خالد مصباح/ بن جرير
حققت مدينة ابن جرير إنجازًا تاريخيًا بتتويجها بجائزة اليونسكو لمدن التعلم، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم، الذي انعقد في المملكة العربية السعودية. هذا التتويج يضع المدينة المغربية في مصاف أفضل 10 مدن تعليمية في العالم، ضمن شبكة اليونسكو لمدن التعلم، اعترافًا بجهودها المتميزة في تطوير التعليم وتعزيز فرص التعلم المستدام.
و جاء هذا التتويج تتويجًا لعقد من المجهودات التي بذلتها المدينة وعمالة إقليم الرحامنة على مختلف المستويات. السياسات العمومية الرامية إلى توفير عرض تعليمي شامل ومتنوع ساهمت بشكل كبير في تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص في الولوج إلى التعليم.
ومن أبرز المبادرات التي دعمت هذا النجاح دور الطالب والطالبة: إنشاء أكثر من 20 دارًا لتوفير الإقامة والدعم الدراسي، النقل المدرسي: توفير 130 حافلة مدرسية يستفيد منها أكثر من 18,000 طفل وطفلة، مما ساهم في تقليص معاناة التنقل بين القرى والمؤسسات التعليمية، محو الأمية: قفزة نوعية في عدد المستفيدين، حيث ارتفع من 2000 إلى أكثر من 20,000 خلال السنوات الخمس الأخيرة وبرامج الدعم التربوي: مثل برنامج التربية غير النظامية “الجيل الجديد”، المدعوم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعروض الإطعام المدرسي الواسعة.
ولعبت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية دورًا محوريًا في تعزيز مكانة ابن جرير كمدينة للعلم والمعرفة. بفضل منشآتها العلمية المتطورة وبرامجها الأكاديمية المبتكرة، أصبحت الجامعة رمزًا للتقدم والتميز التعليمي، وساهمت بشكل مباشر في تأهيل المدينة لتكون نموذجًا عالميًا في التعلم المستدام.
و لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق دون مساهمة فعّالة من مختلف الفاعلين عمالة إقليم الرحامنة تحت قيادة السيد عزيز بوينيان و الجماعات الترابية والمجلس الإقليمي والشركاء المحليين والدوليين الذين دعموا مشاريع التعليم والبنية التحتية.
وقد مثل مدينة ابن جرير في هذا الحدث الدولي عبد اللطيف وردي، رئيس المجلس الجماعي للمدينة، الذي حضر فعاليات المؤتمر وأعرب عن فخره بهذا التتويج الذي يعكس الطموح الكبير للمدينة في ترسيخ مكانتها كوجهة تعليمية عالمية.
هذا الإنجاز هو فخر ليس فقط لمدينة ابن جرير وإقليم الرحامنة، بل للمغرب ككل. فهو يعكس الإرادة الراسخة لجعل التعليم ركيزة أساسية للتنمية المستدامة، ويدعم رؤية المدينة الصاعدة التي تسعى لتكون نموذجًا عالميًا في الابتكار التعليمي والعلمي.
هنيئًا لابن جرير بهذا التتويج المستحق، وخطوة جديدة نحو تحقيق مزيد من النجاحات والتميز على الساحة الدولية.