خديجة العروسي
شهدت ساحة جامع الفنا التاريخية بمراكش، يوم أمس الأحد، شجاراً عنيفاً بين امرأتين تعملان في حرفة النقش على الأيدي، أثار هلعاً وخوفاً كبيرين لدى السياح وزوار الساحة. الحادثة التي بدأت بتلاسن لفظي بين النقاشتين تطورت بسرعة إلى شجار عنيف عندما قامت إحداهما برشق الأخرى بكأس، مما أدى إلى تصاعد حدة الصراع أمام أعين العشرات من الحاضرين.
هذا الشجار الذي وقع في قلب الساحة الشهيرة دفع العديد من السياح والمارة إلى الفرار من المكان خوفاً من تصاعد العنف، وهو ما يعكس تأثير مثل هذه الحوادث على صورة المدينة السياحية. وتعد ساحة جامع الفنا واحدة من الوجهات الأكثر شهرة في المغرب، حيث تستقطب آلاف الزوار يومياً لمشاهدة العروض التقليدية والتفاعل مع الحرفيين المحليين.
وعلى إثر هذه الحادثة، تدخلت عناصر الدائرة الأمنية الخامسة التي كانت متواجدة بالقرب من الموقع، وقامت بتوقيف المرأتين واقتيادهما إلى المخفر. غير أن المفاجأة الكبرى كانت إطلاق سراحهما بعد نصف ساعة فقط من توقيفهما، وعادتا مباشرة إلى مزاولة عملهما في الساحة، دون اتخاذ أي إجراءات عقابية أو ردعية.
هذا التصرف أثار استياء العديد من المواطنين والمراقبين، الذين عبروا عن تخوفهم من أن تساهم مثل هذه الحوادث في تشويه صورة مراكش كوجهة سياحية عالمية. فالسلوكيات العنيفة في أماكن حيوية مثل ساحة جامع الفنا تسيء للمدينة وللقطاع السياحي الذي يعد أحد أعمدة الاقتصاد المحلي.
المطالب الآن تتوجه نحو تعزيز الرقابة الأمنية واتخاذ إجراءات صارمة تجاه مثل هذه التصرفات للحفاظ على أمن وراحة السياح، وضمان استمرار إشعاع ساحة جامع الفنا كرمز ثقافي وسياحي للمغرب.
