نورالدين بازين
في مشهد يعكس حالة من التخبط والتأخير غير المبرر، يمر موعد افتتاح محطة العزوزية الطرقية في مراكش دون أن يرى النور، رغم الوعود الرسمية والتصريحات المتكررة. كان من المفترض أن تفتح هذه المحطة الجديدة أبوابها شهر شتنبر الماضي 2024، وفقًا لما صرح به المسؤولون، وعلى رأسهم فريد شوراق، والي جهة مراكش-آسفي. لكن، مع مرور شهر شتنبر ودخول أكتوبر، لا يزال المشروع عالقًا بين الوعود المتكررة والتأجيلات غير المبررة.
تُعد محطة العزوزية الجديدة بمثابة الحل المنتظر لتخفيف الضغط الكبير الذي تعاني منه المحطة القديمة بباب دكالة، والتي تجاوزت قدرتها الاستيعابية ولم تعد قادرة على تلبية احتياجات المدينة المتزايدة. هذا التأخير المفاجئ أثار استياءً واسعًا بين سكان مراكش وزوارها، خاصة بعد أن أكدت السلطات المحلية في اجتماعات موسعة ضرورة إتمام جميع الإجراءات العملية لتيسير الانتقال السلس إلى المحطة الجديدة.
النائب الأول لرئيسة مجلس مراكش، أوضح خلال جلسة سابقة أن المحطة جاهزة من الناحية التقنية لاستقبال المسافرين، مشيرًا إلى أن التأخير يعود فقط للمساطر المتعلقة بتدبيرها واستغلالها بين جماعة مراكش وشركة التنمية المحلية. ومع ذلك، تبقى التساؤلات مطروحة حول سبب استمرار هذا التأخير الذي يزيد من معاناة المواطنين، ويؤثر بشكل سلبي على سمعة المدينة.
اليوم، ومع استمرار الغموض حول موعد افتتاح محطة العزوزية، يتساءل سكان مراكش وزوارها عن مصير هذه المحطة. هل سيظل المشروع رهينًا للمساطر الإدارية البطيئة والتأجيلات المتكررة، أم ستتحقق الوعود قريبًا؟ ما حدث حتى الآن لا يعكس سوى تراكم الوعود المعلقة، في وقت تنتظر فيه المدينة حلولاً عملية لتحديات قطاع النقل الذي يزداد تعقيدًا.
“رفض مهنيي النقل يزيد من تعقيد الأزمة”
وفي خضم هذا التأخير، جاء موقف مهنيي النقل ليضيف بُعدًا آخر للأزمة. ففي تصريح سابق مصور لجريدة “كلامكم”، أعلن عدد من أصحاب الحافلات رفضهم الانتقال إلى محطة العزوزية الجديدة، مؤكدين أن المحطة لا تتماشى مع المعايير التي يجب أن تتوفر في المحطات الطرقية الحديثة. وأشاروا إلى أنهم لم يتم استشارتهم في أي مرحلة من مراحل تصميم أو بناء المحطة، وهو ما يرونه تجاهلًا لآرائهم وخبرتهم كمحترفي نقل يعرفون احتياجاتهم واحتياجات المسافرين.
هذا التصريح أثار استياء نائب رئيسة المجلس الجماعي، الذي لم يتأخر في الرد خلال الدورة العادية للمجلس الأخيرة. ففي خطابه، هاجم المهنيين بشدة، معتبراً أن موقفهم غير مبرر ويعكس نوعاً من العرقلة غير المسؤولة لمشروع يهدف إلى تحسين خدمات النقل في المدينة. ولم يكتفِ بذلك، بل وجه أيضًا انتقادات لجريدة “كلامكم”، معتبرًا أن تغطيتها الإعلامية للموضوع قد بالغت في تصوير الأزمة.
هذا الخلاف بين مهنيي النقل والمجلس الجماعي يزيد من تعقيد عملية الانتقال إلى محطة العزوزية، ويُظهر وجود فجوة في التواصل والتنسيق بين الأطراف المعنية، مما يجعل التساؤلات حول مستقبل المحطة الجديدة أكثر حدة.