روابط الرحامنة: حين يفقد الملتقى هويته ويثير غضب الجذور

روابط الرحامنة: حين يفقد الملتقى هويته ويثير غضب الجذور

- ‎فيفن و ثقافة, في الواجهة
329
0

طارق أعراب

شهدت النسخة الثالثة من روابط الرحامنة تغييرات جذرية أثارت استياء واسعًا بين فعاليات المنطقة ومتابعي الملتقى. إذ تم تحويل اسم الحدث من “موسم” إلى “ملتقى”، وهو تغيير لا يقتصر على الشكل بل مسّ جوهر الفعالية وأهدافها التي أنشئت من أجلها، والمتمثلة في ربط أواصر التواصل بين قبائل الرحامنة والقبائل الصحراوية المغربية، وتعزيز الروابط التاريخية والاجتماعية العريقة التي تجمع بينهما.

على مدار النسختين السابقتين، كان “روابط الرحامنة” محطة مميزة للاحتفاء بالروابط التاريخية بين الرحامنة وأشقائهم في القبائل الصحراوية، ما أكسب الحدث طابعًا ثقافيًا ووحدويًا. إلا أن النسخة الحالية شهدت غيابًا تامًا للوفود الصحراوية، التي كانت تحضر بشكل منتظم، وهو ما اعتُبر انتكاسة لروح الحدث وأهدافه.

و رافقت الملتقى هذه السنة انتقادات حادة بسبب سوء التنظيم والارتجال في التحضير. فحتى فرق الخيالة، التي تُعد جزءًا أساسيًا من الملتقى، عبّرت عن غضبها من ضعف التموين وسوء الاستقبال. وبرزت مظاهر الارتباك بشكل لافت خلال الفعاليات، ما أثر على جودة التجربة العامة للحدث وأدى إلى تراجع صورته التي حظي بها في النسختين الماضيتين.

فعاليات عديدة من أبناء الرحامنة عبّرت عن غضبها من هذه النسخة، معتبرةً أنها خرجت عن مسارها، وفقدت روحها التي جعلتها حدثًا بارزًا في أجندة المنطقة. كما انتقدت تخلّي إدارة الملتقى عن تقاليد أساسية، مثل استضافة القبائل الصحراوية، وهو ما زاد من حدة الانتقادات.

تطرح هذه النسخة أسئلة ملحّة حول مستقبل “روابط الرحامنة”، وما إذا كانت الإدارة الحالية قادرة على تصحيح المسار واستعادة الهوية الحقيقية التي كانت تميز الحدث، إذ يتطلب ذلك إعادة النظر في طريقة التنظيم، مع التركيز على الروح الأصلية للملتقى، التي تجمع بين تعزيز الروابط الثقافية والاجتماعية، واحترام موروث المنطقة وتقاليدها.

 

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

بودكاست كلامكم. ماركو كريموني، مدير كوستا المغرب يتحدث عن علاقة السياحة بالثقافة

حوار: نورالدين بازين/ تصوير: ف. الطرومبتي يشهد مهرجان