بروفايل رئيس الحكومة المقبل

بروفايل رئيس الحكومة المقبل

- ‎فيرأي, في الواجهة
313
2

الدكتور إسماعيل شعوف*

 

إنه الطموح، ذلك الذي يحرك القيادات الحزبية والسياسية للسعي نحو الظفر الصعب بحكومة المونديال كما درج على تسميتها في الوقت الراهن.
القيادات يعتد بقوتها بمعايير أساسية يجب أن تتوفر ضمنيا بأحزابها و بطرق تعبيرها المجتمعي و قدرتها على التواصل و درجة مقبوليتها من قبل المواطنين و المواطنات و بجرأة مواقفها في مختلف المحطات.
نعلم مسبقا أن المواطن نوعان مواطن بوعي سياسي و مواطناتي كبيرين و اهتمام بالشان العام و المحلي و مواطن اخر مصادر تلقيه للمعلومة مبنية على السماع من مصادر لا يتحكم في صحتها. هذه التركيبة لا ينبغي اهمالها فيما يخص تحليل نوعية القيادات التي ينبغي الدفع بها لقيادة حكومة المونديال.
فلنتطرق لمن ينظر اليهم كمرشحين لهذا الموقع الحساس في الدولة. أولا نجد قائد الاستقلاليين الاستاذ نزار بركة الشخصية اللطيفة و الكفاءة التي انبنى صيتها، سابقا و ليس الان، على الفترة التي شغل فيها منصب وزير الاقتصاد والمالية في الحكومات السابقة عندما توج كأحسن وزير للمالية في افريقيا و لكن بحياد كبير نزار بركة ليس شخصية المواجهة و الجماهير الشعبية لا ترى فيه تلك الكاريزما الكافية لتقبله كقائد للحكومة. إضافة إلى ذلك ما واجهه حزبه الذي تعثر و تأخر كثيرا في عقده لجمعه العام العادي و هذا دليل موضوعي على أن الاستاذ بركة لم يقنع حتى حزبه داخليا ليتأتى له اقناع الشعب المغربي الذي اصبح له اهتمام و تتبع و لو صوري بما يحدث وطنيا. عزيز أخنوش، زعيم الأحرار و رئيس الحكومة الحالية. هو زعيم مالي و ليس سياسي و هنا مكمن المشكل الذي يرافق كل الهجمات التي يتعرض لها نظرا لأن المال لا يصنع، بمجرد التعيين، القدرة على القيادة السياسية و الكاريزما الكافية لمجتمع متنوع و قادر على تسفيه كل قائد غير قادر على الاقناع من خلال تواصله الحزبي و الحكومي و البرلماني كذلك. ينضاف إلى ذلك تورطه في النقيضين أي تقديم نفسه كمستثمر يسعى لتنمية ثروته و في نفس الوقت هو الإدارة التي تضع معايير و شروط المشاركة في صفقات الدولة الكبرى أي ما يعرف دوليا بتضارب المصالح و الذي يعد مسألة غير قانونية في كل أنحاء العالم.
فاطمة الزهراء المنصوري. لن أتحدث عن كل صفاتها التي تعرف بها و تنعت بها من قبيل “إبنة الباشا” أو “المرأة الحديدية”. سأطرح مسارها الذي لا يمكن أن يمر منه قيادي الا و سيصنع منه قائدا استثنائيا بكل المقاييس.
انطلقت كشابة ترأس عمدية مراكش و ما أدراك ما مراكش سنة 2009 في زمن يعرف الجميع نوعية ساسة مراكش المتحكمين في كل شيء و بقدراتهم العجيبة على العرقلة و على تسفيه قيادة امرأة لمدينة كبرى و مهمة دوليا كمراكش. الجميع يعرف أن تدخلاتها آنذاك كعمدة و مواقفها حزبيا كانت مثيرة للدهشة و معبرة عن شخصية صنعت لها اسما بمراكش و بالمغرب. الجميع كذلك يتذكر وقوفها في مواجهة ديناصورات السياسة داخل حزبها و التي لم يكن بإستطاعة أي كان مجابهتها آنذاك بينما فاطمة الزهراء الشابة فعلت ذلك.
