رشيد سرحان
حقق المنتخب الوطني المغربي مساء الثلاثاء 14 أكتوبر الجاري،إنجازًا تاريخيًا جديدًا، بعد فوزه على منتخب الكونغو برازافيل بهدف دون رد، في المباراة التي احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، ضمن الجولة الأخيرة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، ليُصبح أول منتخب في تاريخ كرة القدم يحقق 16 انتصارًا متتاليًا على مستوى المنتخبات.
ورغم أن “أسود الأطلس” ضمنوا تأهلهم إلى المونديال مسبقًا، إلا أنهم دخلوا اللقاء بعزيمة لا تعرف التراخي، رغبةً في ترسيخ الصدارة وكسر الرقم القياسي العالمي المشترك مع إسبانيا وألمانيا، الذي ظل صامدًا منذ عام 2009.
بدأت المباراة بسيطرة مغربية مطلقة على مجريات اللعب، مع ضغط هجومي متواصل عبر انطلاقات حكيمي والزلزولي ودياز، غير أن التكتل الدفاعي للكونغوليين حرم أصحاب الأرض من الوصول إلى الشباك رغم كثرة المحاولات. ومع ذلك، لم يعرف الشوط الأول طريقه إلى الأهداف، إذ انتهى على وقع التعادل السلبي بعد فرص ضائعة أبرزها تسديدة إلياس بنصغير التي تصدى لها الحارس نديغا ببراعة.
ومع انطلاق الشوط الثاني، أجرى المدرب وليد الركراكي تغييرات هجومية كان أبرزها دخول يوسف النصيري، لتزداد الكثافة في الخط الأمامي، قبل أن يفك هذا الأخير شفرة الدفاع الكونغولي في الدقيقة الثالثة والستين، مستثمرًا تمريرة عرضية محكمة من أشرف حكيمي وضعها في الشباك بثقة وهدوء.
حاول المنتخب الكونغولي العودة في النتيجة عبر هجمات محدودة لم تقلق الحارس ياسين بونو، فيما استمر الضغط المغربي لتأمين الانتصار دون أن تُترجم الفرص اللاحقة إلى أهداف إضافية. ومع صافرة النهاية، دوّن “أسود الأطلس” فوزهم السادس عشر تواليًا، في سلسلة غير مسبوقة قاريًا وعالميًا.
وبهذا الانتصار، أنهى المنتخب المغربي التصفيات في صدارة مجموعته برصيد 21 نقطة، متقدمًا على النيجر (15 نقطة)، فيما تذيل الكونغو الترتيب بنقطة وحيدة. وجاء هذا الفوز ليعزز المسار التصاعدي للعناصر الوطنية، التي واصلت تألقها بعد فوزها الودي الأخير على البحرين بالنتيجة نفسها.
إنه انتصار جديد يكرّس التفوق المغربي في القارة الإفريقية، ويضع الكرة الوطنية على عتبة التاريخ، في انتظار تحديات المونديال حيث الطموح لا يتوقف عند حدود الإنجاز، بل يمتد إلى كتابة فصل جديد من المجد الكروي.
