طارق أعراب
يسود استياء واسع في صفوف عدد من آباء وأمهات الطلبة المسجلين في مدرسة المهن والكفاءات (CMC) بتامنصورت التابعة لمراكش، بعد مرور أكثر من شهرين على انطلاق الموسم الدراسي 2025-2026 دون أن تبدأ الدراسة فعليًا داخل المؤسسة.
القضية التي تحولت إلى موضوع قلق عام، بدأت حين قامت الإدارة باستدعاء الطلبة الجدد لاجتياز اختبارات القبول، قبل أن تُعلن عن اللوائح النهائية للناجحين وتطلب منهم تسليم شهادات الباكالوريا الأصلية بشكل نهائي، وهو ما دفع العديد منهم إلى الانسحاب من الكليات العمومية التي كانوا قد التحقوا بها، استعدادًا لبدء تكوينهم المهني الجديد.
غير أن المفاجأة جاءت صادمة، إذ لم تنطلق الدراسة إلى حدود اليوم، ولم يتلقّ الطلبة أي توضيحات رسمية حول أسباب التأخير أو موعد الافتتاح الفعلي. وتشير مصادر من داخل المؤسسة إلى أن المدرسة لا تزال غير جاهزة من حيث التجهيزات الأساسية، إذ تفتقر إلى الطاولات والوسائل التعليمية الضرورية، ما يجعل استقبال الطلبة أمرًا غير ممكن في الوقت الحالي.
هذا الوضع دفع العديد من الأسر إلى التساؤل عن مصير أبنائهم، بعد أن فقدوا فرصة التسجيل في الكليات ووجدوا أنفسهم في فراغ دراسي تام. ويؤكد أولياء الأمور أن التواصل مع إدارة المؤسسة لم يُجدِ نفعًا، إذ يكتفي المسؤولون بعبارات غامضة من قبيل “لا نعلم متى ستبدأ الدراسة”، دون أي التزام رسمي أو توضيح مقنع.
ويحذر عدد من المراقبين من أن هذا الارتباك الإداري قد يؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات التعليمية الحديثة، خاصة أن مشروع مدارس المهن والكفاءات أُطلق في الأصل لتأهيل الشباب ومواكبة سوق الشغل، لا لإرباكهم أو تركهم في مواجهة المجهول.
ويطالب المتضررون وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بالتدخل العاجل لتوضيح حقيقة الوضع وتحديد تاريخ رسمي لبداية الدراسة، مع ضمان حقوق الطلبة الذين سلموا وثائقهم الأصلية للمؤسسة.
وفي انتظار ذلك، يبقى طلبة CMC تامنصورت يعيشون حالة من الترقب والضياع، بين وعود لم تتحقق، ومستقبل دراسي بات مهددًا بسبب سوء التدبير وغياب المسؤولية.