ثورة جيل Z الهادئة..

ثورة جيل Z الهادئة..

- ‎فيرأي
82
0

ذ. ادريس المغلشي

هل يمكن اعتبار ظهور جيل Z إعلان صريح على نهاية احزاب تقليدية تجاوزها التاريخ ام أنها انتفاضة مؤقتة ستختفي مع مرور الوقت؟ هناك معطى يؤكد انتهاء مرحلة سابقة تشتغل بأدوات تقليدية لم تستطع معها مسايرة كل التغيرات التي عرفتها الساحة المغربية فهي لم تستفد من أحداث سابقة كثورة 20فبراير بكل تداعياتها وحرصت على المحافظة على قيادات تجاوزها الزمن امام جيل من الشباب استطاعوا استثمار المشترك ، لإيصال رسائل توضح مطالبهم التي لن يختلف حولها اثنان الصحة والتعليم .يمكن اعتبار بروز هذا النوع من النضال إن شئنا القول كرفض لطريقة تدبير حكومي عقيم يقوده اخنوش ووزير الصحة والتعليم الذين ابانوا كالعادة عن عجز وسوء تدبير وتقصير وفضح جاهزيتهما في معالجة الإشكالات.مما سرع بظهور موجة ثانية من الإحتجاج التي تعاملت معها الداخلية للأسف الشديد وكالعادة في غياب التواصل لإيقاف مهزلة المنع وكشفت حقيقة أننا امام اجهزة لاتجيد سوى القمع ولاتعترف بفضيلة الحوار .

كل المتتبعين أجمعوا أمام توثر الأوضاع في قطاعات كثيرة وعلى رأسها الصحة والتعليم بعدما اشاروا لمجموعة من المؤشرات نسبة البطالة وانسداد الافق واوضحوا أن عوامل عديدة مرشحة لخروج شريحة مجتمعية مقهورة إلى الشارع للتعبير عن سخطها وتذمرها من الاوضاع وبعدما تبين ان جل المؤسسات بعيدة كل البعد عن الاهتمام بقضايا وهموم الناس وعدم اخذ مبادرة بحس استباقي للاستماع إليهم واتخاذ إجراءات تخفف من درجة التوثر ونزع فتيل الازمة وجعل المواطن في قلب اهتمامات الحكومة والالتفات إلى قضاياه بشكل مستعجل من أجل ان يحس بانتمائه إلى الوطن وبما يحفظ كرامته .لكن يبدو أن المدبر الحكومي لايستشعر درجة الازمة وغير مبالي بالأوضاع الكارثيةمع الاستهانة بها مما يمكن اعتبارها مغامرة غير محمودة العواقب قد لانعلم منتهاها .
لكن من غريب ماشاهدنا من صور وسمعناه من تصريحات تلك التي تعيدنا إلى مساحة سؤال الديمقراطية وحرية التظاهر والتعبير عن قضايانا المصيرية،وان نعاين اعتقالات بالجملة لشباب اختار بكل مسؤولية الإفصاح عن معاناته بعدما اغلقت في وجهه كل أبواب المؤسسات ولم يتبق امامه سوى الشارع ووسائل التواصل الإجتماعي والمنابرالحرة المعروفة بحريتها وحيادها. المدهش في الأمر أن نتابع بالتزامن مع كل ماسبق مشهدين يجسدان بشكل صريح التباين والتفاوت بين أجيال سابقة وليس جيل Z لوحده .المشهد الاول حوار دار بين محامي وشاب مغربي حيث لقن هذا الاخير استاذ القانون درسا لن ينساه في الوطنية فرد عليه من خلال ثلاث نقاط مهمة ورئيسية في اعتقادي .الامر الاول هدوء الرد دليل على القوة أمام صراخ المحامي المنفعل.الامر الثاني أخرج الشاب بطاقة تعريفه الوطنية ليضعها على راسه موجها خطابه مرة أخرى للمحامي بكل وعي ومسؤولية: أنا وطني أكثر منك ووطنيتي على عيني وعلى راسي .الأمر الثالث .أن يرد الشاب المغربي الحر بشكل حاسم:أنت لي مشري ومدفوع لك الثمن مادمت تتهم الآخرين بهذه التهمة الثقيلة .وإذا كان لديك دليل فمكانه المحكمة وليس هنا. فيما مشهد ثاني يلخص الحكاية ويكشف بوضوح ازمتنا السياسة بعدما شاهدنا كيف اتفق زعيمان مع التفاوت في السن طبعا على الخروج أمام مؤيديهم بنفس الدور بكاء على المنصات ومنديل لتجفيفها فيما يشبه دموع التماسيح .فأدركت بعد متابعة المهزلة ان المشهدين المختلفين طبعا يؤكدان بمالايدع مجالا للشك ان خروج جيل Z له مبررات عديدة ولعل من اهمها بقاء قيادات كرتونية متشبتة بالكراسي في ظل ازمة بنيوية غير حاضرة في تفكيرهم ولا في اجنداتهم للأسف الشديد .ليس بمثل هؤلاء من تسببوا في الازمة سنحقق التغيير
ذ. ادريس المغلشي .

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

المخرج السينمائي حكيم قبابي يعيش “يوما طويلا”

كلامكم-الرباط: محمد بلال عبر المخرج السينمائي حكيم قبابي