هيئة التحرير
خيبة أمل كبيرة تعيشها ساكنة صخور الرحامنة بعد أن تحوّل مهرجان الطلبة والرمى والخيالة في دورته الثامنة عشرة، المنظم ما بين 21 و24 غشت الجاري تحت شعار “التراث المغربي في قلب الرحامنة.. وحدة تنبض بالتنوع”، إلى نسخة مرتبكة فقدت الكثير من بريقها، وسط اتهامات للصراعات السياسية والحملات الانتخابية المبكرة بإجهاض نجاحه.
فبالرغم من الشعارات المرفوعة قبيل انطلاق الدورة، فوجئ الجمهور بإلغاء ثلاثة أنشطة، منها الندوة الفكرية التي كان سيؤطرها الدكتور محمد الغالي، عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، والدكتور محمد الناجي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير. والتي ألغيت في آخر لحظة مما يبرز الإرتباك الكببر لدى اللجنة المنظمة،كما تقرر نقل السهرة الكبرى إلى مدينة بنجرير بحجة ضيق الفضاء المحلي،، بمسافة تبعد ب 37 كلم وهي المسافة الرباطة بين صخور الرحامنة وبن جرير، وهو ما اعتبره المتتبعون إقصاءً للساكنة، خاصة أنها كانت تنتظر مشاركة فنانين بارزين من حجم نجم الراب “البينغ” والمغنية سعيدة شرف. إلى جانب ذلك، أُلغيت الأمسية الزجلية الكبرى، لتطرح علامات استفهام عريضة حول جدية التنظيم.
لكن خلف هذه الارتباكات التنظيمية، تكشف مصادر محلية أن السياسة لعبت دوراً محورياً في هذا الفشل. فالمهرجان، الذي يفترض أن يكون واجهة للتراث والثقافة، تحول إلى ساحة تتجاذبها الصراعات الحزبية الضيقة والحملات الانتخابية قبل أوانها، وهو ما انعكس سلباً على برمجته ومستواه العام.
ويجمع متتبعون على أن الحسابات السياسية الضيقة ساهمت في ضرب المهرجان في عمقه، إذ طغى منطق تصفية الحسابات والمنافسة الانتخابية المبكرة على منطق خدمة الصالح العام، مما أفقد التظاهرة بريقها، وحرم ساكنة صخور الرحامنة من احتفال ثقافي وفني كانوا ينتظرونه منذ أشهر.
لتظل بذلك الدورة الثامنة عشرة عنواناً للفشل، وتطرح معها أسئلة جوهرية: هل يمكن للمهرجان أن يستعيد بريقه بعيداً عن الصراعات السياسية؟ أم أن مستقبله بات رهينة للحسابات الانتخابية التي تتغذى من هكذا مناسبات؟
