النقاش حول إلغاء معاشات البرلمانيين والوزراء ليس عيبا بل ضرورة ملحة اليوم واعتذار شرفات مستوى عاليا من الشجاعة السياسية.
لما لا، كلام قد يكون منه شئ من المعقول والحنكة المجتمعية، نقاش التقاعد مثله مثل باقي المواضيع العامة والتي يمكن طرحه للجدل وأي موضوع يجب أن يؤخذ بمحمل الجد..تصريح الوزيرة #شرفات_أفيلال أخذ أبعادا كبيرة، وكلمة “جوج فرانك” اثارة النقاش وتوزعت صكوك الكلام والنقد، بين العلم والمعرفة والسياسة والسياسوية والقدف والتجريح، وانقسم الفضاء الأزرق بين مؤيد ومعارض، بين مدافع ومدافع مضاد، بين جلاد ضارب السياط وبين خائن و خاذِلٌ وضار وبين مُسَاعِد و مُعِين و مُناهِض ومُنَاصِر.. فضاء عاش مرادفات وأضاد يكون لها معنى تارة وتارة أخرى خارج السياق، هاوية تارة منتقمة وتارة أخرى عاقلة عالمة وصارمة…
كلمة “جوج فرانك”، اختزلها في عنوان بريء، براءة الذئب من دم يوسف، وهي عنونة قد تضع السياق لما يجري، إنها تتأرجح بين حسن النية وحرارة الفايسبوك.. إنها حسن النية التي رافقت “شرفات” طيلة حياتها النضالية، والبعيد يشهد لها بذلك قبل القريب، حسن النية في البناء المنهجي للرد على أسئلة “الصحفي” وحتى في تقاسيم الوجه نستنتج وجها بريئا رغم ارتداء عباءة “الصارم” وجها يخبئ كلاما كثيرا غير الذي اختزل في “جوج فرنك”…حسن نية بيضاء كما أعرفها ويعرفها كثيرون، كيف يتم التأويل وهي القادمة من مدرسة مناصرة لقضايا الجماهير الشعبية، انظروا حتى اختيارها قميصا احمرا له دلالة تواصلية كبيرة…في المقابل حرارة فايسبوكية تفهم وتقدر في تتبع للنقاش من الناحية العلمية أما التجريح والشتم و التحريض والتشويه فذلك رد فعل يفهم كفهم تأويل الظاهرة…الخوض في الموضوع يحتاج تقديم ملاحظات، لنعد معا إلى الزمن السياسي القريب:
المرأة أولا، حكومة ذكورية !
قبل سنتين من الآن كان الفضاء الأزرق يشتم وينعل حكومة بنكيران على التمثيلية المحتشمة للمرأة في الحكومة، الكل صرخ وبقوة، عن واقع الحال وتراجع الحكومة عن مناصرة قضية المرأة..وعندما كان يسأل بنكيران كان يرجع الأمر إلى عدم قدرة الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة على اقتراح أسماء نسائية للاستوزار على غرار الPJD الذي اقترح امرأة.. عاش ابنكيران لحظات صعبة وجرت عليه تصريحاته سخطا عارما من لدن الحركة “الفايسبوكية”…أعترف رئيس الحكومة بالخطأ مرات عديدة وعديدة، ووعد بالتصحيح في أقرب فرصة ستتاح لذلك…جاءت المشاكل مع “شباط”، الاستقلال انسحب من الحكومة والأحرار عوضه من بعد، فكانت تلك هي الفرصة من أجل الاستدراك..بالفعل تدارك رئيس الحكومة ومعه الأمناء العامين للأحزاب فكان أن تم اقتراح ستة وزيرات.. ورغم عدم الرضى إلا أن الأمر صلح إلى حد ما الخطأ…
الحرارة الفايسبوكية ذاكرة ضعيفة أم تمرد مستمر؟
لماذا هذا الاستفزاز في طرح هذه الملاحظة؟ أولا لأن الرأي العام قبل سنتين ناصر المرأة بقوة وحمل شعارات كبيرة مدافعة عن المرأة وهاجم رئيس الحكومة وناضل من أجل إعادة النظر في تأنيت الحكومة، بعد الاستجابة… لم تنتظر حرارة الفايسبوك كثيرا حتى جاءت قضية “الحبيب وسمية” لتطفوا على السطح وكيف تلقت سمية كيل من الإنتقادات حتى دفعتها هي والحبيب الشوباتي لتقديم استقالتهما.. بعد ذلك جاءت الانتقادات الموزعة على امباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة في الخارجية حول تسريبات دبلوماسية تلت قرصنة حسابها الشخصي… ثم بعد ذلك جاء دور الحيطي الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة لما صرحت انها زارت اسرائيل من اجل بحث كانت تعده وبعد قضية COP21…انتقادات تلو أخرى اختتمت بما تم تداوله عن كلمة “جوج فرنك”. فهل هي مراجعة المواقف للحركة الفايسبوكية بعد المناصرة المهاجمة، أم هي مسألة عادية مرتبطة ب BUZZ السياسي؟