كوزيرة، قدرتها على الأداء و الانجازية تؤكدها الأرقام القياسية فيما يتعلق بعدد القرارات و القوانين و الإجراءات التي اتخذتها وزارتها في الاسكان والتعمير وسياسة المدينة. تؤكدها كذلك أجوبتها البرلمانية التي يستحسنها المواطنين و المواطنات بل إن تأثيرها الكاريزمي يظهر بشكل غريب حتى بين طارحي الأسئلة عليها داخل قبة البرلمان الذين يظهرون احتراما كبيرا عند طرحهم للأسئلة لا يتأتى لباقي الوزراء و الذي يرغب في التأكد ما عليه سوى إعادة حلقات البث لجلسات البرلمان على موقع يوتيوب. هي شخصية تحسن توقيت الظهور و التواري السياسي. عند ظهورها يكون تواصلها فعالا يحقق أهدافه و عندما تتوارى تمرر موقفا معينا أو تتجنب الضربات السياسية من الخصوم و الذين يتضح جليا أنهم يحسبون لها الف حساب كمرشحة بقوة لمنصب سيدة الحكومة الأولى في المغرب في المستقبل.
إضافة إلى ذلك، بالنسبة لي السياسي هو الذي يؤثر و ليس الذي يمر كشبح دون إحداث ضجات و لا تثار حوله الزوابع و الاشاعات و فاطمة الزهراء المنصوري شخصية مثيرة لاعجاب حتى منافسيها و تسيل مداد الصحافة المحلية و الدولية. كل هذا يجعل منسوب قبولها الشعبي كبيرا و في ازدياد.
هي شخصية مخضرمة تدرجت في مسارها السياسي و راكمت تجربة حزبية ليس بالهينة و انتصرت على أعتى السياسيين بالحزب. هذا الأخير من الواضح أنها استطاعت وضع سكته على المسار الصحيح و فترتها عرفت اجماعا على شخصها و نذرت النعرات و الأزمات الداخلية و تطور الحزب و تم تحديث هياكله وطنيا و محليا.
المغرب مقبل على مشاريع كبرى و على تظاهرات ذات بعد دولي كبير و على مواجهة أزمات شعبية لا سابق لها كذلك. كل هذا يقتضي منا المراهنة على شخصية ذات مصداقية لدى القصر و ذات مقبولية لدى الشعب و بخصائص قيادية و جرأة عاليتين.

فاعل سياسي*

‎تعليق واحد

  1. يبدو ان صاحب المقال، اعتمد الانطباع كمحلل
    ارتسامات ليس إلا ولمن الصعب التأثير في كل القراء

  2. مقال اقل مايقال عنه، تطبيل سوابق لأوانه، لماذا؟
    أولا: لأن كاتبه هو عضو في حزب المنصوري تم تجميد عضويته، ويحاول تحسين صورته بهذا المقال؛
    ثانيا: كل ماقاله عنها مجرد تضليل، وخير دليل هو غيابها التام سواء بجماعة مراكش أو بالوزارة؛
    ثالثا: جل تدخلاتها كانت فاشلة ولم توفق في فيها، بل أصبحت لديها فوبيا ان تتدخل في مواضيع لاتفهم فيها ولاعلاقة لها بها؛
    رابعا: اقول لصاحب المقال ولو انه يفتقر للضوابط العلمية ، انك لن تنال حصتك في لائحة الپام بمراكش المدينة مهما حاولت تبييض الصورة

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

فيديو وصور. قاعة الزيت بباب الفتوح.. عشوائيات تشوه وجه مراكش من الأعلى، فأين السلطات؟

نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي عند التجول في