رؤساء المنظمات الدولية المجتمعون بجدة يدعون لزيادة التمويلات المخصصة لمكافحة الملاريا لإنقاذ ملايين الأرواح ودفع عجلة التنمية

رؤساء المنظمات الدولية المجتمعون بجدة يدعون لزيادة التمويلات المخصصة لمكافحة الملاريا لإنقاذ ملايين الأرواح ودفع عجلة التنمية

- ‎فيآخر ساعة
240
0

جدة، في 23 أبريل 2015م :- قبيل اليوم العالمي لمكافحة الملاريا، الذي يتم الاحتفال به سنويا في يوم 25 أبريل من كل عام، عقد رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، والمدير التنفيذي للشراكة العالمية لمكافحة الملاريا(منظمة دولية) اجتماعا بمقر البنك الإسلامي للتنمية بجدة. وشارك في هذا الاجتماع كذلك وزراء الصحة من كل من تركيا، والسنغال، ووكيل وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية الدكتور/عبد العزيز بن سعيد.
ولاحظ المجتمعون بارتياح بالغ التقدم الكبير الذي تم إحرازه على المستوى العالمي في مجال مكافحة هذا المرض خلال الخمسة عشر عاما الماضية، وأكد المجتمعون أهمية زيادة التمويل وتكثيف الجهود الرامية للقضاء على الملاريا قبل حلول العام 2030م.

image
كما تم بهذه المناسبة تنظيم معرض للصور الفوتو غرافية بمقر البنك، للتعريف بخطر عدم القضاء على مرض الملاريا في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي . لبحث مدى التقدم المحرز على مدى السنوات الـ 15 الماضية لمكافحة مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه، والخطوات الواجب اتباعها من أجل القضاء على الملاريا، وخاصة في الدول الإسلامية.
وتعتبر الملاريا تهديدا يعيق التنمية العالمية، فأكثر من نصف سكان العالم عرضة للإصابة بها. وتكلف الملاريا القارة الأفريقية – التي تضم 23 دولة عضوا في منظمة التعاون الإسلامي – سنويا نحو 12 مليار دولار أمريكي، في شكل إنتاجية مفقودة، وفي بعض الدول الأكثر إصابة بالوباء، يمكن أن تشكل التكلفة، ما يصل إلى 40٪ من الإنفاق على الصحة العامة.
وبفضل زيادة التمويل المخصص للمكافحة، وزيادة التنسيق في إطار الشراكة العالمية لمكافحة الملاريا، انخفضت معدلات الوفيات الناتجة عن هذا المرض في جميع أنحاء العالم بنسبة 47٪ ، وبنسبة 54٪ في أفريقيا وحدها منذ عام 2000م. وتشير التقديرات إلى أنه، منذ عام 2001م، تم إنقاذ نحو أربعة ملايين إنسان من حالات الوفاة الناجمة عن الملاريا، والغالبية العظمى لمن تم إنقاذهم، كانت من الأطفال تحت سن الخامسة.
وبالنسبة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، فقد كان للدعم القوي من قيادات الدول الأعضاء، وكذلك الدعم المقدم من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا الدور الأبرز في تعبئة أكثر من أربعة مليارات دولار أمريكي لمشاريع مكافحة الملاريا والقضاء عليها، وذلك منذ عام 2002م، بما في ذلك توزيع أكثر من 210 ملايين من الناموسيات المعالجة بمبيدات واقية من البعوض. وقد أدت الجهود المبذولة لمكافحة الملاريا إلى خفض نسبة الوفيات، لاسيما بين الأطفال، وذلك بنسبة 20٪ في الدول الواقعة جنوبي الصحراء الأفريقية الكبرى منذ عام 2000م، وهو ما أدى بدوره إلى جيل سليم صحيا من الشباب وبالتالي التقدم نحو بلوغ الهدف الرابع من الأهداف الإنمائية للألفية.

