حكيم شيبوب-تصوير:ف. الطرومبتي
قررت السلطات المحلية بمدينة مراكش السماح بدخول سيارات الأجرة بصنفيها (الكبيرة والصغيرة) إلى ساحة جامع الفنا خلال فترة زمنية محددة تمتد من الساعة الخامسة صباحًا إلى الساعة الحادية عشرة قبل الزوال، مع التشديد على معاقبة كل من يخالف هذا القرار.
القرار، الذي يدخل في إطار جهود تنظيم السير والجولان وتحسين جمالية الساحة التاريخية، يأتي بعد شكايات وملاحظات متكررة من فعاليات محلية وزوار، عبّروا عن استيائهم من حالة الفوضى العارمة التي تشهدها الساحة، خاصة في الجهة المقابلة للهلال الأحمر المغربي، حيث تنتشر الشاحنات والعربات بشكل عشوائي، مما يُشوّه المنظر العام ويعيق حركة السير ويهدد سلامة الزوار.
وقد أكدت مصادر مطلعة أن هذا القرار جاء بعد سلسلة اجتماعات تنسيقية بين السلطات المحلية والأمنية وممثلي قطاع النقل، حيث تم الاتفاق على تحديد أوقات واضحة لدخول سيارات الأجرة بما يضمن تلبية حاجيات الزوار في الفترة الصباحية، دون التأثير على انسيابية الحركة أو الطابع الجمالي والمعماري للمكان.
كما تم التنبيه إلى أن أي خرق لهذا القرار سيُواجه بإجراءات عقابية صارمة، تتراوح بين تحرير مخالفات وحجز العربات وصولًا إلى التوقيف المؤقت عن العمل بالنسبة لأصحاب سيارات الأجرة المتورطين في التسيّب.
في المقابل، لازالت الفوضى الناتجة عن تواجد الشاحنات ومركبات نقل البضائع وسط الساحة تطرح علامة استفهام كبيرة، في ظل غياب تنظيم دقيق لهذا النوع من المركبات، وهو ما يطالب مهتمون بالشأن المحلي بتداركه في أقرب وقت، حتى لا تتحول ساحة جامع الفنا إلى ساحة للشاحنات بدل أن تبقى فضاءً تراثيًا وسياحيًا بامتياز.
القرار في مجمله لقي ترحيبًا حذرًا من طرف بعض المواطنين والمهنيين، الذين اعتبروا أنه خطوة أولى ينبغي أن تُتبع بإجراءات إضافية تشمل محاربة كل مظاهر الفوضى والعشوائية في محيط الساحة، وتوفير نقاط توقف منظمة ومرخصة لسيارات الأجرة، وتخصيص ممرات واضحة لحركة الزوار، مع الحفاظ على الطابع التراثي للساحة الذي يشكل أحد أعمدة جاذبيتها العالمية.
ويبقى الرهان الأساسي، بحسب متابعين، هو مدى صرامة التنفيذ واستمرارية المراقبة الميدانية من طرف السلطات، حتى لا يتحول القرار إلى مجرد إجراء إداري يُضاف إلى أرشيف القرارات غير المفعّلة.
