طارق أعراب
شهدت منطقة سيدي بوعثمان التابعة لإقليم الرحامنة، مساء أمس، واقعة خطيرة كادت أن تتحول إلى كارثة حقيقية، بعدما أقدمت عناصر يُشتبه في انتمائها لعصابة إجرامية على نصب كمين خطير لقطار الخط السريع الرابط بين طنجة ومراكش، عبر وضع قنينات ماء مملوءة بالحجارة على السكة الحديدية.
ووفق مصادر محلية متطابقة، فقد تسبب هذا الفعل الإجرامي في صدمة قوية أثناء مرور القطار، ما أدى إلى توقفه الاضطراري لمدة طويلة وسط الظلام، وهو ما أثار ذعرًا شديدًا في صفوف الركاب، الذين لم يستوعبوا في البداية طبيعة ما وقع.
وأكدت نفس المصادر أن الحادث وقع بعدما اصطدم القطار بالحواجز المفخخة الموضوعة بعناية وسط السكة، والتي تمثلت في خمس قنينات مملوءة بالحجارة، تم تثبيتها بطريقة توحي بتخطيط مسبق لاستهداف وسيلة النقل أو التسبب في عرقلة حركتها.
وفور وقوع الحادث، حلّت بعين المكان عناصر الدرك الملكي والسلطات المحلية لتطويق محيط الواقعة، وتأمين سلامة المسافرين، حيث تم إطلاق تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قصد تحديد هوية المتورطين في هذا العمل الخطير الذي يُعد تهديدًا مباشرًا لأرواح المواطنين ولسلامة وسائل النقل الوطنية.
ويأتي هذا الحادث في سياق ارتفاع حوادث اعتراض أو تخريب خطوط السكك الحديدية ببعض المناطق النائية، وهو ما يُعيد النقاش حول الحاجة إلى تعزيز المراقبة الأمنية بكاميرات المراقبة والدوريات المنتظمة، خاصة في المقاطع التي تمر عبر مناطق معزولة أو غير مأهولة.
وأعرب عدد من المسافرين عن استيائهم من الحادث الذي أربك رحلتهم وتسبب في توتر شديد، مطالبين بتوفير مزيد من الحماية على طول السكك، وضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات التي قد تكون عواقبها وخيمة.
تبقى التحقيقات مفتوحة إلى حين تحديد المسؤولين عن هذا الكمين الخطير، وتقديمهم للعدالة، في وقت تُواصل فيه الجهات الأمنية تعبئة مواردها لضمان الأمن العام، وحماية مرافق النقل الحيوية من كل تهديد محتمل.
