هيئة التحرير
تواصل مجموعة الضحى تعزيز حضورها بجهة مراكش آسفي عبر مشاريع عمرانية وعقارية كبرى تُسهم في الرفع من العرض السكني وتحريك عجلة الاستثمار المحلي، فضلاً عن خلق آلاف مناصب الشغل، المباشرة وغير المباشرة، في سياق دينامية اقتصادية تعرفها الجهة خلال السنوات الأخيرة. ويأتي هذا الحضور في إطار رؤية شمولية تضعها المجموعة تحت إشراف المدير العام أنس الصفروي، الذي يقود استراتيجية تقوم على التوسع المدروس، وتجويد منتوجات السكن الاقتصادي والمتوسط، وتطوير مشاريع مندمجة تواكب النمو العمراني للمنطقة.
ويُمثل التركيز على مراكش وآسفي وبعض الأقاليم المجاورة توجهاً استراتيجياً يهدف إلى مواكبة الطلب المتزايد على السكن، خصوصاً في ظل توسع النسيج الحضري للمدينة والنمو الديمغرافي الذي يجعل من الجهة إحدى أهم الأسواق العقارية بالمغرب. كما تواكب استثمارات الضحى توجه الدولة نحو تسريع التعمير وإطلاق مشاريع سكنية حديثة مزودة ببنيات تجارية وخدماتية، تضمن إطار عيش متكامل للمواطنين.
وفي السياق ذاته، يضطلع افقيران محمد، باعتباره مسؤولاً إدارياً داخل المجموعة بجهة مراكش، بدور محوري في تتبع العمليات الميدانية، وضمان انسيابية التنسيق التقني والإداري بين الوحدات الجهوية والمركزية، والعمل على تنزيل المشاريع وفق المعايير المسطرة، بما يعزز فعالية الاستثمارات ويُسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للزبناء والمتعاملين.
ويراهن الفاعل العقاري على تطوير مشاريع مندمجة تشمل مساحات خضراء ومرافق تعليمية وتجارية ورياضية، بما يتماشى مع متطلبات النمو الحضري ويستجيب لانتظارات الأسر، إلى جانب الانفتاح على صيغ جديدة للشراكات مع المؤسسات العمومية والفاعلين الخواص، خصوصاً في مجال السكن الاجتماعي وإعادة الهيكلة العمرانية لبعض النقط الحضرية.
تحولات في سوق العقار بين الإسهام التنموي وإشكالات التوازن الاجتماعي
إلى جانب الدور الاقتصادي والاستثماري، يطرح توسع مجموعة الضحى بجهة مراكش آسفي نقاشاً واسعاً حول تأثير هذا النمو على سوق العقار وأسعار السكن. فمن جهة، ساهمت المشاريع التي أطلقتها المجموعة في الرفع من العرض السكني والحد من المضاربات في بعض المناطق، خصوصاً تلك التي كانت تعاني من خصاص في المنتوج السكني الموجه لذوي الدخل المتوسط والضعيف. كما أتاح تمدد الضحى عمرانياً خلق مراكز سكنية جديدة ساهمت في إعادة توزيع الكثافة السكنية وتخفيف الضغط عن مناطق مكتظة.
غير أن هناك من يعتبر أن هذه الدينامية تحتاج إلى مزيد من ضبط التوازن بين العرض الاقتصادي وتوفير سكن تنافسي يحافظ على القدرة الشرائية للأسر، خاصة في ظل ارتفاع كلفة مواد البناء وارتفاع الطلب السياحي الذي يرفع أسعار العقار في المدينة الحمراء. كما يطرح حضور الفاعلين الكبار في السوق، ومنهم الضحى، نقاشاً حول ضرورة تعزيز المنافسة وضمان توزيع عمراني متوازن يُراعي البعد الاجتماعي إلى جانب الربحية الاقتصادية.
ورغم هذا الجدل، تبقى مجموعة الضحى رقماً أساسياً في الخارطة العمرانية للجهة، إذ ساهمت مشاريعها في خلق مناطق حضرية جديدة وتطوير البنية التحتية، بما يحفز الاستثمار ويمنح سوق العقار نفساً جديداً في مرحلة تعرف انتعاشاً متسارعاً بعد سنوات من الركود.
