فيديو وصور . متحف رياض دار أتاي: احتفاء بالثقافة المغربية وأصالة التقاليد

شهدت المدينة العتيقة لمراكش، مساء الأربعاء 11 ديسمبر 2024، افتتاح متحف رياض دار أتاي بحضور عدد كبير من المثقفين والفنانين والمهتمين بالتراث المغربي. الحدث، الذي أقيم في أجواء احتفالية وروحانية، كان مناسبة لتسليط الضوء على جماليات الثقافة المغربية وأسرار تحضير الشاي التقليدي.

تقدم الحفل الفنان والخبير الدولي في المعمار المغربي الأندلسي، عبد اللطيف آيت بنعبد الله، صاحب فكرة ومشروع هذا المتحف الفريد. عبر كلمته، أبرز آيت بنعبد الله أهمية الحفاظ على التراث المغربي وتسليط الضوء على تفاصيله الدقيقة، ومنها الأواني التقليدية الخاصة بإعداد وتقديم الشاي المغربي، والتي تُعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية.

وعرض المتحف مجموعة نادرة من أواني “الصينية المغربية” التي استخدمت منذ عقود لتحضير وتقديم الشاي، بإبداع حمل توقيع “المعلمين القدامى”. هذه التحف الفنية عكست براعة الصانع التقليدي المغربي وقدرته على دمج الجمال الوظيفي مع اللمسة الفنية الراقية. كانت الأواني بمثابة نجمة الحفل، حيث أدهشت الحضور بجمال تصميمها وتاريخها العريق.

ومن أبرز فقرات الحفل، كانت جلسة تذوق لأنواع مختلفة من الشاي المغربي التقليدي، حيث استمتع الحضور بمذاقات متنوعة تعكس تنوع المناطق المغربية، من النعناع الأطلسي إلى الأعشاب الجنوبية. شكلت هذه التجربة فرصة للتعرف على التراث الغني المرتبط بتحضير الشاي وتقديمه.

و رافقت فعاليات الحفل فرقة لالة خالة للحضرة المراكشية، التي أضفت بأدائها أجواء روحانية مميزة على الأمسية. كانت الموسيقى الصوفية والحضرة النسائية جزءًا من المشهد الاحتفالي الذي جمع بين التراث المادي واللامادي.

ويقع رياض دار أتاي في قلب المدينة العتيقة لمراكش، على بعد خطوات قليلة من “القبة المرابطية” و”مسجد ومدرسة ابن يوسف”، مما يجعل زيارته فرصة لاستكشاف هذه المعالم التاريخية. الرياض بحد ذاته يحمل بصمة تاريخية تمتد إلى العهد المرابطي، ليكون شاهداً حياً على عراقة المدينة.

وبافتتاح متحف رياض دار أتاي، يكون التراث المغربي قد اكتسب مساحة جديدة تسهم في الحفاظ عليه وتعريف الأجيال القادمة بجمالياته. هذا المشروع، الذي يجمع بين الفن والتاريخ والثقافة، يؤكد أن مراكش ما زالت تحتفظ بسحرها كوجهة عالمية للثقافة والتراث.