طارق أعراب/تصوير:ف. الطرومبتي
منذ الزلزال الذي هزّ مدينة مراكش قبل أشهر، لا يزال مسجد النور الكائن بشارع علال الفاسي يعيش على وقع الإهمال والنسيان، بعدما فقد صومعته التي كانت تشكّل رمزًا معمارياً وروحياً بارزاً وسط الحي.
المصلون وساكنة المنطقة يعبرون عن استغرابهم من تأخر عملية إعادة بناء الصومعة، خصوصاً أن المسجد ظل مفتوحاً لأداء الصلوات الخمس، لكن دون مئذنة ترفع الأذان من علٍ كما اعتاد السكان لعقود. فالمشهد اليوم يثير الشجن في نفوس المراكشيين الذين يعتبرون المسجد جزءاً من ذاكرتهم الجماعية.
ورغم مرور عدة أشهر على الكارثة، لم تُطلق بعد أشغال الترميم أو إعادة البناء، ما يطرح تساؤلات حول دور الجهات الوصية، خاصة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمصالح التقنية التابعة للمجلس الجماعي، في تسريع وتيرة إصلاح هذا الفضاء الديني.
يقول أحد مرتادي المسجد في حديث لمراسلنا: “لم نعد نرى صومعة مسجدنا، وكأن صوت الأذان فقد صدى المكان.. نأمل فقط أن تتحرك السلطات لإعادة بنائها في أقرب وقت.”
في المقابل، يرى متتبعون أن التأخر في ترميم المسجد يدخل ضمن سياق عام من بطء الأشغال المتعلقة بإصلاح المساجد المتضررة بالزلزال، وهو ما يستدعي خطة عاجلة لإعادة الحياة إلى هذه المعالم الدينية، حفاظاً على هويتها العمرانية ووظيفتها الروحية.
ويبقى مسجد النور اليوم شاهداً صامتاً على آثار الزلزال وعلى بطء إعادة الإعمار، في انتظار التفاتة مسؤولة تُعيد إليه صومعته، وترفع من جديد الأذان من فوق شارع علال الفاسي.
