خولة العدراوي
في زوايا صامتة من المدن والقرى المغربية، تحدث جرائم لا ترى بالعين المجردة، لكنها تترك آثارا لا تمحى في أجساد صغيرة لم تتعلم بعد كيف تدافع عن نفسها.
اغتصاب الأطفال ليس مجرد انتهاك جسدي بل هو تدمير لطفولة، وثقة، وإنسانية.
تتكرر قصص متشابهة بعضها يصل الى الاعلام ، وبعضها يدفن في الصمت العائلات خوفا من الفضيحة او وصمة العار .
أطفال في عمر الزهور ينتزع منهم الأمان ويتركون في مواجهة عالم لا يرحم. الجناة غالبًا ما يكونون من محيط الضحية، أشخاص تثق بهم وتجمعك بهم الظروف مما يجعل الجرح أعمق والخيانة أشد.
البشير وموسم مولاي عبد الله: حين يتحول الاحتفال إلى كابوس
ذهب البشير الى مهرجان الخيل، الأهازيج، الزينة، والفرح الذي يملأ الأرجاء رفقة صديقه يحمل في قلبه براءة الأطفال وحماسة الاكتشاف وقع البشير ضحية لجريمة بشعة. أربعة عشر رجلًا، شلا يمكن وصفهم إلا بـ”وحوش آدمية”تناوبوا على اغتصابه محطمين جسده ونفسيته
طفل رأس الما: المخيم الذي تحول إلى سجن
المؤطرون الذين يفترض أن يكونوا قدوة ومصدر أمان استغلوا سلطتهم وانفرادهم بالطفل، وارتكبوا بحقه جريمة اغتصاب متكررة. لم يكن يجرؤ على البوح فكل من حوله كان جزءًا من الخوف. عاد إلى بيته يحمل جرحًا لا يُرى، لكنه ينزف داخله كل يوم.
جيداء: زهرة خنقت في مهدها
جيداء، طفلة في الخامسة، كانت تملأ بيت أهلها ضحكًا ومرحًا،اغتصبها عمها،الذي لم يتجاوز السادسة عشرة اغتصبها ثم خنقها بيديه، وألقى بجثتها الصغيرة في حاوية قمامة، وكأنها شيء لا قيمة له. الجريمة هزت الرأي العام، وأثارت موجة غضب عارمة، خصوصًا أن الجاني كان من داخل الأسرة.
ما هذه الى بعض القضايا من بين الكثير و الكثير من ضحايا شبح البيدوفيليا و الامراض النفسيين الدين يقتنصون ضحاياهم من بين براءة الطفولة ليشبعون نزواتهم المريضة.
يرى معظم الباحثون أن تفشي ظاهرة اغتصاب الأطفال في المغرب مرتبطة بضعف التربية الجنسية داخل الأسر والمؤسسات التعليمية وغياب الوعي بخطورة الجريمة في بعض الأوساط الاجتماعية، حيث ينظر إليها أحيانًا كمجرد “انحراف سلوكي”، انتشار أطفال الشوارع والتفكك الأسري، ما يجعل بعض الأطفال فريسة سهلة للمعتدين.
كل هذه العوامل لا يمكنها ان تكون السبب وراء اغتصاب الاطفال بل يمكننا الحديث عن انهيار القيم، عن مرض متجذر في نفوس بعض البشر الذين لا يكتفون بسلب الجسد، بل يسلبون الطفولة والبراءة والحق في الحياة الآمنة. هؤلاء المعتدون لا يعانون فقط من اضطراب، بل من انعدام تام للضمير، من وقاحة لا يمكن وصفها ومن ظلام داخلي لا يغسل بأي تبرير.