العرب أكثر الشعوب على الانترنت هوسا بالجنس

العرب أكثر الشعوب على الانترنت هوسا بالجنس

- ‎فيمجتمع
1499
6

الجنس والانترنيت

بين تقرير نشر اليوم نتائج دراسة اجرتها منظمة تكنولوجية علمية متخصصة في بريطانيا أظهرت ان العرب يستعملون يوميا نحو 40 مليون مرة على محرك البحث الالكتروني «جوجل» ومحركات اخرى كلمة جنس بالعربية وsex بالانجليزية، وهم بذلك اكثر شعوب العالم هوسا بمواكبة الانترنت جنسيا.

تكفي كلمة «جنس» بالعربية في اي محرك بحثي الكتروني، لتفتح امامك مئات المواقع، منتديات بالاحرى، مواقع اباحية متخصصة بعرض فيديوهات وصور اباحية معظمها مقاطع «صورة وصوت»، نحن فعلا امام حقيقة ان المتصفح العربي هو مستهلك «جنسي» للانترنت؟ ارقام مخيفة اظهرتها الدراسة، وحصة سوق الانترنت الاردني منها لا تقل عن بلدان عربية اخرى، ربما ان ما هو لافت اردنيا ان الاطفال والمراهقين، هم الاكثر استعمالا لكلمة «جنس» على محركات البحث الالكتروني، فحصتهم تجاوزت 60% حسبما ذكرت الدراسة.

فعليا، اضحى الانترنت اليوم مصدرا بلا حدود للقلق الاجتماعي والتربوي والثقافي، والحديث عن ضوابط وتقنين وبرمجة مسبقة لاستعماله صارت اكثر من ضرورة في ظل هذا الانفلات الجنسي على محركات البحث الالكتروني، وما تحمله من مؤشرات خطيرة على القيم الدينية والتربوية والاجتماعية والثقافية المحلية.

فأكثر ما يزيد المخاوف، ان الاطفال والمراهقين قد يكونوا عرضة مكشوفة ومباشرة للاستغلال على شبكة الانترنت، ولا سيما في الامور الجنسية، فالدراسة اظهرت ان الاطفال مستعدون لنشر معلومات شخصية عنهم على الشبكة العنكبوتية، في ظل غياب تام لرقابة او معرفة من الاهل لما يتعرض له اطفالهم على «الانترنت».

 

«عالم الجنس» على الانترنت خلافا لما يعتقد كثيرون، بانه عفوي وغير منظم وفردي، هذا انطباع الوهلة الاولى، ولكن عند التدقيق والتمحيص، يتبين اننا امام عالم منظم ومغرق بالدقة والتنظيم، بوصف ادق فانها تجارة للاستهلاك الجنسي تحكمها، يقف وراءها عقل «خبيث» ينظم حركة نشاطها وفاعليتها على فضاء الانترنت.

كثرة مواقع «الجنس العربية» تلفت الى ضخامة الطلب على الجنس الافتراضي المتوفر مجانا، بأساليب عديدة منها الكاميرات وعبر وسائل الاتصال الاجتماعي التي تغيب عنها الرقابة الرسمية وحتى العائلية، وهذا ما يمكننا من طرح سؤال عن الحاجة الضرورية لضبط الهوس الجنسي على الانترنت، وتوجيه استعماله بما يخدم المصلحة التعليمية والتربوية والتنويرية والثقافية.

كل ما ينشر على عالم الانترنت من «جنس»، ربما يكون مقبولا في مجتمعات اخرى تختلف نظرتها الدينية والاجتماعية والثقافية للجنس، ولكن يبقى ذلك عربيا محط استغراب واستهجان ومرفوض اجتماعيا لحد التجريم والتحريم، ويعكس عبثية واستهتارا في استغلال عقول الاطفال العرب الغريزية.

وما هو غريب ولافت ان «الجنس العربي» على الانترنت يستغل من قبل مواقع اخبارية واخرى ملتزمة «تضيف على صفحاتها روابط مجانية لتصفح مواقع الجنس، وكما ان بعضها تعابير اباحية ككلمة «جنس» لشد المتصفحين وتسريع وتسهيل وصولهم الى صفحاتها، بدلا من توعويتهم وتهذيبهم وتنويرهم ووعظهم عن الولوج الى عالم الرذيلة.

قد يكون من الخطر ترك الامور الجنسية على غاربها في عالم الانترنت، وتبقى الثقافة والوعي الجنسي لدى الاطفال والمراهقين العرب مربوطا بلوحة مفاتيح الحاسوب وتاليا شبكة الانترنت، وهو ربط بات التأسيس عليه يهدد اجيالا من الشباب العربي، مع ارتفاع نسب مستهلكي الانترنت على نحو مطرد اردنيا وعربيا.
هذه الحقائق المرعبة، ربما تعيدنا للحديث نسبيا عن الثقافة الجنسية المفقودة من مناهجنا الدراسية: المدرسية والجامعية، وضرورة مراجعة ثقافات التشدد والتعصب الديني والاجتماعي والتربوي، وسط هذا الفيض المخيف من التداول الجنسي الافتراضي السهل واليسير على عالم الانترنت.

يبدو بوضوح ان الكرة اليوم في مرمى وزارة التربية والتعليم ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمؤسسات الدينية لكبح جموح «مفاسد الجنس على عالم الانترنت»، وفرض ارادة تربوية وتعليمية وثقافية تنويرية واصلاحية، تضبط نزوات الاطفال والمراهقين من الانحراف.

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

واش فراس الوالي شوراق.. مقهى تبتلع الملك العام بسويقة باب دكالة و السلطات فدار غفلون

لا حديث بين سكان باب دكالة و زوارها،