خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
مراكش، المدينة التي تحمل في طياتها عبق التاريخ وروح الحضارة المغربية، تواجه مشاهد يومية لا تليق بمكانتها كوجهة سياحية عالمية. محطة سيارات الأجرة الكبيرة بباب دكالة، التي تعتبر نقطة عبور رئيسية بين مراكش وباقي المدن، باتت تعكس صورة قاتمة بفعل الإهمال وتراكم المشاكل.
ما أن تطأ قدماك محطة باب دكالة حتى تستقبلك أكوام من الأزبال المنتشرة في كل الزوايا، والتي لم يعد بإمكان حاويات القمامة القليلة استيعابها. هذه المشاهد، التي باتت معتادة، لا تعكس فقط غياب التدبير الجيد، بل تُظهر أيضًا عدم اكتراث السلطات المحلية بمعالجة المشكلة.
الى جانب ذلك، أصبح محيط المحطة ملاذًا للعشرات من المشردين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء. هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في ظروف قاسية يضيفون لمسة حزينة إلى المشهد العام. بعضهم يتسول، والبعض الآخر يعاني من اضطرابات نفسية أو إدمان، دون أي تدخل فعلي من الجهات المعنية لإيجاد حلول لهم.
ووفق متتبعي الشأن المحلس، مراكش، التي لطالما ارتبط اسمها بجمالية المعمار وعراقة الثقافة، تستقبل زوارها بمناظر لا تسر الناظرين عند محطة باب دكالة. الزوار، سواء المغاربة أو الأجانب، يعبرون عن استيائهم مما يشاهدونه، خاصة وأن المحطة تشكل نقطة عبور هامة نحو معالم المدينة وأسواقها الشهيرة.
و على الرغم من كون المحطة مركزًا حيويًا للنقل بين المدن، إلا أن غياب المرافق الصحية النظيفة، وندرة أماكن الجلوس، وانعدام التنظيم يزيد من تعقيد الوضع. السلطات المحلية تبدو غائبة عن الساحة، بينما يتحمل المواطنون عبء هذه الظروف المزرية يوميًا.
إن الوضع الحالي لمحطة باب دكالة يستدعي تدخلاً عاجلًا من طرف السلطات المحلية، من خلال تنظيف المحطة بانتظام وتوفير حاويات قمامة كافية، توفير مأوى وإعادة تأهيل للمشردين بالتعاون مع الجمعيات المدنية وتحسين البنية التحتية للمحطة لتليق بمكانة مراكش.
وللإشارة، فمحطة باب دكالة ليست فقط مكانًا للنقل، بل هي واجهة للمدينة وأحد معالمها الحية. الإهمال الذي تعانيه يعكس حالة من عدم المسؤولية تجاه صورة مراكش.
فهل تتحرك الجهات المعنية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ أم ستبقى الأزبال والمشردون جزءًا من المشهد اليومي لمدينة سبعة رجال؟.