النصاب العائد: بائع الهمزات وشهادة الزور في ملاعب الكبار

النصاب العائد: بائع الهمزات وشهادة الزور في ملاعب الكبار

- ‎فيبلاحدود, في الواجهة
906
0

نورالدين بازين

يبدو أن صاحبنا “النصاب الكبير” يحترف لعبة الهروب والعودة وكأنها مباراته المفضلة! غادر البلاد حين انكشفت حيله وأعماله المشبوهة، تاركاً خلفه جيوشاً من الضحايا الذين تعرضوا للنصب والاحتيال. لكنه عاد مؤخراً إلى مراكش، بعد أن تمت تسوية “ديونه” بفضل تواسط كبار القوم، ليظهر مجدداً في مسرح الحياة وكأن شيئاً لم يكن، حاملاً حقيبة “همزات” جديدة يبحث عن بيعها لمن يدفع أكثر، أو ربما لمن يستطيع خداعه بمهارة أكبر.

عاد ليكون فارس “شهادة الزور”، حاملاً راية الدفاع عن المعمرين الفرنسيين والمصالح الأجنبية وكأنها قضيته الكبرى، لكن في الحقيقة ليس سوى بائع وهم يسعى وراء أي “همزة” تنعش جيبه. صاحبنا يتقن تزييف الحقائق وتوزيع الاتهامات المجانية، حتى أصبح يشير بأصابعه الملوثة إلى أهل الصحافة ويتهمهم بما ليس فيهم. والمضحك في الأمر أن من كان بيته من زجاج لا يفترض أن يرمي الآخرين بالحجارة!

والفشل يلاحقه حتى في قدمه! يعتقد أنه يمكنه التسجيل في مرمى أسلافه دون وجود حراس، متناسياً أن هناك فرقاً بين التسلل والمرمى الفارغ. هو في الحقيقة مجرد هاوٍ يحاول لعب أدوار البطولة في مباراة كل ما فيها مزيف، من الحركات إلى التصفيق.

ولأن كلمة “نجاح” لا تنطبق عليه إلا بوصفها نجاحًا غير راشد، فهو يركض خلف المكاسب السريعة دون أن يفكر في العواقب. نجاحه لا ينضج أبدًا، تمامًا كما لا تنضج وعوده الكاذبة. كل خطوة يقوم بها لا تعدو كونها محاولة طفولية للإمساك بالهواء، يتظاهر بأنه قد حقق إنجازات، لكنه في الحقيقة لا يملك سوى قائمة من “الهمزات” الفاشلة. إنه “ناجح” فقط في عيون أولئك الذين لا يعرفون تفاصيل قصصه، بينما يتضح للعارفين أن نجاحه مجرد فقاعات صابون سرعان ما تتلاشى.

لصاحبنا تاريخ طويل في الترافع بالزور والدفاع عن “همزاته” بكافة الطرق الممكنة، وربما حان الوقت لأن يضع نصب عينيه مرمى آخر يتسع لألاعيبه، قبل أن يدرك أن اللعب في ملاعب الكبار لا يكون دائماً بلا حراس.

‎إضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك ايضا ان تقرأ

جمعيات حقوقية تؤسس لتحالف من أجل تعزيز قيم المواطنة واحترام حقوق الإنسان

كلامكم أعلنت التنسيقية الوطنية لعدد من جمعيات المجتمع