لم تتأخر جماعة الإخوان المسلمين في الرد على القرار البريطاني بالتحقيق في تواجد تيار الجماعة على الأراضي البريطانية، وقالت أنها ستتوجه إلى القضاء البريطاني ضد مااعتبرته ” أي محاولة غير مناسبة لتقييد أنشطتها في المملكة المتحدة” .
و تعتبر سرعة رد فعل الإخوان في حد ذاتها، أي أقل من أربع وعشرين على صدور القرار البريطاني، مؤشرا على استشعار الجماعة للعزلة الدولية والعربية الخانقة التي أصبحت تطوقها من جهة، واعترافا ضمنيا بأنها أصبحت بالفعل تشكل هاجسا للمملكة المتحدة، في سياق مقولة :” يكاد المريب يقول خذوني ”
لقدعبرت لندن عن تخوفاتها من أن تتحول بريطانيا إلى مركز تجمع عالمي للإخوان و أنصارهم ،بعد انتكاستهم في العالم العربي، في ضوء القرار الخليجي الجريء بالتصدي الحازم لإرهاب الجماعات الإسلاموية، التي احترفت سلطات الدوحة تصديره إلى مشرق ومغرب الوطن العربي، و سقطتهم المدوية في مصر المحروسة، بعد انتفاضة الشعب و الجيش ضد حكم الإخوان في 30 يونيو الماضي.
و قد صرح أحد الموالين للإخوان خلال تلك الفترة، وهو المفكر الإسلامي عبدالله الأشعل، قبيل إزاحة الرئيس المعزول : “كل أنصار التيار الإسلامي احتشدوا حالياً وهددوا بأنه إذا سقط مرسي بهذه الطريقة فلن يجلس أحد مكانه على الكرسي ومن ثم ندخل في عملية تمزيق المجتمع. و تدخل مصر في حالة فوضى كبيرة جداً . وبالتالي فالذين ينادون بهذا الأمر لا بد أن يسألوا أنفسهم: ماذا بعد؟ “
و ها نحن نرى اليوم ردود الفعل الدموية للتيار الظلامي، مصداقا لتحذيرات الأشعل، من أن الإخوان سيعمدون إلى تمزيق الشعب المصري و إحداث الفوضى الكبيرة. و آخر إنجازاتهم الإجرامية ما حدث من تفجيرات بمحيط جامعة القاهرة أودت بحياة العديد من النفوس البريئة. و قبلها كان حادث الهجوم على سيارة لنقل السياح أسفر عن مقتل عدد من البريطانيين، و الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، و سرعت بقرار لندن وضع حد للعبث الإخواني فوق ترابها.و قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أنه أمر بإجراء ” مراجعة لفلسفة وأنشطة جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام ، تشمل نشاطها داخل بريطانيا، وتأثيرها على الأمن القومي البريطاني والسياسة الخارجية بما يشمل العلاقات المهمة مع دول في الشرق الأوسط .”
و لم يجد محامي الجماعة في لندن، ما يقوله سوى الإدعاء في البيان المتضمن لرد الفعل على القرار البريطاني ،أن “الأخوان المسلمين، جماعة قانونية تدعم الديمقراطية والقانون في الدول التي توجد بها، ولا تدعم العنف، ولا تلجأ إليه من أجل الوصول إلى أهدافها”.
جوابا على هذا الهراء، نكرر على مسامع فضيلة المحامي، نص التصريح الذي أسلفنا ذكره على لسان الأشعل :
“إذا سقط مرسي بهذه الطريقة فلن يجلس أحد مكانه على الكرسي” و هو التعبير الذي يكشف عن الطابع الدموي العنيف الذي تنهجه جماعة الإخوان سواء في مصر أو الخليج و سائر الأنحاء و الأمصار، في سبيل نشر مبادئها المتطرفةأ وتحقيق مآربها الجهلاء، مدعومة في السر والعلن بعرابيها المنتشرين عبر محور الدوحة و أمريكا و تل أبيب.