ندوة دولية بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش: عندما تعيد الهندسة المعمارية والسينما رسم الحدود

في إطار التكوين الأساسي للسنة الجامعية 2024/2025، تنظم المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بمراكش (ENAM) ندوة طموحة متعددة التخصصات بعنوان: “الهندسة المعمارية، السينما والعتبة: استكشاف الفضاءات الحدودية”. وستُعقد هذه الندوة يوم 14 ماي 2025 من الساعة 10:30 إلى 12:30 بتوقيت مراكش / 11:30 إلى 13:30 بالتوقيت الإيطالي، عبر منصة Google Meet. وتندرج هذه المبادرة ضمن مقاربة بيداغوجية مبتكرة تهدف إلى توسيع آفاق الإبداع لدى مهندسي المستقبل.

استكشاف الحدود الإبداعية
بتنسيق من فريق من الخبراء الدوليين يضم كلًا من الأساتذة المهندسين المعماريين جيوفاني سانتي، فيرونيكا فيتييلو، وإمانويلي ليبوريللي، تتناول الندوة العلاقة بين الهندسة المعمارية والسرد البصري. فكيف يمكن للسينما، باعتبارها فن الحركة والفضاء، أن تلهم مقاربات معمارية جديدة؟ تُستخدم “العتبات” – وهي الفضاءات الانتقالية بين الداخل والخارج، وبين الواقعي والمتخيل – كخيط ناظم لاستكشاف مفاهيم مثل انسيابية الأشكال، الإدراك الحسي، والبعد الرمزي للمنشآت.

ويُعد هذا الموضوع محوريًا لطلبة ENAM، الذين يُهيؤون لتصور العمارة ليس فقط كتخصص تقني، بل كلغة فنية أيضًا. ومن خلال دمج تقنيات مستمدة من السينما (مثل التصور المسبق، الإخراج، التحكم في الإضاءة)، تحفز الندوة تفكيرًا شموليًا حول تصميم الفضاء، مما يُعِد المعماريين لمواجهة التحديات الجمالية والاجتماعية لمدن المستقبل.

ماتيو كوسي: جسر بين عالمين
من أبرز المشاركين في هذه الدورة ماتيو كوسي، الحاصل على شهادة في السينما والإعلام من جامعة تورينو، وأحد مؤسسي مجموعة Cossi Bros (إيطاليا). كوسي منتج ومخرج وكاتب سيناريو متمرس، تلقى تكوينه بين فلورنسا وروما وأكاديمية نيويورك للأفلام، ويجسد هذا التلاقي بين التخصصات. وستُسلط مداخلته الضوء على كيفية إغناء الممارسة المعمارية بأساليب السرد السينمائي مثل المونتاج، التكوين البصري، والإيقاع الزمني، خاصة في تصميم الفضاءات العامة أو المشاريع ذات الطابع الثقافي البارز.

ابتكار تربوي وانفتاح دولي
تنظم الندوة بالكامل عبر الإنترنت من خلال منصة Google Meet (الرابط: http://meet.google.com/mev-gliw-sge)، وهي موجهة للطلبة والمهنيين الراغبين في تطوير مهاراتهم. ويؤكد الطابع العابر للحدود للندوة – بمشاركة متدخلين من المغرب وإيطاليا – التزام ENAM بتشجيع الحوار الثقافي. كما تم استغلال الفارق الزمني بين المغرب وإيطاليا بذكاء لتيسير التفاعل وضمان مشاركة أوسع.

تكوين مهندسين-مبدعين
من خلال فتح آفاق متعددة التخصصات أمام طلبتها، تؤكد ENAM مراكش مرة أخرى ريادتها في التعليم المعماري. فالندوة لا تقتصر على نقل المعارف التقنية، بل تسعى إلى تنمية الحس الفني والنقدي الضروريين لتصور فضاءات تنطق بالحكايات. وفي عالم تتلاشى فيه الحدود بين الواقعي والافتراضي، يصبح تكوين مهندسين معماريين قادرين على التفكير “خارج الجدران” ضرورة ملحة.

موعدنا يوم 14 ماي 2025 للمشاركة في هذا الاستكشاف الجماعي للحدود – وخاصة، لما يتجاوزها.