خديجة العروسي
في إطار المشروع الوطني لإعادة بناء وتأهيل المراكز الصحية، وضمن رؤية الملك محمد السادس لتعميم الحماية الاجتماعية، تم تخصيص ميزانية مهمة لتجديد المركز الصحي الحضري المستوى 2 بالحي الحسني بمراكش. وبعد انتهاء أشغال التهيئة والتجهيز، فتح المركز أبوابه أمام المواطنين لتقديم خدماته الصحية.
إلا أن هذا المشروع سرعان ما اصطدم بواقع احتلال الملك العمومي، حيث قام تجار “جوطية الحي الحسني” ببسط بضائعهم أمام المركز الصحي، محاصرين مداخله وسوره من كل الجهات. فقد عمد بعضهم إلى إخراج سلعهم من داخل السوق المجاور وافترشوها بمحاذاة المركز، مما جعله امتدادًا غير رسمي لـ”الجوطية”، متسببين في عرقلة حركة المرضى والمرتفقين.
ورغم تدخل السلطات العمومية مساء أمس لإزالة هذه العشوائية، حيث طلبت من التجار إخلاء محيط المركز، إلا أن هذا التدخل كان محدودًا في الزمن والتأثير، إذ عاد التجار بمجرد مغادرة القوات المساعدة، مستمرين في تحدي القانون وفرض الأمر الواقع.
وأثار هذا الوضع استياء سكان الحي، الذين أكدوا أن مثل هذا الاستهتار لم يكن ليحدث في عهد القايدة مريم، التي كانت تفرض النظام بحزم. ويطرح المواطنون تساؤلات حول موقف السلطات المحلية الحالية، وإن كانت ستتدخل بصرامة لإعادة الاعتبار للمركز الصحي، أم ستظل سياسة “غض الطرف” هي السائدة.
وفي انتظار تحرك جدي من الجهات المسؤولة، يبقى المركز الصحي الحضري الحي الحسني رهينة الفوضى، في مشهد يجسد استمرار ظاهرة احتلال الملك العمومي رغم كل حملات تحريره.
