خديجة العروسي
وجهت تنسيقية جمعيات السوق السياحي الكبير ومحيطه السمارين بمراكش شكاية رسمية إلى والي جهة مراكش آسفي، تطالب فيها بفتح تحقيق عاجل في ما أسمته “النتائج الكارثية” لمشروع تثمين وترميم الأسواق السياحية، الذي تم تنفيذه مؤخرا بالمنطقة دون تحقيق الأهداف المرجوة.
وجاء في الشكاية، المؤرخة بتاريخ 17 يونيو 2025، والموقعة من طرف أكثر من عشر جمعيات مهنية، أن المشروع الذي رُوّج له كمبادرة لتأهيل الفضاء التجاري وإنعاش السياحة وتعزيز الجاذبية الاقتصادية والثقافية للسوق، انتهى إلى نتائج كارثية، أدت إلى تدهور البنية التحتية وتفاقم معاناة التجار والزوار، بدل تحسينها.
أبرزت الشكاية أن السوق يعاني من تسرب مياه الأمطار، غياب التهوية، ورداءة مواد البناء المستعملة، واستخدام خشب دون جودة، وافتقاد المشروع لانسجام بصري ومعماري مع هوية السوق التاريخي، مما انعكس سلبًا على جاذبية المكان وتسبب في أضرار مادية جسيمة للتجار.
كما أشارت الجمعيات إلى سوء التنسيق وغياب المتابعة من طرف الجهات المشرفة على المشروع، وغياب الفاعلين المحليين عن مراحل التصميم والتنفيذ، مما ساهم في تفاقم الوضع وفشل المشروع في تلبية الحاجيات الفعلية للمجتمع المهني المحلي.
وطالبت التنسيقية في مراسلتها بـ:
- فتح تحقيق فوري لتحديد المسؤوليات وتقييم الأضرار.
- إصلاح الأعطاب الهيكلية، خاصة الأسقف وتهوية الفضاءات.
- إشراك المهنيين والجمعيات المحلية في أي مشاريع مستقبلية.
- اعتماد معايير الجودة والاستدامة في أي عملية تأهيل أو إصلاح لاحق.
وأكدت الجمعيات المهنية الموقعة على البيان، أنها لن تتردد في اتخاذ كافة الإجراءات المشروعة للدفاع عن السوق السياحي الكبير ورد الاعتبار إليه، داعية إلى تدخل استعجالي ينقذ ما تبقى من هوية الفضاء ويعيد الاعتبار للحرفيين والتجار الذين أصبحوا يعيشون وضعًا لا يُطاق.
وتجدر الإشارة إلى أن الشكاية وُجهت كذلك إلى عامل عمالة مراكش، والمدير الجهوي لوزارة الثقافة، ومدير الوكالة الحضرية، والمدير الجهوي للصناعة التقليدية، وهو ما يعكس جدية المطالب ورغبة المهنيين في فتح صفحة جديدة تقوم على الإنصات والمحاسبة والإنقاذ.
