مارستان سيدي إسحاق بمراكش.. معلمة تاريخية تتحول إلى مستودع للسلع وسط صمت السلطات

مارستان سيدي إسحاق بمراكش.. معلمة تاريخية تتحول إلى مستودع للسلع وسط صمت السلطات

- ‎فيفي الواجهة, مجتمع
368
التعليقات على مارستان سيدي إسحاق بمراكش.. معلمة تاريخية تتحول إلى مستودع للسلع وسط صمت السلطات مغلقة

خولة العدراوي/ تصوير: ف. الطرومبتي

رغم خضوعه لعملية ترميم حديثة قصد صيانة ذاكرته المعمارية والتاريخية، يعيش مارستان سيدي إسحاق بالمدينة العتيقة لمراكش وضعاً صادماً، بعدما تحولت بوابته الرئيسية إلى فضاء محتَل من طرف بعض باعة الفواكه الذين اتخذوه مكاناً لتخزين سلعهم، في انتهاك صارخ لقيمة الموقع الذي يعود تاريخ بنائه إلى سنة 1930.

المفارقة أن الجهود التي بُذلت في الترميم وما صرف عليها من ميزانيات عمومية كان الهدف منها إعادة الاعتبار لهذا الموروث التاريخي، لكن غياب المراقبة حول المعلمة إلى مرتع للعشوائية. المشهد اليوم يجسد تناقضاً واضحاً بين ما يُكتب في تقارير المحافظة على التراث وما يعيشه الواقع من استهتار وتهميش.

عدد من المهتمين بالتراث يعتبرون أن ما يحدث عند بوابة المارستان إهانة للذاكرة التاريخية للمدينة الحمراء ويطرحون تساؤلات حول كيف يُسمح بتحويل معلمة تاريخية إلى مستودع للسلع تحت أنظار السلطات ولماذا يُترك الباعة يحتلون فضاءً مرمماً بأموال عمومية دون أدنى محاسبة وهل مصير باقي المآثر التاريخية سيكون مشابهاً أمام تمدد العشوائية.

إن استمرار هذا الوضع يكرس صورة سلبية عن المدينة العتيقة التي تعتبر رصيداً حضارياً وإنسانياً مسجلاً ضمن التراث العالمي لليونسكو، ويضع السلطات المحلية والجماعية أمام مسؤولياتها المباشرة في حماية المآثر من التشويه والاندثار. الساكنة وجمعيات المجتمع المدني ترفع أصواتها مطالبة بتدخل عاجل وحازم لإخلاء محيط مارستان سيدي إسحاق من مظاهر الاحتلال والفوضى حتى يستعيد الموقع مكانته الطبيعية كجزء من الذاكرة التاريخية لمراكش بدل أن يظل مجرد واجهة محتلة وسط لامبالاة رسمية.

يمكنك ايضا ان تقرأ

مراكش مدعوة لتخليد اسم عمر الجزولي بإطلاق اسمه على إحدى الأنفاق الجديدة.. وفاء لروح عمدة

نور الدين بازين في مثل هذه الأيام من