المخرج والسيناريست هشام الجباري:  الكثرة تفقد المعنى وإضحاك “المغربي” مهمة صعبة

المخرج والسيناريست هشام الجباري:  الكثرة تفقد المعنى وإضحاك “المغربي” مهمة صعبة

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
151
0

الرباط: كلامكم/محمد بلال

في هذا الحوار يتحدث هشام الجباري.. المخرج والسيناريست والمنتج عن جديده التلفزيوني.. ورأيه في الأعمال الكوميدية بالخصوص التي تطالها الانتقادات، وهو مخرج لعدة أعمال تلفزيونية ناجحة سواء مع القنوات المحلية أو  قناة MBC..
هشام الجباري وقع على أعمال كانت لها بصمة في المشهد التلفزيوني: “سلمات أبو البنات”، “الماضي لا يموت”، “زواج الغفلة”، “مسك الليل”، “دار الورثة”، وفي السينما قدم عدى أعمال نذكر منها “حادة وكريمو”، “أنا ما شي أنا”.
وهو بذلك يعد من أبرز المخرجين الذين لهم بصمة في الدراما المغربية، مكنته من تحقيق شهرة كبيرة بفضل أعماله المختلفة.


ولعل ما يميز المخرج هشام الجباري هو تقديره لكل عمل يقبل على الاشتغال عليه كتابة أو إخراجا، وشغفه للعمل، رغم السنوات الطويلة التي قضاها في الميدان.


سألنا هشام في مستهل هذا الحوار:
برأيك لماذا تلاحق الانتقادات الأعمال التلفزيونية الفكاهية بالخصوص؟
“الكتابة الفكاهية فن، إبداع، وأسلوب، ينبغي أن يخلق بها الكاتب مواقف، مفارقات، وتتطلب مهارة ترجمة الفكرة، كتابة، وهو أمر ليس بالسهل، وإذا كنا ندرك جميعا بأن هذا النوع من الكتابة يمكن تعلمها والتمرس بها، خصوصا إذا كان الإنسان مرحا في حياته ويعشق الفكاهة ويداوم على قراءة هذا النوع من الإبداع في الفن والأدب، وهو الشيء الذي يغني معارف الكاتب.. يمكنه من انسياب الأفكار للخوض في هذا النوع من الكتابة..


حالة استغراب
بخصوص الانتقادات التي تطال الفكاهة التلفزية فإنني أستغرب قبل كل شيء للانتقادات التي تطال بعض الأعمال التلفزية وهي لم تعرض بعد.. أو هي بداية عرض حلقاتها الأولى أو الثانية من طرف بعض مواقع التواصل الاجتماعي، ويصفونها بالضحالة والهزالة.. دون أن يكلف البعض نفسه تشريح مضمون المعالجة والمقاربات الفنية والتقنية ومضمون وشكل المنتوج بشكل عام.. كل ما في الأمر أن البعض تقييمه في جملة واحدة: “عمل ضعيف ونقص في المضمون”‘.
الكثرة تفقد المعنى
وفي تقديري ينبغي اعتماد منطق التوازن في البرمجة على مستوى الدرام والفكاهة، وتجنب الافراط في برمجة المسلسلات الفكاهية المتتالية في يوم واحد في قنواتنا والتي تصل بالمشاهد إلى حد التخمة، وأعتقد بأن الكثرة تفقد المعنى.. في جميع المجالات، لأنه حين نقدم الأعمال الفكاهية بشكل مكثف فإن جل هذه الأعمال ستفقد قدرة إضحاك المشاهد ولن نختلف في كون التخمة تفقد العمل عنصر الإحساس بالضحك والدهشة والمتعة والتفاؤل.
المغاربة.. شعب الضحك
“ومما يزيد صعوبة الكتابة الفكاهية كون المشاهد المغربي يميل بطبعه وتغلب عليه روح المرح والنكتة، ويحب الضحك، وبالتالي فإن الحس الفكاهي حاضر بقوة في حياته اليومية، مما يجعل مهمة الكاتب والممثل صعبة جدا، لأنه من السهل أن يضحك بدعابته ونكته ولكن من الصعب أن تضحكه كممثل أو كاتب، وهنا تكمن صعوبة الكتابة الفكاهية.
الزيادة المفرطة
“لذلك أرى بأن المطلوب في هذا السياق أن يكون الكاتب لأي عمل فكاهي، سواء على مستوى المسرح أو التلفزيون أو السينما هو استحضار هذه الخصوصية في شخصية المشاهد المغربي المتميز برقي الذوق والمتشبع بروح المرح، وبالتالي فإنني أؤكد من جديد بأن عرض الأعمال الفكاهية بكثرة، وفي يوم واحد عبر قنواتنا وفي أوقات متلاحقة فإنه قد يضر بها أكثر، لأن الكثرة وفي هذه الحالة تفقد هذا العمل متعته وجاذبيته، وتأثيره على المشاهد، الذي نريده أن يستمتع ويثمن العمل، لأن في هذه الكثرة لا ننكر بأنه قد يغيب فيها الابتكار كتابة وإخراجا وأداء، ويفقد العمل بالتالي قوته، ولكن في نفس الوقت قد يكون العمل مقبولا، مضحكا ولكن يضيع وسط هذه (التخمة)، بل أن جمهور المشاهدين ومع هذه الكثرة سيستسهل عملية الإبداع في هذا النوع التشخيصي.
احترام المشاهد
بكل حب، ومسؤولية، يجب استحضار المشاهد المغربي، واحترام ذكائه، وثقافته، والكاتب والمنتج معا يجب أن يأخذا الوقت الكافي لتقديم عمل فكاهي يراعي معايير الجودة والقبول، أعمال في بناء للمواقف، فيها تشخيص وأداء احترافي وعمل يقوم على فكرة واضحة وقوية.
والأعمال الفكاهية تحتاج للوقت الكافي لتحضيرها، تصور بأن عرضا مسرحيا فكاهيا يخضع في كتابته، وعروضه التدريبية والتجريبية قبل العرض لفترة زمنية قد لا تخطر ببال الكثيرين.. ومدة العرض هي أقل بكثير من المدة الزمنية الإجمالية لسلسلة فكاهية.. وهي معادلة غير منطقية، لذلك فتصوير حلقة واحدة للتلفزيون تحتاج للوقت.. سواء على مستوى الكتابة أو التدريب أو التصوير.. أو المونتاج..
وأعيد التأكيد مرة أخرى بأن هناك أعمال تعرض في رمضان ولا تحظى بالقدر الكافي من المشاهدة، بل قد تثير (انتقاد) ذلك البعض/القليل ممن شاهدها وعند إعادة البث بعد شهر رمضان، نجد بأنها استأثرت بقبول المشاهد، وحققت نسب مشاهدة عالية، لذلك أدعو إلى تجنب ما أسميه “التخمة” من هذا النوع من الأعمال خلال شهر رمضان واعتماد توازن على مستوى الدراما في البرمجة في قنواتنا..

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

الملك يلقي خطابا بالبرلمان يوم غذ الجمعة

هيئة التحرير ذكر بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات