السعدي و”خرجة الخرجة”: قراءة ساخرة في شخصية “المصفق الرسمي”

السعدي و”خرجة الخرجة”: قراءة ساخرة في شخصية “المصفق الرسمي”

- ‎فيرأي, في الواجهة
338
0

بقلم: نورالدين بازين

لحسن السعدي ما كيتركش أي فرصة باش يحوّل أي كلمة من رئيس الحكومة إلى “حدث تاريخي”. الخرجة الأخيرة ديال أخنوش، حسبو، ماشي غير “مداخلة” عادية، ولكن “خرجة أربكت الخصوم”. الخطاب هنا كيستعمل نفس القاموس العسكري: إرباك، خصوم، معارك، وكأن السياسة ساحة حرب، والسعدي الناطق الرسمي باسم الانتصارات اليومية.

السعدي دائماً كيرجع نفس الأسطوانة: “الخصوم متضايقون”، “الخصوم مرتبكون”، “الخصوم لم يهضموا الحصيلة”. هاد الخطاب فيه واحد الفكرة الضمنية: أي انتقاد للحكومة ماشي نابع من مشاكل موضوعية فالمجتمع (غلاء معيشة، بطالة، تعليم..)، ولكن مجرد “غيرة” من نجاح الحكومة. بهاذ الطريقة، كيبقى الخصم السياسي مجرّد شماعة كيعلّق عليها السعدي أي ملاحظة مزعجة.

واحدة من المفارقات الطريفة فخطاب السعدي، هي أنو كيعتبر مجرد “إثارة النقاش” نجاح كبير. بمعنى آخر، إذا تكلم أخنوش وأثار الجدل، فهذا دليل على أن الحكومة قوية، حتى ولو كان الجدل انتقادات لاذعة أو سخرية لاذعة من الشارع. فالمنطق ديال السعدي: “يتكلمون عنا، إذن نحن موجودون”.

السعدي كيحاول يقنع الرأي العام أن الأحرار اليوم كيصنعو “الحدث السياسي”، وأنهم غيّرو المفهوم القديم للأحزاب اللي سماها “الدكاكين الانتخابية”. لكن الإشكال أنو هاد “الحدث” غالباً ما كيتحوّل إلى “حدث لغوي”، أي مجرد تصريحات منفوخة بلا أثر ملموس على حياة الناس اليومية. النتيجة: النقاش حاضر بقوة، لكن الفعل التنموي كيجي ضعيف أو متأخر.

المبالغة اللي كيمارسها السعدي فالتنويه بالحكومة، كتطرح سؤال عميق: واش فعلاً الحزب محتاج كل مرة يخرج فيها رئيس الحكومة بكلمة، يكون عندو مترجم سياسي بحال السعدي يفسّر للناس المعنى العميق ديالها؟ أم أن الأمر مجرد محاولة لإطالة عمر الخطاب الحزبي عبر نفخ أي خروج إعلامي وتحويلو إلى “درس للأمة”؟
الجواب واضح: خطاب التطبيل الزائد كيعطي أثر معاكس، بحيث كيخلّي الرأي العام يشوف فالسعدي صورة “المصفق الرسمي” أكثر من السياسي اللي عندو قراءة نقدية متوازنة.

الخرجة ديال أخنوش بالفعل أثارت نقاشاً، ولكن خرجة السعدي أثارت سؤالاً أكبر: من اللي غادي يربك الآخر أكثر؟ رئيس الحكومة بخرجاته المحسوبة، ولا السعدي بخطابه المبالغ فيه، اللي كيزيد يخلّي المشهد السياسي بحال مسرحية فيها بطل واحد وصفّاق مخلص؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

مراكش.. إيقاف بلجيكي وفرنسي من أصول مغربية بسبب تهور ومحاولة رشوة الشرطة

خولة العدراوي تمكنت عناصر الشرطة بولاية أمن مراكش،