image
ورغم كل هذه الإنجازات الرائعة، إلا أنه ما زال هناك الكثير من العمل اللازم لإزالة العبء الصحي والتنموي الذي تشكله الملاريا على المجتمعات المسلمة، وفي جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من الجهود المبذولة، تقدر منظمة الصحة العالمية أن الملاريا لا تزال تسجل نحو 198 مليون حالة إصابة حول العالم كل عام، وتتسبب في وفاة نحو (584) ألف شخص سنويا، حوالي 80٪ منهم من الأطفال تحت سن الخامسة.
وخلال المناقشات التي تمت خلال اجتماع اليوم الخميس في جدة، دعا المشاركون لإلتزام الحكومات مكافحة هذا المرض الخطير بشكل أقوى، كما ناشد المشاركون أهل الخير والمنظمات غير الحكومية في الدول الإسلامية، من أجل اتخاذ كافة التدابير اللازمة للقضاء على الملاريا في دول منظمة التعاون الإسلامي بحلول عام 2030م بمشيئة الله. وأجمع المشاركون على أن زيادة التمويلات المخصصة للقضاء على هذا المرض،ستشكل عاملا حاسما من أجل تحقيق الهدف المتمثل في القضاء على الملاريا.
وهناك حاليا 13 دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي من بين الدول الـ 23 الأكثر تضررا من الملاريا في العالم، ويشكل تعداد المصابين بالملاريا في هذه الدول نحو 80٪ من حالات الإصابة بهذا المرض على الصعيد العالمي، بما في ذلك نيجيريا وأوغندا وموزمبيق وبوركينا فاسو والسودان والنيجر وغينيا وإندونيسيا وكوت ديفوار والسنغال والكاميرون وباكستان وبنين. وفي الدول الواقعة جنوبي الصحراء الأفريقية الكبرى على وجه التحديد، هناك 12 دولة عضو في المنظمة ضمن قائمة الدول الـ 18 ذات المعدلات الأعلى من حيث الإصابة بالملاريا، والتي تعتبر الملاريا فيها مرضا مستوطنا، وشكلت مجتمعة نحو 90٪ من حالات الإصابة بالملاريا في دول المنظمة في عام 2013م.
وقد أكد معالي الدكتور/ أحمد محمد علي، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، أن التنمية البشرية imageهي حجر الزاوية في أنشطة البنك التنموية، ولا يمكن تحقيقها إلا عن طريق القضاء تماما على الأمراض السارية، وفي مقدمتها مرض الملاريا الذي يشكل تحديا خطيرا يعيق جهود التنمية في الدول الأعضاء.
وأضاف رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية قائلا: “علينا أن نعمل معا لضمان أن تصبح الملاريا جزءا من التاريخ، فمن غير المعقول أن نتحدث عن التنمية دون أن يكون لدينا مجتمع صحيح ومعافى. فقد ظل وباء الملاريا واحدا من المشاكل الصحية التي تعمل دولنا الأعضاء بجد من أجل القضاء عليها. وينبغي أن يُنظر إليها على أنها مشكلة عالمية يجب أن تحل حلا نهائيا، والبنك الإسلامي للتنمية ملتزم بإداء الدور المنوط به في هذا الصدد ”
ومن جانبه أكد معالي الأستاذ/ إياد أمين مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في رسالة وجهها للمجتمعين بهذه المناسبة، على أهمية الصحة في تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية الشاملة، وأكد كذلك أن الصحة مسألة ذات أولوية على جدول أعمال المنظمة، حيث تعتبر الوقاية من الأمراض ومكافحتها من ضمن المحاور الستة الرئيسة لبرنامج عمل المنظمة الاستراتيجي في مجال الصحة (2014-2023). وأكد السيد مدني التزام المنظمة بمواصلة تعزيز التعاون المستمر مع الشراكة العالمية والصندوق العالمي لمكافحة الملاريا. وناشد الدول الأعضاء في المنظمة زيادة الاهتمام بمكافحة الملاريا والقضاء عليها وتعزيز الجهود الوطنية في هذا الصدد. وناشد بقوة الدول المانحة والمنظمات وأهل الخير في العالم الإسلامي زيادة المساهمات في جهود مكافحة الملاريا، لسد العجز الحالي الذي يحول دون تكثيف جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها.

وبدورها أشادت معالي الدكتورة/فاتوماتا نافو-تراوري، المدير التنفيذي للشراكة العالمية لمكافحة الملاريا، بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة في مجال مكافحة هذا المرض، بما في ذلك في بعض الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وأضافت السيدة تراوري قائلة : ولكن يبقى هناك الكثير من العمل ونحن ننتقل إلى جدول أعمال جديد للتنمية لما بعد عام 2015م، بينما أنظار وقلوب العالم أجمع متلهفة لتحقيق الهدف المنشود المتمثل في القضاء على الملاريا”. وما زالت الملاريا رغم كل الجهود المبذولة منتشرة في العديد من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وبالتالي فإن أكثر من نصف العبء العالمي لمكافحة ما تبقى من هذا المرض، تتحمله الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، حيث تقدر حالات الإصابة بالملاريا في هذه الدول بنحو (131) مليون حالة سنويا، ويبلغ عدد الوفيات نحو أربعمائة ألف حالة وفاة سنويا. علما بأن نحو 85٪ من حالات الملاريا في دول منظمة التعاون الإسلامي تحدث في الدول الأعضاء الواقعة جنوبي الصحراء الأفريقية الكبرى.
وأكدت السيدة تراوري ضرورة زيادة التمويلات المخصصة للقضاء على الملاريا، حتى نتمكن من مواصلة إنقاذ الأرواح ودفع جهود التنمية في دولنا. ودعت قادة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، سواءا من الدول الموبوءة أوالدول المانحة – على تعزيز التزامهم بجهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها حتى تزدهر مظاهر الحياة والتقدم في هذه الدول.”
وتجدر الإشارة هنا إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد قررت في عام 2007م، تخصيص يوم 25 أبريل من كل عام ليكون “اليوم العالمي لمكافحة الملاريا” ، ويجري الاحتفال بهذا اليوم سنويا، حيث يتم تسليط الضوء على الحاجة إلى استمرار جهود المكافحة العالمية لهذا المرض والالتزام المتواصل بمكافحة الملاريا والقضاء عليها نهائيا.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

RADEEMA تعلن عن إغلاق الملحقات التجارية بمراكش يومي الجمعة والسبت