نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي
قبل عقدين من الزمن، احتضنت منطقة منتزه مولاي الحسن بمراكش بطولة العالم للعدو الريفي، وكانت من أبرز الفضاءات الطبيعية التي تعكس الطابع البيئي والرياضي للمدينة الحمراء. اليوم، بعد أن صُرفت عليه ملايير الدراهم، تحول المنتزه إلى منطقة مهملة، يعجّ بالمشردين والسكارى، وسط غياب واضح للمراقبة والصيانة، في تناقض صارخ مع قيمته التاريخية والبيئية.
و يندرج المنتزه ضمن شارع المنارة، المصنف تراثًا وطنيًا منذ 1925، وهو جزء من منطقة منزوعة البناء تنتمي إلى عقار الشباب. كان يُفترض أن يستفيد من مشروع يتماشى مع مكانته الرمزية والتاريخية، إلا أن الواقع يعكس غياب أي رؤية واضحة للحفاظ على هذا الفضاء، مما جعله يتعرض للإهمال، ويُترك عرضة للفوضى.
و الموقع، بحكم موقعه القريب من حديقة المنارة، يتمتع بمؤهلات كبيرة يمكن استغلالها بشكل أفضل. ولتجاوز الوضع الحالي، من الضروري تبني مقاربة تشاركية بين مختلف المصالح المعنية، تهدف إلى: إعادة تأهيل المنتزه عبر أشغال الصيانة والبستنة، وإدراجه ضمن البرامج البيئية للمدينة، إحداث مرافق صحية قابلة للتفكيك، تحترم المعايير البيئية وتحسن من ظروف زوار المنطقة، تخصيص فضاءات لممارسة الرياضة مثل ممرات للجري، ومناطق للاستحمام، وأماكن محروسة للعائلات والرياضيين و إدراج المنتزه ضمن المزارات السياحية، وتحويله إلى منطقة مشجعين (Fan Zone) يمكن استغلالها خلال الفعاليات الرياضية والثقافية الكبرى.
و يُشكل منتزه مولاي الحسن فرصة ثمينة لتعزيز البنية التحتية الخضراء في مراكش، وتحويله إلى فضاء نموذجي يجمع بين الرياضة، السياحة، والاستدامة البيئية. إلا أن استمرار إهماله يجعله نقطة سوداء وسط المدينة، ويطرح تساؤلات حول غياب تدخل السلطات المعنية لإنقاذ هذا الفضاء من التدهور المتزايد.
هل تتحرك الجهات المسؤولة قبل فوات الأوان؟ أم أن ملايير الدراهم التي صُرفت على المشروع ستذهب هباءً دون أثر يُذكر؟