نورالدين بازين
1. تأكيد الوحدة الترابية للمغرب
الخطاب ركز بشكل خاص على مغربية الصحراء، كحقيقة تاريخية وشرعية قائمة على مبايعة أهل الصحراء للملوك المغاربة. هذا التذكير يعزز من الأسس التاريخية والقانونية التي يقوم عليها موقف المغرب في قضية الصحراء، ويؤكد على نجاح المسيرة الخضراء في تحقيق الاستقلال السلمي للصحراء المغربية.
2. التنمية المستدامة في الصحراء المغربية
أشار الملك إلى النهضة التنموية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية، مع التركيز على الأمن والاستقرار والازدهار الاقتصادي. هذا التركيز يوضح كيف تحولت الصحراء إلى نموذج ناجح للتنمية، وهو ما يسهم في تأكيد السيادة المغربية على الأرض ويعزز التماسك الاجتماعي بين السكان.
3. الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء
أكد الملك على اتساع دائرة الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب كحل واقعي للنزاع. يستند هذا الدعم إلى جهود دبلوماسية مكثفة، ويشكل تطوراً جوهرياً في الموقف الدولي الذي بات يقر بأولوية الحكم الذاتي كحل ينهي الصراع ويدعم الاستقرار الإقليمي.
4. الانتقادات الموجهة للطرف الآخر
أبرز الخطاب وجود جهات ما زالت تعيش على “أوهام الماضي” وتتبنى طروحات لم تعد واقعية. ووجه الملك انتقادات لهذه الجهات لعدم موافقتها على إحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، واستخدامها قضية الصحراء كورقة لتحقيق مصالح سياسية أو اقتصادية. ويطالب الخطاب هذه الأطراف بضرورة التكيف مع الحقائق الحالية والتحلي بمسؤولية أكبر تجاه الأزمة الإنسانية في المخيمات.
5. مبادرات تهدف لدعم الجالية المغربية بالخارج
طرح الملك خطة لإعادة هيكلة المؤسسات التي تدير شؤون المغاربة المقيمين بالخارج، مشيراً إلى ضرورة تجاوز التداخل بين المؤسسات المختلفة. وقرر الملك إنشاء “المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج”، إضافةً إلى إعادة تشكيل “مجلس الجالية المغربية بالخارج”. تهدف هذه الهيكلة إلى استجابة أفضل لحاجات الجالية وتمكينهم من المشاركة في التنمية الاقتصادية الوطنية، وخصوصاً في تبسيط الإجراءات الإدارية وتوسيع آفاق الاستثمار.
6. التحفيز على الاستثمار وتعزيز المشاركة الاقتصادية للجالية
يشير الخطاب إلى ضرورة رفع مساهمة استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج في الاقتصاد الوطني، خاصة أن حجمها الحالي لا يتجاوز 10% من الاستثمارات الخاصة. ويعكس هذا البعد رغبة الملك في إشراك الجالية بشكل أوسع في التنمية الاقتصادية، مع التركيز على إزالة العقبات البيروقراطية وتوفير بيئة مواتية لهم للاستثمار.
7. دعوة للتعبئة الوطنية المستمرة
دعا الملك جميع المغاربة إلى مواصلة التعبئة الوطنية واليقظة، للحفاظ على المكتسبات الوطنية والعمل على تنمية جميع المناطق من شمال المملكة إلى جنوبها، ومن الريف إلى الصحراء. ويأتي هذا النداء كاستحضار للقسم التاريخي للمسيرة الخضراء، مما يشجع على تعزيز التضامن الوطني وتجديد التلاحم حول القضية الوطنية الأولى.
خلاصة التحليل
الخطاب الملكي يوازن بين الحث على الاستمرار في الدفاع عن وحدة المملكة الترابية وتنمية الأقاليم الجنوبية، وبين تعزيز الروابط مع الجالية المغربية في الخارج وتفعيل دورها الاقتصادي. ويعتبر الخطاب رسالة واضحة للجهات المعادية للمغرب بضرورة التخلي عن الأطروحات المتجاوزة، كما يشكل دعوة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى الالتفات إلى الحقائق الجديدة التي باتت راسخة في الصحراء المغربية.