خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
يوم الريف: الجزائر ولعبة الديك المذبوح في سياق العزلة الإقليمية
نورالدين بازين تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولات جيوسياسية
خديجة العروسي/ تصوير: ف. الطرومبتي
شهدت المدينة القديمة بمراكش أمطارا مفاجئة أغرقت شوارعها وأزقتها، مظهرة هشاشة البنية التحتية لشبكة الصرف الصحي، ومثيرة تساؤلات حول مصير مشاريع التجديد التي لم تُستكمل. أمطار ليلة إمس حولت الطرقات إلى أنهار طينية، مما استدعى تدخل أعوان السلطة بشكل عاجل لفتح بعض البالوعات المغلقة بسبب تراكم الأزبال وبقايا الأوراش المفتوحة، في محاولة لتصريف المياه المتجمعة التي تسربت إلى المنازل والمتاجر، مهددة حياة السكان ومحالهم التجارية.
لكنّ التحدي الأكبر يكمن في مصير البالوعات وقنوات الصرف الصحي التي تعرضت للتدمير أو الإغلاق جراء أعمال الصيانة والتجديد. العديد من الأوراش التي أُطلقت لتحسين البنية التحتية لم تُنه بعد، تاركة وراءها مساحات واسعة من الطرقات محفورة، وبدون بنية تصريف جاهزة. سكان المنطقة عبّروا عن استيائهم من عدم التزام المقاولات المكلّفة بمواعيد التسليم المحددة، ما أدى إلى تفاقم الوضع البيئي والصحي في المدينة، خاصة في الأحياء العتيقة التي تُعتبر منطقة سياحية بامتياز.
كما أن غياب الرقابة والمتابعة من قبل السلطات المحلية، أثار الشكوك حول مدى جودة الأشغال المنجزة، ومدى الالتزام بالمعايير المعتمدة في عمليات التجديد، لاسيما وأن بعض البالوعات لم يُعاد تأهيلها بعد، أو غُمرت بالكامل تحت الإسفلت الجديد، مما قلل من فعالية شبكة الصرف وجعلها عاجزة عن التعامل مع الأمطار المفاجئة.
يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية التعامل مع هذا الوضع في المستقبل القريب، لا سيما وأن المدينة معرّضة لمزيد من الأمطار، مما قد يزيد من خطورة الوضع، إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة لتأمين شبكة الصرف الصحي وإعادة تهيئتها بشكل صحيح، وضمان استكمال الأوراش في أسرع وقت ممكن.
نورالدين بازين تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولات جيوسياسية