع أحد أحياء “الحمامة البيضاء”.
ويفتح ملف هذا الشرطي الذي اعتقلته المصالح الولائية للشرطة القضائية بتطوان وقدمته في حالة اعتقال وهو الذي كان في وضعية القيام بالعمل قضية كبرى على طاولة النقاش الحقوقي والقانوني والمهني والمجتمعي وغيره ببلادنا من أجل ضمان ديمومة الاستقرار الأمني والحفاظ على نفس معدلات الجريمة ونسب ارتفاعها بالمغرب الذي بدأ في السنوات الاخيرة يشهد تحولا نوعيا وكميا في الجرائم بوأته المركز الثاني عربيا من بين البلدان الأكثر جريمة.
قضية هذا الشرطي لها ما بعدها في طرح النقاش حول الظروف التي اصبح يشتغل فيها رجال الامن في ظل موجة “ثقافة” حقوق الانسان التي لا تسندها في بلادنا منظومة تربوية متماسكة تقرن الحق بالواجب وتحافظ على حد أدنى من التعامل بالاحترام، سيضطر إثرها رجال الامن للانكماش وتقمص ادوار المتفرجين في ركح الجريمة والتسيب.
بل إن كثيرا من الشرطة سيعتبرون من العقوبات الجنائية التي طالت زملاءهم جراء ما يمكن في أسوأ حالات التقدير اعتبارها أخطاء مهنية وسيتبرمون بعدئذ من أداء الواجب بما يكفل شيوع الامن وسيادة الطمأنينة والسكينة في المجتمع.
حصاد والضريس
فقبل شرطي تطوان كان عميد شرطة مراكش القابع بإصلاحية (بولمهارز) ودراجي سلا من فرقة الصقور كذلك وآخرون ساقت ظروف عمل رجال الامن كثيرا منهم الى غيابات السجون وحكمت وظائفهم على أسر وعائلات من الزوجات والابناء والوالدين والإخوان بالتشرد والضياع وسنوات المعاناة.
رجل الامن واقع بين مطرقة وسندان، فهو إما مرتش متواطئ لص كبير إذ يلين وما يكاد حتى يقع عليه تأنيب رؤسائه وتوبيخهم أو هو متجاوِز بالشطط وبالتعنيف وهو قاتل مجرم حق سوقه الى مقاصل الحكم بالجرم الأكبر وكذلك به يفعلون.
العمل في جهاز الشرطة والأمن كالعيش في الجحيم لا مهرب من النار إلا إليها. كل عود ثقاب بيد مواطن في شارع يلهب رجل الامن ويشعل عليه ثوبه وبزته وكل رجال الامن بين عيدان الثقاب حائرون بين ضرورة القيام بالواجب أو الخوف من الجريمة والعقاب.
الامن مسؤولية الجميع والمقاربة الأمنية يجب ان تكون تشاركية يتمتع فيها رجل الامن النظامي بأولوية الامتياز وحقوقه التي تضمن له اعتبار تجاوزاته أخطاءه مهنية حق عليها الجزاء الاداري الى حد الفصل والعزل من الوظيفة لا المعاقبة مرتين بفصول القانون الجنائي وبالعقوبات الادارية في قانون الوظيفة العمومية كذا المحكوم بالإعدام مرتين شنقا ورميا بالرصاص.
لسنا ضد تمتيع رجال الامن والشرطة بالحصانة إزاء أي شطط ولسنا بصدد استعادة سنوات الجمر والنار ولكننا مدعوون الى التحلي بكثير من الشجاعة والجرأة في الاعتراف أن هؤلاء أصبحوا يشتغلون في ظروف قاهرة مؤلمة مهينة احيانا بسبب ضغوط ترسانة الصكوك الحقوقية التي استفاد منها الجانحون والمجرمون وقطاع الطرق من “القراصنة الجدد” ويتجرع مرارتها رجال الامن في بلادنا.

 

‎تعليق واحد

  1. العتب كل العتب على فقهاء القانون والمشرعين الذين باتوا حملانا وديعة مدللة حائرة بين أيدي تجميعات حقوقية تغرف بالتبعية من جوابّ الغرب فكرا هجينا وثقافة غريبة عن البلد .. فتنجح في تمرير ودس نواياها التخريبية المبطنة تحت لواء الحقوق ..
    من أهدر الحق العام .. وأزهق الأرواح .. و روّع المواطنين , أقل ما يواجَه به ,ألاّ يُمَتَّعَ بأي حق من حقوق البشرية ,وأن يعامَلَ معاملة الجسم الغريب عن الإنسانية .. وأن يُسلَبَ جميع الحقوق ..ويكون خارج الاعتبار .. وبالتالي يتم تمتيع الساهرين على حماية الشعب من عيّناته بالحصانة التامة خلال التعامل معه ..
    تتم المحاسبة على الأخطاء المهنية حين التعامل مع مواطنين غير قتلة أو مجرمين .. كالسياسيين و أصحاب النزاعات وغيرهم .. أما هؤلاء , فيجب أن تكون مرحلة الاستنطاق أولى عتبات العقاب لرد الاعتبار والحق للضحايا والشعب ..
    إما أن تترك اليد الطولى للشرطة في التعامل مع مثل هؤلاء .. أو تترك اليد الطولى للشعب للنيل من المجرمين مباشرة دون متابعة .. أو يشرع في محاسبة الجمعيات الحقوقية التي كانت سببا في تشريع قوانين أفسحت المجال لتنامي الإجرام .. أو يُفصَلَ التشريع عن مطالب الجمعيات ويخضع فقط وفقط إلى الضرورات الظرفية وظواهر الجنوح الاجتماعي ..
    وفوق هذا وذاك .. لو أراد المعنيون بأمر المواطن القضاء على المجرمين لابتدعوا من الطرق الآلاف ..
    حرروا يد رجال الأمن حتى يتم التعامل بما يجب مع مثل هؤلاء المكروبات .. ومن مات أو قُتِلَ عمدا أو خطأ فلا ديّة له عند الشعب ولا اعتبار .. وبالتالي يكون مصيره جراء وفاقا لجرائمه ..
    أعتذر بالنيابة عن فاقدي السلم والأمان الداخلي, لكل رجل أمن تأذى بفعل قرار اتُّخذ في حقه جراءَ القيام بما أملاه عليه الواجب والضمير والحتمية والمنطق ..

  2. تسارع الوقائع يفتح الشك والسؤال الكبير : من هذا الخفي الذي يخدم الإجرامُ مصالحه ويحرص على إبقائه وشيوعه بالبلد ؟ و من هذا الذي يحب إبقاء الشعب تحت طائلة المجرمين , و يحارب أمن الناس .. ؟؟؟؟؟؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت