الهوس الإعلامي الجزائري بالمغرب..

الهوس الإعلامي الجزائري بالمغرب..

- ‎فيرأي
74
6

طارق أعراب

منذ سنوات، يُستخدم الإعلام الجزائري كأداة لبث رسائل معادية للمغرب، ولكن في الفترة الأخيرة، تصاعد هذا النهج ليصل إلى مستويات غير مسبوقة. يوميًا، تُنشر مقالات وتقارير تهدف إلى تشويه صورة المغرب، اخبار كاذبة او احداث حرفت عن سياقها ، او مبالغة في تضخيم الاحداث. من الواضح أن هذا الأسلوب الإعلامي جاء بعد الانهزامات المتتالة لنظام الجزائري امام المغرب خصوصا في مسألة النزاع المفتعل حول الصحراء ، كل هذا الهدف منه زرع مشاعر العداء والكراهية بين الجزائريين والمغاربة، والتأثير على الرأي العام الجزائري بشكل يجعل من الصعب التفكير في زيارة المغرب أو تعزيز العلاقات معه.

هذا التركيز المفرط من الإعلام الجزائري على المغرب قد يكون جزءًا من خطة أوسع لتوجيه الرأي العام الجزائري نحو قضية معينة، خاصة في ظل الضغوط الداخلية التي تواجهها الجزائر. الحكومة الجزائرية قد تسعى من خلال هذا التضليل الإعلامي إلى تحويل انتباه الجزائريين عن القضايا الداخلية مثل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ، وإيجاد “عدو خارجي” يوحد الشعب حوله.

من بين الأسباب التي قد تفسر هذه الحملة الإعلامية المكثفة ضد المغرب هو تنظيم المغرب لبطولات كبرى قادمة مثل كأس إفريقيا 2025 والمشاركة في استضافة كأس العالم 2030. هذه الأحداث الرياضية ستجعل من المغرب وجهة رياضية وسياحية لجماهير ومنتخبات دول العالم، بما فيها الجزائر. ولكن الحكومة الجزائرية، في ظل تصاعد التوترات السياسية والدبلوماسية مع المغرب، قد تسعى إلى خلق بيئة تجعل من الصعب على الجزائريين التفكير في زيارة المغرب لحضور هذه المناسبات.

قد يكون هذا التوجه الإعلامي جزءًا من استراتيجية تهدف إلى منع الجماهير الجزائرية من زيارة المغرب مستقبلاً. إضافة إلى ذلك، قد تسعى الجزائر إلى تبرير عدم مشاركة منتخبها الوطني في أي بطولة تستضيفها المغرب، باستخدام هذا العداء المفتعل كذريعة للانسحاب من مثل هذه المناسبات. التصعيد الإعلامي يمكن أن يُستخدم كأداة لقرارات قادمة كان آخرها اتهام مغاربة كانوا في الجزائر بالتجسس لصالح المغرب، وأيضًا قرار فرض التأشيرة على المغاربة لولوج الجزائر.

رغم هذه الحملات الإعلامية المكثفة، لا يزال العديد من الجزائريين يدركون أهمية الحفاظ على علاقات ودية مع الشعب المغربي، خاصة أن الروابط الثقافية والتاريخية بين البلدين عميقة ومتجذرة. ومع ذلك، فإن استمرار التلاعب الإعلامي في أدمغة الجزائريين، خصوصًا الجيل الصاعد، يمكن أن يؤدي إلى إضعاف هذه الروابط على المدى الطويل، خصوصًا إذا تم تعزيز فكرة أن المغرب يمثل “العدو الاول” للجزائر .

Facebook Comments

يمكنك ايضا ان تقرأ

اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال: غياب أبدوح وحضور آيت بوعلي يخلقان توازناً جديداً

نورالدين بازين في خطوة سياسية أثارت الكثير من