لكن، بصدق ومع أنني أيضا مع مناصري قضية مراجعة معاشات البرلمانيين والوزراء، إلا أن الأسلوب الذي هاجمت به شرفات من طرف بعض رواد الفضاء الأزرق غريب جدا وخارج عن ثقافتنا، فتشويه صورة شابة مناضلة ملتزمة بقضايا المجتمع هو تشويه في حد ذاته للحركة النسائية بشكل عام… شرفات اعتذرت عن الكلمة وسحبتها، فكان من الأجدر وبكل روح رياضية تقبل هذه الشجاعة، ولكي اضطلع بشكل عام عن هذا السلوك الذي قامت به شرفات، رقنت كلمة “اعتذار” في محرك البحث جوجل فوجدت الآتي:
الاعتذار هي ثقافة راقية لا يجيدها الكثيرون بسبب عدة سلبيات تجتاج دواخلهم، فالاعتذار تقويم لسلوك سلبي يجعل من شجاعة الفرد في قمتها اتجاه نفسه و اتجاه المجتمع. ورغم سمات الشجاعة التي يتصف بها مجتمعنا ورغم ثقافتنا الاسلامية التي تؤكد على التوبة الا ان اغلبنا تغيب عن ممارساته الاجتماعية ومضامين علاقاته الاجتماعية ثقافة الاعتذار حيث يعتبرها البعض شكلا من اشكال الضعف رغم ان الاعتذار لا يقوم به الا من يملك مستوى عاليا من الشجاعة الادبية…
هذا بعض مما وجدت، فهل هذا كاف لفهم اعتذار شرفات أفيلال، إنها اعترفت بالخطأ، إنها قومت السلوك السلبي، إنها شجاعة ذات مستوى عال… هذا ماقاله محرك البحث العالمي، بيد أن الفضاء الأزرق له رأي آخر.. فرأفة بشابة طموحة قدمت ولا زالت تقدم الشئ الكثير لهذا الوطن…
“#جوج_فرانك” الإعلام والاتصال وأشياء أخرى !
الإعلام لقي ضالته في كتابة أخبار كثيرة عن الوزيرة الشابة وتناقلت الصحف والمجلات العربية والعالمية الموضوع وطغى الموقف الوحيد، وكأن الوزيرة ارتكبت جريمة في حق الإنسانية، بل في الوقت الذي يجب على الإعلام أن يشكرها على الآثار الإيجابية التي خلفتها تصريحاتها على نقاش كان حبيس بعض الصفحات ليتحول اليوم إلى سجال سياسي، فلولا أفيلال لكان النقاش سطحي غير ذي جدوى، أما اليوم فيجب أن نضع الوزيرة من بين المحفزات التي ساهمت في بلورة النقاش العمومي، خصوصا بعد اعتذارها.
ولنبتعد بشكل كبير عن الشتم والسب وحتى أدركنا أن هناك تسيييسا للموضوع…
#نعم للنقاش الهادف والبناء حول موضوع معاش البرلمانيين والوزراء و #لا_للحملة_الموجهة_ضد_أفيلال
#احترام_المؤسسات_الدستورية
إسماعيل الحمراوي
تعليق واحد
citoyen
votre article manque d objectivite
quand vous voulez noircir l image d une personnalite publique ou d un politicien vous le noircissez
quand vous voulez le blanchir vous le blanchissez
et c est ce que vous essaez de faire ou du moins vous avez essaye de faire,vainement parce que le lecteur n est pas stupide
citoyen
votre article manque d objectivite
quand vous voulez noircir l image d une personnalite publique ou d un politicien vous le noircissez
quand vous voulez le blanchir vous le blanchissez
et c est ce que vous essaez de faire ou du moins vous avez essaye de faire,vainement parce que le lecteur n est pas stupide
عزيز
أخي حبذا لو فتحت عيادة للتجميل
citoyen
visiblement l auteur de l article a une forte sympathie pour Mme la ministre
c est une liberte personnelle
mais qu il l a garde pour lui
et qu il ne la translate pas dans l article
CE qu a dit Mme la ministre a frustre les marocains ,tous les marocains ,et un ministre est cense peser le sens du mot surtout dans des emissions on life
revoyez l emission cher journaliste ,le mot a ete dit en toute consciente
Vous avez evoque la ministre deleguee aupres des affaires etrangeres Mme boouaida
franchement vu les dossiers epineux du maroc et particulierement celui du sahara ,,peut on s epauler sur une ministre aussi jeune et inexperimentee pour nous representer sur la scene internationale ,nous qui recevons des coups de tous les cotes,