من لاجئ نيجري إلى مقاتل باسم مزور.. قصة “موديبو دومبيا” الذي جندته البوليساريو تحت اسم “ماء العينين بلال”

من لاجئ نيجري إلى مقاتل باسم مزور.. قصة “موديبو دومبيا” الذي جندته البوليساريو تحت اسم “ماء العينين بلال”

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة
250
0

نورالدين بازين/خاص كلامكم

في قصة تختزل مآسي النزوح وتلاعب الأيديولوجيا بالمصائر، يظهر اسم موديبو دومبيا، شاب منحدر من جمهورية النيجر، وجد نفسه مجندًا في صفوف جبهة البوليساريو تحت اسم مستعار هو “ماء العينين بلال”.

تبدأ الحكاية سنة 2015، حين اضطر موديبو إلى مغادرة بلاده مع أسرته، ضمن آلاف العائلات التي نزحت من منطقة ديفا جنوب شرقي النيجر، هربًا من دوامة العنف التي أشعلها النزاع المسلح الممتد من شمال نيجيريا إلى داخل الأراضي النيجرية. كانت الرحلة شاقة ومليئة بالمخاطر، إذ قطعوا الصحاري حتى بلغوا منطقة تين زواتين في أقصى الجنوب الجزائري، حيث أقاموا هناك في ظروف قاسية كلاجئين بلا هوية ولا مستقبل.

لكن القصة لم تتوقف عند حدود اللجوء الإنساني، فقد نقلهم الجيش الجزائري بعد سنوات إلى مخيمات تندوف، وهناك بدأت مرحلة جديدة من حياة موديبو دومبيا. الطفل القادم من النيجر أصبح يحمل اسمًا جديدًا، ويتلقى دروسًا في مدارس تابعة لجبهة البوليساريو تحت هوية مزورة: “ماء العينين بلال”.
تعلّم الشاب اللغة الحسانية وتشبّع بخطاب الجبهة، قبل أن يُستدرج تدريجيًا إلى صفوف الميليشيات المسلحة. في تلك البيئة المغلقة التي تهيمن عليها الرواية الانفصالية، أصبح حلمه المعلن هو “الاستقلال”، لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا: فقد وُعد دومبيا، كما غيره من الشباب الوافدين من إفريقيا جنوب الصحراء، بالحصول على منازل الصحراويين المغاربة في العيون مكافأة لهم على “القتال في صفوف البوليساريو ضد المغرب”.

اليوم، يمثل موديبو دومبيا نموذجًا صارخًا لسياسة التجنيد الممنهجة التي تمارسها جبهة البوليساريو داخل مخيمات تندوف، باستغلال اليأس والفقر والنزوح لتصنيع “مقاتلين” تحت أسماء وهويات مغربية مزورة.
قصة هذا الشاب، القادم من رمال النيجر إلى جبهات الوهم في الصحراء، تكشف كيف يتحول اللاجئ الباحث عن الأمان إلى أداة في مشروع سياسي مغلق، وكيف يتم تسليح الحلم في سبيل أوهام لم تتحقق منذ نصف قرن.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You may also like

سلا تطلق مشاورات إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة تحت شعار “لنبني معا ما يجمعنا”

هيئة التحرير احتضنت عمالة سلا، صباح اليوم الثلاثاء