طارق أعراب
في مشهد يعكس توترًا اجتماعيًا عميقًا، اندلعت احتجاجات عمال النظافة في جماعة حربيل تامنصورت، حيث يعبرون عن غضبهم من تأخير الرواتب وعدم الاهتمام بحاجياتهم الأساسية. تزامنت هذه الاحتجاجات مع تنظيم الجماعة لمهرجان التبوريدة، وهو مهرجان تقليدي يستهلك ميزانية كبيرة من المال العام، مما ألقى بظلاله على الوضع الحياتي في المدينة.
تشهد مدينة تامنصورت أزمة نظافة حادة، حيث تغرق الشوارع والأزقة في أكوام من النفايات، مما يعكس نقصًا واضحًا في خدمات النظافة. الأوساخ المتراكمة أصبحت جزءًا من المشهد اليومي للمدينة، والحدائق التي كانت في يوم من الأيام مساحات خضراء جميلة تحولت إلى أراضٍ جرداء بسبب قلة الاهتمام بسقيها. هذا الوضع لا يضر فقط بالمظهر العام للمدينة، بل يؤثر أيضًا على الصحة العامة للسكان، ويزيد من معاناتهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
ميزانية المهرجان مقابل الرواتب الأساسية
في الوقت الذي تشهد فيه المدينة أزمة نظافة، قررت الجماعة تخصيص ميزانية كبيرة لتنظيم مهرجان التبوريدة، وهو احتفال تقليدي يعكس التراث الثقافي للمنطقة. رغم أن هذا المهرجان يحمل طابعًا ثقافيًا مميزًا، إلا أن تخصيص هذه الأموال لمثل هذا الحدث بدلاً من توجيهها لتحسين الخدمات الأساسية مثل دفع رواتب عمال النظافة أو تجديد البنية التحتية قد أثار جدلاً واسعًا بين المواطنين.
وقد أعرب العديد من سكان تامنصورت عن استيائهم من الطريقة التي تدير بها الجماعة ميزانيتها. فهم يرون أن الاستثمار في مهرجان التبوريدة، رغم قيمته الثقافية، لا يمكن أن يكون له الأولوية على الاحتياجات الأساسية مثل النظافة والصحة العامة. الاحتجاجات التي نظمها عمال النظافة لم تكن مجرد تعبير عن الغضب، بل كانت صرخة استغاثة من أجل تحسين ظروفهم المعيشية وضمان تقديم خدمات نظافة لائقة للسكان.
الاستمرار في تخصيص ميزانية كبيرة للأحداث الثقافية في ظل أزمة نظافة متفاقمة قد يؤدي إلى تدهور الوضع المعيشي في المدينة، مما قد يثير مزيدًا من الاستياء بين السكان. من الضروري أن تعيد الجماعة النظر في أولوياتها المالية لضمان تحقيق توازن بين الحفاظ على التراث الثقافي وتلبية احتياجات المجتمع الأساسية. من خلال التعامل بجدية مع هذه الاحتجاجات، يمكن للجماعة أن تجد حلولًا تحقق رضا المواطنين وتساهم في تحسين جودة الحياة في تامنصورت.