خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
تشهد المدينة القديمة بمراكش وضعًا مقلقًا بسبب تدهور البنية التحتية وانتشار المباني الآيلة للسقوط، حيث يواجه كل من درب القاضي أزبزط ودرب المعدّة خطر الانهيار في أي لحظة، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة السكان وللإرث التاريخي العريق الذي تحمله هذه الأحياء.
و تعاني الأزقة العتيقة من تشقق الجدران وتآكل الأساسات بفعل الزمن وغياب الصيانة، وهو ما يجعل العديد من المنازل مهددة بالانهيار، خاصة في ظل الرطوبة وتهالك مواد البناء الأصلية. ويعيش السكان في قلق دائم، خشية أن تنهار عليهم بيوتهم في أي لحظة، خصوصًا خلال فترات الأمطار أو الهزات الأرضية الخفيفة التي تزيد من ضعف الهياكل.
ورغم النداءات المتكررة للساكنة، لا تزال الاستجابة من الجهات المعنية بطيئة وضعيفة خصوصا مؤسسة العمران، حيث لم يتم اتخاذ إجراءات حقيقية لترميم المباني الآيلة للسقوط أو نقل السكان إلى مساكن أكثر أمانًا. وتقتصر التدخلات على حلول ترقيعية لا تعالج المشكل من جذوره.
إلى جانب المخاطر التي تهدد السكان، فإن انهيار هذه المباني يمثل خسارة كبيرة للهوية المعمارية لمدينة مراكش، إذ تُعد هذه الأحياء جزءًا من النسيج التراثي العريق الذي جعل المدينة تصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. لكن مع غياب الصيانة والتدخل العاجل، أصبح هذا التراث في مهب الريح.
ويطالب السكان والمجتمع المدني السلطات المحلية ومؤسةة العمران بتحرك عاجل لحماية أرواح المواطنين والحفاظ على النسيج العمراني للمدينة القديمة. ويشمل ذلك ترميم المباني المهددة، وإيجاد حلول بديلة للأسر المتضررة، وإطلاق برامج تأهيل تضمن استدامة هذا التراث دون المساس بطابعه التقليدي.
وللإشارة، إذا استمر هذا الإهمال، فقد تستفيق المدينة ذات يوم على كارثة إنسانية ومعمارية، تضاف إلى سلسلة الخسائر التي طالت أحياء المدينة العتيقة. فهل تتحرك السلطات قبل فوات الأوان؟
