هل رفع نزار بركة يده عن جهة مراكش آسفي؟ تساؤلات عن الغياب السياسي لحزب الاستقلال في معقل انتخابي مهم

هل رفع نزار بركة يده عن جهة مراكش آسفي؟ تساؤلات عن الغياب السياسي لحزب الاستقلال في معقل انتخابي مهم

- ‎فيسياسة, في الواجهة
396
0

نورالدين بازين

يثير غياب نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، عن التفاعلات السياسية والتنظيمية بجهة مراكش آسفي، تساؤلات عدة في الأوساط السياسية والمراقبين للشأن الحزبي. فهل يتعلق الأمر بإعادة ترتيب الأوراق داخل التحالف الحكومي؟ أم أن الأمر يعكس تراجعًا متعمّدًا لحزب الميزان عن أحد المعاقل الانتخابية التي كانت تحظى برهانات كبرى في السابق؟

منذ الانتخابات التشريعية والجماعية الأخيرة، احتفظ حزب الاستقلال بحضوره في بعض الجماعات والدوائر داخل جهة مراكش آسفي، إلا أن قيادة الحزب، وعلى رأسها نزار بركة، لم تظهر إشارات واضحة على نية دعم هذا الحضور أو تطويره، رغم تعاقب المحطات التنظيمية واللقاءات الجهوية لباقي الأحزاب في الأغلبية الحكومية، مثل التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة.

التحالف الثلاثي الحاكم (الأحرار، البام، الاستقلال) يشهد تذبذبًا في التنسيق على المستوى الجهوي، خاصة في مراكش آسفي، حيث تتصدر فاطمة الزهراء المنصوري (البام) واجهة التدبير المحلي، بينما يعاني الاستقلال من تراجع دوره كمكون فعّال، سواء في المجالس المنتخبة أو في التأطير الحزبي. فهل قرر نزار بركة ترك الساحة لحلفائه مقابل ضمانات مركزية؟ أم أن هناك تهميشًا داخليًا لصقور الحزب بالجهة؟

وقد لاحظ متتبعون أن بركة لم يقم بأي زيارات تنظيمية للجهة في الفترة الأخيرة، ولا حضور في الأنشطة الحزبية، بل حتى في القضايا الساخنة التي تهم الجهة مثل مشاكل التعليم، السكن، الشغل، أو تدبير الشأن المحلي، يغيب صوت الحزب بشكل واضح. وهذا يطرح سؤالًا محوريًا: هل الجهة لم تعد أولوية لدى قيادة الاستقلال، أم أن هناك إعادة تموقع في ضوء ما بعد 2026؟

صراعات داخلية وتجاذبات خفية:

تشير بعض المصادر الحزبية إلى وجود خلافات تنظيمية داخل حزب الاستقلال بالجهة، بين وجوه تقليدية وشابة، وبين من يدافع عن استقلالية القرار الجهوي وبين من يطالب بالتبعية للقيادة المركزية. ويُقال إن نزار بركة آثر الابتعاد عن هذه التجاذبات، تاركًا الأمور تتدبر محليًا، ما خلق نوعًا من الفراغ القيادي على المستوى الجهوي.

سواء أكان الأمر تكتيكًا سياسيًا في انتظار استحقاقات قادمة، أم مؤشرًا على انسحاب فعلي، فإن غياب نزار بركة عن جهة مراكش آسفي يطرح أكثر من علامة استفهام حول مستقبل حزب الاستقلال في جهة تعتبر من أبرز القلاع الانتخابية والتدبيرية بالمغرب. فهل سنرى عودة قوية لحزب الميزان؟ أم أن اليد قد رُفعت فعلًا لصالح ترتيبات أكبر من مجرد تموقع جهوي؟

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

المسرحيون البيضاويون يوجهون نداءً مفتوحًا الوالي مهدية: “دعونا نصنع فنًا يليق بمدينة بحجم البيضاء”

طارق أعراب بلهجة تعبّر عن قلق متزايد داخل