قسم التعمير بمراكش: بين تحديات الماضي وآفاق المستقبل
حكيم شيبوب لطالما شكل قسم التعمير بجماعة مراكش
خديجة العروسي/تصوير:ف. الطرومبتي
يُعد ضريح يوسف بن تاشفين، مؤسس الدولة المرابطية، واحداً من المعالم التاريخية المهمة في مدينة مراكش. هذا الموقع الذي يحمل عبق التاريخ ويحكي عن قائدٍ أسّس مراكش سنة 1062م، يعاني اليوم من إهمال واضح رغم الجهود السابقة التي بُذلت لإبراز قيمته التراثية.
في فترة عبد السلام بيكرات الوالي السابق لمراكش، تم إطلاق مشروع لترميم الضريح من الداخل، حيث شمل هذا العمل تحسين الفضاء الداخلي وإعداد لوحات تعريفية بثلاث لغات (العربية، الفرنسية، والإنجليزية) لتقديم معلومات عن حياة يوسف بن تاشفين وإنجازاته. لكن هذا الجهد الطموح لم يُكتب له الاستمرار، إذ توقفت الأعمال فجأة، ولم تُعتمد اللوحات التعريفية التي كانت ستُضفي بُعداً تعليمياً وسياحياً على الموقع.
لم تتوقف مظاهر الإهمال عند الداخل، بل امتدت إلى الواجهة الخارجية للضريح التي تُظهر علامات التدهور بشكل لافت. ورغم مرور سنوات على توقف أعمال الترميم، لم تتدخل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الجهة الوصية على المعالم الدينية، لإعادة الروح لهذا الصرح التاريخي.
وبالقرب من الضريح، يوجد منزه قديم غير معروف للكثيرين، يُعدّ جزءاً من الإرث المعماري لمراكش. ورغم إمكانياته الكبيرة كوجهة سياحية، إلا أنه بقي طي النسيان ولم يُدرج في خريطة المشاريع السياحية للمدينة.
ويتطلب ضريح يوسف بن تاشفين ومحيطه اهتماماً عاجلاً لإعادة الاعتبار لهما كجزء من التراث الوطني. فمن الضروري استئناف أعمال الترميم المتوقفة، وإعادة تصميم اللوحات التعريفية بلغات متعددة لتعزيز جاذبية الموقع لدى السياح، بالإضافة إلى ترميم المنزه المجاور واستغلاله في تطوير مسارات سياحية جديدة تُبرز غنى مراكش الثقافي والتاريخي.
إن إعادة إحياء هذا المعلم لن تكون مجرد خطوة للحفاظ على ذاكرة المدينة، بل فرصة لتقديم صورة مشرقة عن مراكش كمدينة تجمع بين الماضي والحاضر.
حكيم شيبوب لطالما شكل قسم التعمير بجماعة مراكش