هيئة التحرير
حوار يبرز التزام المغرب بتمكين الشباب وتعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة
في أجواء من الحماس والمسؤولية المشتركة، استقبل السيد يوسف العمراني، سفير المملكة المغربية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وفدًا من الشباب المغاربة المشاركين في برنامج الزمالة المهنية (PFP) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية والمنفذ من قبل منظمة Legacy International، وذلك بمقر السفارة المغربية في واشنطن العاصمة.

جاء هذا اللقاء كجسر جديد من جسور التواصل بين الدبلوماسية المغربية وشبابها في الخارج، حيث فتح الباب أمام نقاش مفتوح وحيوي حول أدوار الشباب في تعزيز التنمية الوطنية والانخراط في القضايا العالمية الراهنة.
لم يكن اللقاء مجرد تبادل رسمي، بل تحوّل إلى منصة فكرية تفاعلية عرض خلالها الزملاء المغاربة مشاريعهم التي أنجزوها خلال فترة الزمالة في مختلف الولايات الأمريكية. وتنوّعت هذه المبادرات بين برامج للابتكار المجتمعي، ومشاريع رقمية، واستراتيجيات للأثر الاجتماعي، ما يعكس روح الإبداع والمسؤولية التي يحملها الجيل الجديد من الشباب المغربي.
وخلال كلمته، أشاد السفير يوسف العمراني بالمستوى الرفيع الذي أبان عنه المشاركون، مؤكدًا أن المغرب يضع تمكين الشباب في صلب رؤيته التنموية والدبلوماسية، قائلاً:
«نحن مستعدون لدعم الشباب المغربي — أينما كانوا — لبناء مستقبل أكثر إشراقًا وترابطًا.»
وأضاف العمراني أن الدبلوماسية الشبابية أصبحت اليوم رافعة أساسية في تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب، مشيرًا إلى أن برامج مثل الزمالة المهنية تمثل «نموذجًا عمليًا للتعاون المغربي الأمريكي في بناء أجيال قادرة على الابتكار والتأثير».

من جانبه، تحدّث الزميل نوح بحدادة عن تجربته في منظمة Community Forge بمدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، حيث طوّر نموذجًا جديدًا للشراكة المجتمعية، يعتزم تكييفه لتطبيقه في المغرب. وقال:
«لقد منحني برنامج الزمالة المهنية ما هو أبعد من التطور المهني — منحني منظورًا أوسع. فالقِيادة تبدأ بالإصغاء، والدبلوماسية تبدأ بالحوار.»
كما ثمّن المشاركون دعم السفارة المغربية لهم، وحرصها على مواكبة مشاريعهم بعد عودتهم إلى أرض الوطن. وأكدوا أن هذا اللقاء جسّد الروح التفاعلية للدبلوماسية المغربية الحديثة، القائمة على القرب من المواطن والانفتاح على الطاقات الشابة.
من جهة أخرى، لعبت السفارة الأمريكية في الرباط دورًا محوريًا في تفعيل هذه المبادرات، من خلال دعم برامج التبادل وتشجيع مشاركة الشباب المغربي في الزمالات الدولية، بما يعزز علاقات الصداقة والشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن.
واختُتم اللقاء بتجديد الالتزام المشترك بتعميق التعاون الثنائي في مجالات التعليم، وريادة الأعمال، والابتكار الاجتماعي، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن المستقبل يُبنى بالشباب ولأجلهم.